دراسة: تناول بعض الخضروات يحول دون الإصابة بسرطان القولون
عربي21- سهام بن عبدالله18-Aug-1806:50 AM
شارك
تنتج العديد من الخضراوات مواد كيميائية تحافظ على تحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل في الأمعاء - جيتي
نشرت مجلة "نيو أتلاس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن أهمية تناول الخضراوات، وقدرتها على وقاية الجسم من جملة من الأمراض الخطيرة، لعل أبرزها السرطان.
وأشارت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى دراسة جديدة أجرتها مجموعة من الباحثين في كلية لندن الامبراطورية ومعهد فرانسيس كريك، التي كشفت عن الفوائد بالغة الأهمية لبعض الخضراوات في محاربة مرض سرطان القولون.
وذكرت المجلة أن البحث الذي قاده فريق الباحثين في كل من كلية لندن الامبراطورية ومعهد فرانسيس كريك، قد كشف لأول مرة عن الآليات البيولوجية الأساسية لمقاومة سرطان القولون. وقد أوضح البحث كيف يتم إنتاج مادة كيميائية معينة، من خلال تناول بعض الخضراوات التي تساعد بدورها على منع ظهور السرطان والتهابات القولون. وفي هذا الصدد، تشرح جيتا ستوكينجر، المؤلفة الرئيسية لهذا البحث الجديد، كيف أن العديد من الدراسات الوبائية تشير إلى أن الخضار قد تكون من العناصر الوقائية ضد السرطان. ومع ذلك، لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات التي تتطرق إلى موضوع فوائد الخضار وأهميتها.
وأضافت المجلة أن البحث يركز على بروتين حيوي يسمى "مستقبل الهيدروكربون الأريل". ويعد هذا الجزيء مهما للغاية في عملية التحكم في التهاب الأمعاء، إذ يعمل كذلك كمستشعر بيئي يقوم بضبط نشاط خلايا جهاز المناعة. وقد بين البحث في البداية أن الفئران التي يفتقر جسمها إلى بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل، سرعان ما أظهرت عدم قدرتها على السيطرة على التهابات القناة الهضمية التي تؤدي بدورها إلى سرطان القولون.
وقالت المجلة إنه تم العثور على محفز لبروتين "مستقبل الهيدروكربون الأريل" في مادة كيميائية تسمى "أندول 3 كاربينول"، التي يتم إنتاجها في أمعائنا عند هضمنا لخضراوات البروكلي والملفوف والكرنب الأجعد ولنباتات تنتمي إلى جنس البراسيكا. وعندما تم إطعام الفئران التي تفتقر إلى بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل أطعمة غنية بمركب "أندول 3 كاربينول"، لم تظهر عليهم نفس العلامات المسببة للالتهاب كما ظهرت من قبل. علاوة على ذلك، عندما تم إطعام الفئران المصابة بالسرطان أغذية غنية "بأندول 3 كاربينول"، طورت أجسامها أعدادا قليلة من الأورام التي كانت حميدة.
وفي هذا السياق، قالت ستوكينجر، إن "رؤية التأثير العميق للنظام الغذائي على التهاب الأمعاء وسرطان القولون كان ملفتا للغاية. وتنتج العديد من الخضراوات مواد كيميائية تحافظ على تحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل في الأمعاء. وقد وجدنا أن المواد الكيميائية التي تعزز هذا البروتين في النظام الغذائي، يمكن أن تعمل كذلك على تصحيح الخلل الناجم عن نقص تحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل".
وذكرت المجلة أن هذا البحث الجديد يتوافق مع دراسة أجريت خلال السنة الماضية في جامعة ولاية بنسلفانيا، كشفت عن قدرة النظام الغذائي الغني بالبروكلي الذي خضع له الفئران على تحسين النبيت الجرثومي المعوي والوظيفة المناعية. وقد نوهت تلك الدراسة بالتأثيرات المفيدة للبروكلي على الأرجح بسبب تنشيطه لبروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل في الأمعاء. وتؤكد هذه الدراسة الجديدة هذه الفرضية، من خلال التطرق بطريقة مباشرة إلى الآلية الكيميائية التي قد تؤدي دورا كبيرا في محاربة هذا المرض.
وأفادت المجلة أن الدراسة الجديدة لم تعمل على تحديد كمية الخضار الضرورية لتحفيز بروتين مستقبل الهيدروكربون الأريل بشكل فعال. وقد أكدت الدراسة التي أجريت السنة الماضية في جامعة ولاية بنسلفانيا حول البروكلي تناول ما يعادل ثلاثة أكواب ونصف من البروكلي في اليوم الواحد، وهي كمية لا يستطيع جميع الأشخاص الحصول عليها. وعلى الرغم من أن هذه النتائج لم تظهر سوى على الحيوانات، إلا أن جيت ستوكينجر تقترح أن تناول المزيد من الخضار لا يضر بالنظام الغذائي.
وفي الختام، أشارت ستوكينجر إلى أن هذه التجارب ستطبق كذلك على الأشخاص والخلايا البشرية في المستقبل. كما أكدت ستوكينجر عدم وجود ضرر عندما يتعلق الأمر بتناول المزيد من الخضراوات.