تشهد مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، معارك طاحنة، بين قوات الجيش الوطني ومجاميع مسلحة تابعة لكتائب "أبو العباس"، المدعومة من الإمارات، منذ أكثر من يومين، وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتتواصل المعارك رغم توجيه الرئيس عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة رئاسية لبحث التطورات الجارية في تعز، خلال لقائه السبت، بقيادة السلطة المحلية وقوات الجيش، في مدينة عدن (جنوبا).
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش بتعز، عقيد ركن، عبدالباسط البحر، إن هناك توجيهات من القيادة السياسية، للقضاء على المجاميع الخارجة على القانون والعابثين بالمدينة. في إشارة إلى المقاتلين التابعين لرجل الدين السلفي، عادل عبده فارع، المكنى بـ"أبي العباس"، المدعوم من أبوظبي.
وفي الأيام القليلة الماضية، سجلت عدد من عمليات الاغتيال بحق جنود من أفراد اللواء 22 ميكا التابع للجيش، وسط اتهامات لمجاميع مسلحة تابعة لكتائب "أبو العباس" بالوقوف وراءها، ما دفع نحو هذا الانفجار الذي يعصف بالمدينة الأكثر كثافة سكانية بالبلاد.
وأكد العقيد البحر في تصريح لـ"عربي21" أنه لا عودة عن قرار القضاء على تلك المجاميع، ولا تراجع عنه أبدا.
ووفقا للمتحدث العسكري، فإن الحملة العسكرية تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من المربع الشرقي بالمدينة، وأجزاء أخرى من المربع الجنوبي.
وبحسب البحر، فإن الجيش سيطر على مواقع كانت تتحصن فيها تلك المجاميع التي وصفها "الخارجة عن القانون"، ـ يقودها عادل العزي، نائب "أبو العباس" ـ وهي عبارة عن مبان سكنية، ومؤسسات حكومية، ومفارق طرق، كانت تتحكم بمداخل أحياء وحارات شرق وجنوب مركز مدينة تعز.
كما أحكمت القوات الحكومية قبضتها على الطرق المؤيدة والمداخل لعدد من الأحياء التي كانت تتحكم بها، بالإضافة للخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها. حسبما ذكره المتحدث ذاته لـ"عربي21".
وكان بيان صادر عن قيادة محور تعز (أعلى سلطة عسكرية)، قد أعلن وقوف قوات الجيش إلى جانب الحملة الأمنية في مداهمة وتتبع أوكار المجموعات الخارجة على النظام والقانون (يقصد بها مجاميع أبو العباس)، التي اتهمها بتعكير صفو الأمن والاستقرار وإعادة عملية بناء الدولة وتطبيع الحياة العامة.
وتابع البيان بالقول: كم كان صعبا علينا في قيادة الجيش الوطني أن نشاهد جثث رفاق السلاح المغدور بهم من جنودنا، ونحن نضبط النفس ونشكل الحملات المحدودة؛ حرصا على تجنيب الجبهة الداخلية تبعات الحملات العسكرية، وتعريض الأبرياء للخطر جراء تحصن ما وصفها "المنفلتة والخارجة على النظام والقانون في أوساطهم".
وأبو العباس، شخصية سلفية مثيرة، وقيادي بارز في المقاومة بتعز، اسمه "عادل عبده فارع"، يصنف بـ"ولائه للإمارات"، تم إدراجه في قائمة ممولي الإرهاب، الصادرة عن الولايات المتحدة ودول الخليج، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
من جانبها، ذكر الموقع الرسمي التابع لكتائب "أبو العباس" أن قيادات الكتائب أنهت اجتماعها لمناقشة استهداف مواقعه في الجحملية وأطراف المجلية، من قبل ما وصفها "مليشيات حزب الإصلاح".
ولم يصدر حزب الإصلاح أي تعليق على هذه الاتهامات، في الوقت الذي لم يتسن لـ"عربي21" التواصل مع قيادات بالحزب للرد عليها.
وبحسب البيان الذي نشره الموقع بـ"فيسبوك" مساء الأحد، فإن المسلحين التابعين للكتائب (سلفية)، تؤكد أنها منتشرة في مواقعها وملتزمة بتوجيهات القيادة بضبط النفس، والاكتفاء بالدفاع عنها.
وطالب البيان العقلاء في تعز بجنيب المدينة ويلات الاقتتال الداخلي، نافيا أي انشقاقات في صفوفها.
وذكر أن عادل العزي، نائب قائد الكتائب، ـ يتهمه الجيش بالتورط في عمليات اغتيال وتصفيات لجنوده ـ، أكد الجهوزية التامة لمقاتليه لأي طارئ، في ظل استمرار الهجمات على مواقعها.
ويسود الاعتقاد على نطاق واسع في اليمن بأن الإمارات تسعى إلى تأسيس قوة أمنية تحت مسمى "الحزام الأمني"؛ للتحكم بالملف الأمني في تعز، تم تدريبها وتسليحها لهذا الغرض بقيادة القيادي السلفي، فارع، قائد ما تسمى "كتائب أبي العباس" هناك، الذي سبق أن حصل على مدرعات ومركبات عسكرية من قواتها المتمركزة في عدن (جنوبا).
وكان محافظ تعز السابق، علي المعمري، الذي استقال من منصبه، في أيلول/ سبتمبر 2017، قد رفض عرضا إماراتيا بالموافقة على تشكيل قوات "حزام أمني" في المدينة، مطالبا بتقديم الدعم للأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية، والجدية في رفع الحصار عنها.
مصادر: الإمارات تدرب إعلاميين يمنيين وراء حملة ضد قطر بتويتر
مسؤول إماراتي: لا يمكننا كسب حرب اليمن.. وهذا ما أتمناه
كرمان: هادي يرتكب خطأ جسيما.. وهذا ما جرى بالمهرة وسقطرى