نشر موقع "اف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن المعتقدات التي يؤمن بها العديد عندما يتعلق الأمر بمشاكل الصحة النفسية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن البعض يعمد إلى تجاهل مشاكل الصحة النفسية، حيث يعتبرها نسجا من خيال المريض.
وأضاف الموقع أن الندوب التي تخلفها الأمراض النفسية غير مرئية، لذلك يشك البعض في حقيقة وجودها. وبشكل عام، تعد الصحة النفسية من الأمور التي لابد من أخذها على محمل الجد. من جانبه، يحاول الشخص المصاب بالاكتئاب أو بمرض اضطراب العاطفة ثنائي القطب التحكم في نفسه والسيطرة على أعراض المرض بسبب خجله من معرفة الناس بمرضه.
وذكر الموقع أن البعض يعتقد أنه من الممكن دائما التعرف على الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية. وفي الحقيقة، تعد الأمراض النفسية من الأمراض الأكثر شيوعا في العالم. ووفقا للخبراء، يعاني شخص من أصل 5 من الاكتئاب والقلق في مرحلة ما من حياته. إلى جانب ذلك، يعاني واحد من أصل 25 من الأمراض العقلية على غرار، انفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب.
اقرأ أيضا: إليك 5 أعشاب تمنع الإرهاق المزمن وتكافح الاكتئاب
على صعيد آخر، يتجاهل البعض إمكانية إصابة الأطفال بالأمراض النفسية، إلا أن الأطفال والمراهقين يشكلون نسبة كبيرة من المرضى. وفي الحقيقة، تبدأ بعض الأمراض النفسية في الظهور في سن الرابعة عشر.
وأورد الموقع أن البعض لا يؤمن بفعالية التدابير العلاجية للأمراض النفسية، بما في ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب، وجلسات العلاج النفسي على حد السواء. وقد أثبتت الدراسات أن تشخيص المرض في وقت مبكر وبداية العلاج، يساعدان على التخلص من المرض وتخفيف الأعراض بشكل كبير. علاوة على ذلك، تختلف طرق العلاج وترتبط بالعديد من العوامل، وهو ما يفسر غياب وصفة عالمية تتناسب مع جميع الحالات دون استثناء.
وبين الموقع أن الشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية، لا يمتلك جرأة كافية تسمح له باللجوء إلى طبيب نفسي عند ظهور الأعراض الأولى، معتقدا أن مضادات الاكتئاب أو جلسات العلاج النفسي تستخدم فقط في الحالات المتقدمة والمتطورة.
وعموما، يساعد العلاج المبكر على تجنب العديد من العواقب الوخيمة، وعلى التخلص من المرض. فعلى سبيل المثال، يساعد تشخيص الاكتئاب أو اضطراب القلق أو أمراض نفسية أخرى في سن المراهقة في منع الإصابة بنوبات حادة، وتقوية إرادة المريض.
وأوضح الموقع أن البعض يعتقد أن الأمراض النفسية عادة ما تكون ناجمة عن مشاكل شخصية، إلا أنها ليست حكرا على فئة معينة، ويمكن أن تصيب الجميع بغض النظر عن مستوى الدخل أو التعليم أو الجنس أو السن أو الجنسية. كما لا يستهدف القلق والاضطراب العاطفي الموسمي من يُعتقد أن شخصيتهم ضعيفة فقط، لذلك لا يتعين على المرء الخجل من حالته. وتجدر الإشارة أن الوراثة وسوء التغذية وقلة النوم والتغييرات التي تحدث في الحياة من أهم عوامل تطور الاضطرابات العقلية.
وأفاد الموقع أن المريض النفسي يتجنب الحديث عن صحته النفسية أمام أصدقائه، ولا يرغب في اطلاع أحد على زيارته لطبيب نفسي. ولكن، يستطيع المريض تغيير وضعه عن طريق الاعتراف بمشاكله النفسية، والبحث عن حلول لها.
وفي الختام، نوه الموقع بأن البعض يعتقد أن الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية، شخص قاس وغير قادر على التحكم في نفسه، إلا أن الواقع أثبت أن المريض النفسي أكثر عرضة للعنف مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل نفسية.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف.. إلى أين تعود ذكريات طفولتك الأولى؟