نشرت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية مقالا للكاتبة "جيورجينا هيغيراس"، تحدثت فيها عن "هواجس ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أنها "تتحكم بخططه في منع اندلاع ثورة ربيع عربي جديدة والحد من نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط".
وقالت الكاتبة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي "يسعى إلى تحقيق أهدافه بشراسة وقوة غير معهودة في مملكته التي يحكم فيها "بحكم الأمر الواقع".
وفي نفس الوقت، "يسعى ابن سلمان إلى تخفيف حدة قراراته وسياساته عبر جملة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والتي لاقت استحسانا لدى السكان".
وبينت الكاتبة أن ولي العهد السعودي "مقتنع بأن دعم ترامب له عامل يمنحه الحصانة ويضمن له الإفلات من العقاب. بناء على ذلك، يصر ابن سلمان على عدم السماح بأي حركة معارضة أو تمرد في بلاده. وخير دليل على موقف ابن سلمان الاندفاعي والاستبدادي، ردة فعله على طلب كندا الإفراج عن ناشطات حقوق الإنسان".
وعوضا عن الاستجابة إلى هذه المطالب وتحقيق العدالة، تقول الكاتبة: "اتهم ابن سلمان كندا بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية وانتهاك القانون الدولي. علاوة على ذلك، أمر ابن سلمان بعودة حوالي 16 ألف طالب من كندا إلى المملكة العربية السعودية، إلى جانب بيع الأصول الكندية بأي ثمن".
وأضافت الكاتبة أن المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، اعتبر أن "هذا الإفراط في القرارات التي أصدرها ابن سلمان هو بمثابة "التحذير" من الاتهامات التي يمكن أن توجه إلى المملكة العربية السعودية بعد التحقيق المقرر أن تجريه لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة خلال الشهر الحالي".
وتتابع: "يتفق جميع المحللين حول أن السياسة الخارجية التي قادها ابن سلمان، منذ تزايد نفوذه بالتزام مع صعود أبيه للعرش، تبعث على القلق. وتنوعت قرارات ابن سلمان في هذا السياق من الحرب في اليمن، وعزل قطر، والضغوطات الممارسة على رئيس الوزراء اللبناني، وصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كندا. وإن دل هذا الموقف السلطوي على شيء فهو يدل على هشاشة النظام السعودي ومدى خطورة إشعال التوترات في منطقة الشرق الأوسط المضطربة".
وأوردت الكاتبة أن "قليلا من الدول فقط تتجرأ على انتقاد أول دولة مصدرة للنفط وتتمتع بتحالف وثيق مع المملكة العربية السعودية. لكن خلال الفترة الأخيرة، رفعت الأمم المتحدة صوتها للتنديد بالاعتداءات التي تحدث على يد الرياض".
ونقلت الكاتبة أنه "بعد تمكن ابن سلمان من حشد دعم البلدان السنية له لشن حرب على اليمن، فقد تحول الصراع اليمني إلى كابوس وكارثة حقيقية. وعلى هذا النحو، تزايدت الاحتجاجات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تنديدا بالمأساة اليمنية التي تتورط فيها حكومات بلدانهم. كما شهدت إسبانيا احتجاجات تدعو إلى منع بيع الأسلحة إلى الرياض، معتبرين أنها ترتكب جرائم ضد المدنيين بهذه الأسلحة".
وأوضحت أن ابن سلمان "ليس من الجهات التي تعترف بأخطائها أو تتراجع إلى الوراء. ويصرّ ولي العهد الطموح على مواصلة استراتيجيته بثبات. وفي ظل رفضه الشديد لإيران، وجد ابن سلمان في إسرائيل حليفا مثاليا، كما أنه اعتبر جاريد كوشنر ورقته الرابحة في رقعة الشطرنج الشرق الأوسطية".
وأضافت أن السعودية "أصبحت تمارس ضغوطات دولية، من أجل تحقيق أهدافها. وعلى سبيل المثال، قامت المملكة بتعليق جميع شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب" الاستراتيجي من أجل تحقيق أهداف معينة. ويتفق الخبراء حول أن هذه الأهداف تتمثل في "جعل الحرب اليمنية حربا دولية، تمهيدا لشن الصراع النهائي مع إيران".
وتختم مقالها بالقول إن "ابن سلمان فخور بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها في البلاد، لكنه يتعامل بقسوة تامة مع أية انتقادات توجه له. وفي ظل هذا الوضع، أكدت هذه المفارقات أن ابن سلمان ليس بالرجل المناسب لقيادة التحولات اللازمة في المملكة العربية السعودية. وبشكل عام، فإن المملكة العربية السعودية تحتاج لإظهار موقف معتدل للتفاوض على السلام في اليمن، والبحث عن حلول لإنهاء الحروب في مستنقع الشرق الأوسط".
مدريد تؤكد إلغاء اتفاق لتزويد الرياض بقنابل موجهة بالليزر
وزيرة فرنسية: وضع اليمن كارثي ولا يمكننا "منع السلاح"
وزير الدفاع الأمريكي: دعمنا للتحالف في اليمن ليس مطلقا