أثارت المواقف الروسية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان والدعوات لإعادتهم، تساؤلات حول النوايا الحقيقية لحرص موسكو والنظام على التركيز على عودة اللاجئين من لبنان دون غيره من البلاد التي تستضيف اللاجئين.
وتظهر المواقف المعلنة، حالة استعجال لدى النظام وحلفائه لإعادة اللاجئين، فيما دعت موسكو لوضع آليات جديدة لتسهيل العملية وتوسيع التنسيق لها لتكون على مستوى دولي بدلا من التنسيق الثنائي بين بيروت ودمشق.
ويشير مراقبون إلى جملة أسباب تقف خلف حرص النظام على عودة اللاجئين، في مقدمتها أسباب اقتصادية متعلقة بحاجة النظام إلى اللاجئين وتحديدا فئة الشباب منهم، لتحريك عجلة الإنتاج أو لتجنيدهم بالخدمة العسكرية.
أسباب اقتصادية
ويشير المحلل الاقتصادي والمفتش المالي السابق لدى النظام، منذر محمد، إلى تطلع نظام الأسد لـ"عودة مئات الآلاف من العاملين السوريين في لبنان"، معتبرا أن "الانتصار العسكري الذي يدعي نظام الأسد تحقيقه، أمر ثانوي في بلد منهك اقتصاديا".
وأكد محمد في حديثه لـ"عربي21"، أن "تحريك عجلة الاقتصاد تقتضي وجود العمال والشباب".
وبسؤاله عن الأسباب التي تدفع بالنظام إلى تفضيل عودة اللاجئين السوريين من لبنان تحديدا، بيّن المحلل الاقتصادي أن "النظام يتعامل مع ملف اللاجئين من الجانب الاقتصادي فقط دون النظر إلى الشأن الإنساني".
وأوضح، أن "النظام يدرك بحسابات الربح أن لا جدوى من بقاء اللاجئين في لبنان، بعكس البلدان الأوروبية لربما، فهناك الدخل مرتفع، بعكس لبنان والأردن".
وأشار محمد، في هذا السياق إلى أن عودة اللاجئين من لبنان "قد تؤذن بانهيار السدود التي تضعها البلدان الأوروبية وتحديدا فرنسا أمام تدفق التمويل المخصص لمرحلة إعادة إعمار سوريا، نظرا للعلاقات القوية التي تربط لبنان بالغرب".
أسباب أمنية
بدوره، ذهب المحلل السياسي فواز المفلح، إلى منحى آخر، مشيرا في هذا السياق إلى "الظروف الأمنية التي تسود لبنان، الناجمة عن هيمنة حزب الله على المشهد هناك".
وقال المفلح لـ"عربي21" إن "النظام يولي أهمية كبيرة لمواقف اللاجئين السوريين السياسية، ونتيجة تدني دخل الفرد وخوف اللاجئين من التعرض لمضايقات أمنية، نأى غالبيتهم بنفسه عن السياسة، وهذا ما يجعل تجنيدهم أمرا سهلا"، على حد تقديره.
وأضاف، أن "ما سبق جعل منهم شريحة مأمونة الجانب لديه، فضلا عن معرفته المسبقة بملفاتهم الأمنية، نتيجة تعاون أجهزته الاستخباراتية مع اللبنانية"، مؤكدا أن إعادة اللاجئين من لبنان لا "تتطلب الكثير من الجهد الأمني، كما هو الحال مع عودة اللاجئين من الأردن".
ديموغرافيّة
من جانبه، يعتقد الناشط السياسي هيثم خوري في حديثه لـ"عربي21" أن بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، من شأنه أن يشكل "اختلالا للتركيبة السكانية الديموغرافية في لبنان".
وأوضح أن اللاجئين السوريين في لبنان من الطائفة السنية، "ومعلوم أن تدخل الأطراف الدولية والإقليمية في لبنان متناسب تماما مع التركيبة الطائفية، وليس من مصلحة إيران والنظام أيضا ترجيح كفة الطائفة السنية على الطوائف الأخرى، وتحديدا الشيعية".
ويرى أن "عودة اللاجئين السوريين من لبنان مصلحة إيرانية قبل أن تكون مصلحة للاجئين أنفسهم".
المناطق الآمنة.. أمل السوريين في تركيا نحو العودة
مصدر لـ"عربي21": عرض روسي للمعارضة بالقتال مع الأسد
ما الذي يؤخر فتح معبر نصيب أمام التجارة الأردنية واللبنانية؟