نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تدوينة للكاتب "إنياكي ماكاساغا"، تحدث فيها عن الحصار المزدوج الذي تعاني منه النساء الفلسطينيات.
وقالت إن الحصار المادي والمعنوي للنساء الفلسطينيات دفع إلى "رفع أصواتهن لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وتحسين أوضاعهن النفسية".
وقال الكاتب في تدوينته التي ترجمتها "عربي21"، إن "فلسطين تشهد صعود جيل جديد من الناشطات اللاتي تعملن على العناية بالصحة العقلية للسكان، خاصة النساء، المتأثرين بالعيش في المناطق المحاصرة. فضلا عن ذلك، تعمل هذه المجموعات على مكافحة العنصرية على أساس الجنس التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني".
وأورد الكاتب أن بدور حسن من بين الناشطات اللواتي واظبن على الدفاع على حقوق الفلسطينيات والفلسطينيين. وبالإضافة إلى دراستها للقانون الدولي، تعد بدور حسن جزءا من شبكة الحقوقيين في مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان.
وأضاف الكاتب أن "بدور حسن تعمل على حل المشاكل التي تواجه الفلسطينيين، الذين اضطروا إلى العيش في المناطق المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل. وفي هذه الأراضي، تُفرض قيود قاسية على الفلسطينيين خاصة عند تجديد تصريح الإقامة. كما يواجهون العديد من المعضلات بشكل دوري على غرار قرارات هدم المنازل، فضلا عن الصعوبات في الحصول على إذن للتمتع بالخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة أو غيره".
اقرأ أيضا: الاحتلال يعتدي بالضرب والتنكيل على نساء "خان الأحمر" (شاهد)
ونقل الكاتب أن الناشطة حسن تعمل خلال الليل على دراسة القانون الدولي الذي يصف القيود المفروضة على الفلسطينيين على أنها غير قانونية. وعلقت حسن على كفاحها قائلة: "خلال أوقات دراستي، أسمع طلقات رصاص جيش الاحتلال في الخارج، بشكل دوري. لذلك، لا يعد نشاطي خيارا، بل هو التزام".
وأورد الكاتب قول بدور حسن إن "بيروقراطية الاحتلال أسلوب آخر للقمع: فهي تولد أضرارا غير مرئية وأكثر حدة من العواقب البدنية. كما تعد هذه التقنية أقسى شكل من أشكال التطهير العرقي".
وأوضح الكاتب أن حسن تكافح من أجل القضاء على "بيروقراطية الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى ترك نسبة لا تتجاوز 30 في المئة من السكان الفلسطينيين في القدس". وبالإضافة إلى تقسيم القدس المحتلة وتضييق الخناق على الفلسطينيين فيها، يقاوم الكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة جملة من التدابير العسكرية الصارمة، كما يحاصرون بحائط يبلغ طوله 840 كيلومترا.
ولا يقف الحصار المفروض على الفلسطينيين عند هذا الحد، بل يركز الاحتلال الإسرائيلي حوالي 700 نقطة تفتيش تعمل على مراقبة التنقل اليومي للفلسطينيين بين القرى ونحو الحقول وحتى بين الطرقات. وعلقت الناشطة أن "الحياة اليومية للفلسطينيين تحولت إلى جحيم".
اقرأ ايضا: عشرات الإصابات بين فلسطينيات تظاهرن على حدود غزة (صور)
وأشار الكاتب إلى أن الوضع في الأراضي المحتلة سبب حالة من الإنهاك والاستنزاف النفسي بين صفوف الفلسطينيين. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من عواقب هذا الوضع الذي "يهدد بزيادة في السلوك الاندفاعي لعامة السكان وإضعاف العلاقات بينهم، وبمضاعفة المشاكل النفسية والسلوكية والاضطرابات في الشخصية".
وذكر الكاتب أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن 110 ألف فلسطيني في حاجة إلى الرعاية النفسية في القدس المحتلة فقط. ومن جهته، أوضح المعهد الفلسطيني لعلوم الأعصاب أن 36 في المئة من سكان الضفة الغربية يعانون من اكتئاب مزمن. من جهة أخرى، حذرت دراسة حديثة لمجموعة من الباحثين المستقلين التابعين لجامعة واشنطن من أن الصحة العقلية في الشرق الأوسط متدهورة للغاية، خاصة في فلسطين، حيث أن أكثر من 78 في المئة من السكان الفلسطينيين هم ضحايا لحالات العدوان الإسرائيلي على الأراضي المحتلة.
وأضاف الكاتب أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يعد سببا رئيسيا للمشاكل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني". في الوقت ذاته، تعاني النساء الفلسطينيات من احتلال مضاعف، إذ تمارس ضدهم العنصرية على أساس الجنس، فضلا عن العنف داخل الأسرة، والزواج المبكر.
اقرأ أيضا: هكذا تتعامل "تل أبيب" مع مريضات غزة الراغبات بالاستشفاء
ونقل الكاتب أن منسقة لجنة صحة المرأة في فلسطين، جواني رشماني، التي تشرف على العديد من مراكز الصحة، أكدت أنه يتم إعطاء الأولوية لمعالجة الأمراض النفسية، مما يساعد على الحماية من العديد من الأمراض الأخرى. كما أن "مناخ العنف قد انتشر في المنازل وبين أفراد العائلات"، بسبب الاحتلال.
وأورد الكاتب أن النساء الفلسطينيات بمثابة "العمود الفقري لمقاومة الاحتلال، إذ أنهن العنصر المسؤول عن العناية بالعائلة وكبار السن والمرضى أيضا. فضلا عن ذلك، تتدبرن شؤون بيوتهن خاصة في حال كان أزواجهن في السجن أو من العاطلين عن العمل". وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "أدمير" لدعم السجناء الفلسطينيين أكدت أنه يوجد في السجون الإسرائيلية حوالي ستة آلاف سجين سياسي، من بينهم 70 امرأة.
وفي الختام، قال الكاتب إن جيل الناشطات الصاعد في فلسطين يسعى إلى وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي، وإرساء مبدأ المساواة بين الجنسين الذي سيخفف من الحصار المفروض على النساء. وإلى غاية تحقق هذا الحلم، ستظل حياة الناشطات مرتبطة بالنشاط ضد الاحتلال والعنصرية ضد النساء وضمان صحة نفسية أفضل للشعب الفلسطيني.
صحيفة أمريكية: إدارة ترامب تلغي كامل تمويلها للأونروا قريبا