نشر موقع "إي إس بي إن" الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على حظوظ نادي أتلتيكو مدريد الوافرة للظفر بلقب
دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وذلك بعد أن توفرت في الفريق الإسباني جميع الشروط اللازمة لرفع ذات الأذنين. ويبدو أن أشبال دييغو سيميوني سيلقون منافسة من طرف أندية النخبة في أوروبا، لكنهم قادرون على التغلب عليها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان احتفل مؤخرا بمرور 10 سنوات على استحواذه على نادي
مانشستر سيتي الإنجليزي. وخلال هذه الاحتفالات، أعرب المدير الرياضي للنادي، تشيكي بيغريستين، عن أن أتلتيكو مدريد هو الفريق الذي تخشاه جميع فرق أوروبا هذا الموسم.
وأضاف الموقع أن هذه النسخة من المسابقة الأوروبية الأعرق على الإطلاق تمثل فرصة لزملاء غريزمان لمعانقة اللقب المفقود وإضافته لسلسلة انتصاراتهم، حيث أن الفريق الإسباني يمثل أحد أكثر الفرق استقرارا على مستوى القارة. ومن الواضح أن هذه المساعي ستصطدم برغبة أندية مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي للظفر باللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخها.
وإيمانا منه بأن هذا الموسم يوفر مناخا ملائما لمحاولة الفوز بدوري أبطال أوروبا، خاصة مع إقرار اليويفا باحتضان ملعب الواندا ميتروبوليتانو للمباراة النهائية، سيسعى المدرب دييغو سيميوني جاهدا إلى رفع الكأس في معقله وبين جماهيره. ويبدو أن مكان المباراة سيمثل حافزا إضافيا لنادي أتلتيكو مدريد.
وذكر الموقع أنه لتحقيق هذه الغاية، عملت إدارة أتلتيكو مدريد على تقديم الدعم المادي للمدرب سيميوني لتجديد الدماء وجلب لاعبين جدد. وعلى الرغم من المشاكل المالية التي يعاني منها النادي، فضلا عن النفقات الباهظة لبناء الملعب الجديد، لم تبخل إدارة النادي على المدرب، كما مكنته من الحفاظ على لاعبيه الأساسيين.
وأفاد الموقع أن اللاعب الفرنسي، أنطوان غريزمان، كان قادرا على الرحيل إلى مانشستر يونايتد خلال موسم انتقالات الموسم الماضي، إلا أنه اختار البقاء في صفوف ناديه الحالي والتتويج بالدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي. وقد سبق لبرشلونة تقديم عرض رسمي للظفر بخدمات اللاعب، إلا أنه رفض المغادرة والسير على خطى لاعبين سابقين مثل فيرناندو توريس ودييغو كوستا وتيبو كورتوا.
وتطرق الموقع إلى تشبث اللاعبين الأساسيين الذين يمثلون قوام الفريق بناديهم وامتناعهم عن الرحيل رغم إغراءات الأندية الكبرى. ولعل المدافع المخضرم، دييغو غودين، أبرز مثال على الوفاء والإخلاص تجاه النادي، حيث سبق له رفض عقد من طرف مانشستر يونايتد خلال الصيف الماضي، وذلك على الرغم من استعداد إدارة الشياطين الحمر دفع شرطه الجزائي البالغ 22.5 مليون جنيه إسترليني.
ولا يقتصر الأمر على الإبقاء على اللاعبين الأساسيين، حيث تمكن أتلتيكو مدريد من تعزيز خطه الهجومي عن طريق التعاقد مع المهاجم الفرنسي، توماس ليمار. وتجدر الإشارة إلى أن مهاجم موناكو السابق رفض عدة عروض مغرية من طرف عمالقة الدوري الإنجليزي، ليفربول وأرسنال، لينتهي به المطاف في العاصمة الإسبانية مدريد بعد موافقة نادي الإمارة على عرض إدارة الروخي بلانكوس بقيمة 63 مليون جنيه إسترليني.
وبين الموقع أن دييغو سيميوني يمتلك تشكيلة قوية تحت تصرفه، حيث يقود ستيفان سافيتش ودييغو غودين خط الدفاع، فضلا عن كوكي وساول نيغويز في خط الوسط، وغريزمان وكوستا في الهجوم. ومع تواجد يان أوبلاك حارسا لعرين الأتلتيكو، يبدو النادي الإسباني أقرب من أي وقت مضى للتتويج بذات الأذنين.
وسيدخل أتلتيكو مدريد منافسات دوري أبطال أوروبا بمعنويات مرتفعة للغاية، خاصة بعد التتويج بلقب الدوري الأوروبي للموسم الماضي وافتكاك لقب السوبر الأوروبي من الجار ريال مدريد منذ أكثر من شهر. ومسلحا بخبرته المكتسبة من مشاركاته السابقة في البطولة، فضلا عن هزيمتيه السابقتين في نسختي 2014 و2016 على يد النادي الملكي، يسعى دييغو سيميوني إلى قيادة فريقه لتحقيق اللقب الذي لطالما أسال لعاب الجماهير واللاعبين.
وأوضح الموقع أن مهمة الروخي بلانكوس الأولى تتمثل في هزم ريال مدريد ومنعه من تحقيق لقبه الرابع على التوالي في دوري أبطال أوروبا، خاصة وأن المباراة النهائية ستقام في ملعب واندا ميتروبوليتانو بالذات. ولا يخفى على المتابعين أن قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، يمثلان عائقا يحول دون تحقيق النادي لدوري أبطال أوروبا.
ونوه الموقع بأنه بالتزامن مع الفترة الانتقالية التي يشهدها ريال مدريد، فضلا عن التجربة الكتالونية الفاشلة خلال السنوات الثلاث الماضية، برزت عديد الفرق المرشحة لقض مضجع سيميوني ومنعه من تحقيق حلمه والفوز بدوري أبطال أوروبا. ولعل فريق مانشستر سيتي سيقف حجر عثرة في طريق أتلتيكو مدريد، وذلك نظرا لعمق تشكيلته واعتياد لاعبيه على فلسفة المدرب غوارديولا.
وأكد الموقع أنه يبدو جليا أن أندية مثل بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان وليفربول قادرة على الإطاحة بمساعي دييغو سيميوني ولاعبيه، كما أن قدوم كريستيانو رونالدو لصفوف يوفنتوس سيضاعف من حظوظ السيدة العجوز لتحقيق دوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من المنافسة المحتدمة، تشير جميع العوامل إلى أن هذا الموسم سيشهد تتويج الأتلتيكو بذات الأذنين.