أفاد ناشطون في محافظة درعا جنوب سوريا، بأن روسيا اتخذت قرارا بحل "الفيلق الخامس"، الذي شكلته مؤخرا لفصائل المصالحات بدرعا، وذلك بعد رفض الفصائل القتال بجانب قوات النظام في إدلب.
وفي التفاصيل، أكد عضو "تجمع حوران"
الصحفي عامر الحوراني، أن الروس أبلغوا، فصائل المنطقة الغربية من محافظة درعا،
الذين انضووا تحت تشكيل الفيلق الخامس الروسي، والبالغ عددهم 1680 مقاتل، بإنهاء
الفيلق وحلّه في المنطقة الغربية.
وأوضح الحوراني في حديثه لـ"عربي21"، أن قرار الروس جاء بعد رفض مقاتلي الفيلق الخامس من المنطقة الغربية الذهاب لمساندة
قوات الأسد والمليشيات الموالية لها، في المعركة المحتملة في محافظة إدلب شمال
سوريا.
وأشار الحوراني إلى أن مجموعات من فصيل "قوات
شباب السنة" ممن انضووا تحت تشكيل "الفيلق الخامس"، قد خرجت إلى
جبهات الشمال السوري قبل أسبوعين، وتقدر أعداد عناصرها بـ 340 مقاتلا، بالإضافة
لعشرات العناصر الذين انضمّوا بشكل انفرادي للفرقة الرابعة ومليشيا النمر لمؤازرة
قوات الأسد والمليشيات هناك.
وأضاف أن "الروس خيّروا مقاتلي تلك الفصائل
المطلوبين للخدمة العسكرية أو الاحتياط في جيش الأسد، بالمكوث في منازلهم
والانتظار لمدة ستة أشهر ثم الالتحاق بشعبة التجنيد لأداء الخدمة الإلزامية، أو
الانضمام للفرقة الرابعة".
اقرأ أيضا: مصادر: النظام السوري يعتقل قادة فصائل المصالحات في درعا
بدوره، اعتبر المحلل السياسي السوري ناصر الحريري أن
"الفيلق الخامس أكذوبة اخترعتها روسيا لتخدع به مقاتلي فصائل الجنوب العسكرية
بالانضمام إليه براتب ومزايا مغرية، مثلما اخترعت أكذوبة أن تسليم درعا للنظام هو
قرار دولي و يجب تنفيذه، حيث انطلت الخدعة على السذج والمغفلين وسلموا سلاحهم".
وأكد الحريري في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما
سمي بالفيلق الخامس الروسي كان هدفه
الاحتيال على المقاتلين في الجبهة الجنوبية، حيث تم تجنيدهم ضمن وحدات تابعة
للفرقة الرابعة التي يقودها المجرم ماهر الأسد"، بحسب تعبيره.
وحسب الحريري فإن هؤلاء المغفلين (وفق وصفه) يتم
التخلص منهم، إما بدفعهم للمواجهة المباشرة مع تنظيم الدولة في البادية السورية،
وإما بعمليات تصفية بتفجيرات متعمدة للمقرات التي يجمعونهم بها، كما حدث قبل أيام
حيث تم تسليم جثث 40 مقاتلا من أبناء درعا لأهاليهم، قتلوا في ريف إدلب الجنوبي،
حيث ادعى النظام أنهم قتلوا بتفجير المبنى الذي كانوا يتحصنون به، ونفذته الجماعات
المسلحة في الشمال.
وأضاف الحريري أنه "بعدما تم تجنيد من لديه
القابلية للعمل كمقاتل أجير ضمن وحدات الفرقة الرابعة، موهمينهم أنهم يعملون تحت
قيادة الفيلق الخامس الروسي المزعوم، وامتنع عنه الكثير من مقاتلي الجنوب، وبعد
أن يئس الروس من ضم المزيد من المقاتلين، أعلنوا عن حل هذا الفيلق الوهمي لأنه في
الحقيقة لا وجود له".
يذكر أنه جرى الاتفاق بين فصائل الجيش الحر وروسيا
بعد انتهاء العمليات العسكرية في الجنوب السوري على تشكيل "الفيلق الخامس"
الذي يتبع لقاعدة حميميم الروسية بشكل مباشر، وانضمام هذه الفصائل له بعد تسليم
سلاحها الثقيل والمتوسط على أن تبقى ضمن مناطقها بسلاحها الخفيف.
هل تستهدف روسيا المواقع التي سلمتها الأمم المتحدة بإدلب؟
هل استبعدت روسيا الخيار العسكري في إدلب؟.. مؤشرات توضح
مع قرب معركة محتملة.. ما مصير الجيش التركي في إدلب؟