بعد خسارة 40 مليون دولار.. اتفاق ينهي إضراب ربابنة المغرب

أنهى اتفاق بين شركة الخطوط الملكية المغربية، والجمعية المغربية لربابنة الطائرات، إضرابا عن العمل استمر 26 يوما كاملة، لينتهي بذلك أكبر إضراب في تاريخ الشركة ويخلف خسائر بلغت أكثر من 410 ملايين درهم (40 مليون دولار). 

ومنذ 20 يوليو/ تموز الماضي تعيش الشركة على وقع إضراب عام دعت له الجمعية المغربية للربابنة، لتنطلق أزمة على مستوى الرحلات من مطارات المغرب والخارج عبر إلغاء وتأجيل الرحلات الجوية.

نهاية أطول إضراب
وأعلن بلاغ مشترك للنقابة والشركة، صدر ليل الثلاثاء 14 أغسطس/ آب الجاري، اطلع "عربي21" على نسخة منه "التوصل إلى اتفاق يضم نقط التوافق ويعيد بناء مناخ الثقة".

وأعربت الشركة وجمعية ربابنة الطائرات، عن ارتياحهما لإبرام هذا الاتفاق النابع من وعيهما بالرهانات الأساسية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، والدور الأساسي لقطاع السياحة في جهود التنمية.

وسجل البلاغ "الدور البارز الذي تضطلع به الشركة باعتبارها فاعلا رئيسيا في تطوير قطاع النقل الجوي وتكريس إشعاع المملكة، وأهمية ربابنة الطائرات المهنيين والحاجة الملحة إلى تمكينهم من ظروف عمل مثالية".

وعبر الطرفان عن "التزامهما بالعمل سويا على تحسين الخدمات المقدمة لزبناء الشركة، مبرزتين أن الاحترافية العالية للربابنة وروح الانضباط والوعي بالواجب لديهم تشكلان مقومين مهمين للشركة".

اقرأ أيضا: أسبوع 3 لإضراب ربابنة المغرب.. الأزمة تصل "التدويل" (شاهد)

 
ولم ينس الطرفان توجيه "الشكر والامتنان للزبناء لوفائهم لشركة الخطوط الملكية المغربية".

خسائر بالمليارت
وقال القيادي في حزب الاستقلال (معارضة) عادل بنحمزة: "في ظل هذه الحكومة عرفت شركة الخطوط الملكية المغربية واحدة من أكبر أزماتها، وقد بلغت الخسائر المعلنة إلى حدود توقيع الاتفاق مع الربابنة إلى 41 مليار سنتيم بالتمام والكمال".

وتابع بنحمزة في تصريح لـ"عربي21": "خلال مدة الأزمة لم تكلف الحكومة نفسها عناء التواصل مع الرأي العام أو التدخل لوضع حد لتلك الخسائر الفادحة التي هي في النهاية أموال عمومية باعتبار الشركة في ملك الدولة، بل ظلت في مقعد المتفرجين فلم نسمع الوزير المسؤول عن القطاع ولا جيش المستخدمين عنده".

وزاد: "الآن من سيعوض تلك الخسائر؟ وهل يعقل أن يتم ضخ أموال عمومية مرة أخرى لأصول الشركة مع بقاء نفس المسؤولين الغارقين في "وسخ" الامتيازات والأجور والتعويضات والسفريات؟ هل يعقل أن حكومة تتضمن وزارة للنقل الجوي تصاب بفقدان النطق في واحدة من أخطر المشاكل التي أصابت الناقل الوطني في عز الموسم السياحي؟ هل يعقل الحديث عن بلد سياحي لازال المسؤولون عن شركته الوحيدة للنقل الجوي يتعاملون مع إضراب الربابنة بطريقة العناد و"العكس" لأنه لا يحركهم هاجس الخوف من الخسارة المادية والمعنوية للشركة ما دام "بيت المال" قادرا على ضخ المزيد من الأموال؟ هل ننتظر لجنة لتقصي الحقائق في الوضعية العامة لشركة الخطوط الملكية المغربية؟".

اقرأ أيضا: بسبب احتجاج الربابنة.. 14 رحلة جوية ألغيت بمطار الدار البيضاء

 
أين الحكومة؟
وقالت النائبة في مجلس النواب (غرفة أولى) بالبرلمان المغربي، عن حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) ابتسام عزاوي: "اتفاق ينهي الإضراب الذي خاضه مجموعة من ربابنة الشركة مما ترتب عنه أزمة حقيقية تسببت في إلغاء أو تأجيل 210 رحلات جوية، كما تسببت في تكبيد خسائر مالية ضخمة للشركة قدرت، إلى حدود الأحد الماضي، بأزيد من 410 ملايين درهم (41 مليار سنتيم) كما تجاوز عدد المتضررين 36 ألف زبون مغربي وأجنبي ناهيك عن الضرر المعنوي والنفسي لهؤلاء".

وتابعت في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أزمة بهذا الحجم ولا تفاعل رسمي للحكومة، غياب تام في حين أن المنتظر بل والواجب هو أن تتحمل حكومتنا مسؤوليتها وتتخذ الإجراءات اللازمة لتجاوز الارتباك والاضطرابات الحاصلة".

وأفادت أن "التدبير الهاوي لهذه الأزمة يتطلب استقالة وزير السياحة والنقل الجوي".

وسجلت أن "فريقنا البرلماني بتفاعل بطرح عدد من الأسئلة الكتابية حول الموضوع وطلب عقد اجتماع مستعجل للجنة البرلمانية المعنية لتدارس الوضع، لكن لا تجاوب!".