بدا الموقف الإماراتي من
الأزمة الناشبة بين السعودية وكندا، على خلفية تغريدات تطالب بالإفراج عن نشطاء
حقوقيين اعتقلتهم الرياض ضعيفا على الرغم من التناغم الظاهري في سياسات البلدين،
في العديد من الملفات.
واكتفت الإمارات في
الأزمة السعودية الكندية، ببيان مقتضب لوزارة الخارجية، وتغريدة واحدة لوزير
الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عبر فيها عن رفض التدخل في الشؤون الداخلية
للسعودية.
وقال قرقاش في تغريدته:
"لا يمكن لنا
إلا أن نقف مع السعودية في دفاعها عن سيادتها وقوانينها وإتخاذها للإجراءات
اللازمة في هذا الصدد، ولا يمكن أن نقبل بأن تكون قوانيننا وسيادتنا محل ضغط أو
مساومة، إعتقاد بعض الدول أن نموذجها وتجربتها تسمح لها بالتدخل في شؤونا مرفوض
مرفوض".
بدورها عبرت وزارة
الخارجية الإماراتية، عن رفضها التام لأي تدخل في الشؤون
الداخلية للمملكة العربية السعودية، من شأنه المساس بسيادتها الداخلية.
وشددت الإمارات على تأييدها المطلق لما تتخذه
حكومة السعودية من إجراءات، أو ما تتبناه من سياسات، مؤكدة تضامنها مع الرياض في
مواجهة أي تدخل خارجي.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي
الإماراتية، في بيان اليوم الإثنين، عن رفضها التام لأي تدخل في الشؤون الداخلية
للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتأييدها المطلق لما تتخذه حكومة المملكة من
إجراءات أو ما تتبناه من سياسات مؤكدة تضامنها مع الرياض في مواجهة أي تدخل خارجي
من شأنه المساس بسيادتها الداخلية.
ويرى العديد من المراقبين أن التناغم الظاهر بين الرياض وأبو ظبي تجاه
العديد من ملفات المنطقة، يخفي وراءه الكثير من التباينات خاصة في الملف اليمني
والحرب الدائرة فيها وأهداف كل طرف وطريقة إدارته للمعركة، أو بشأن الملف الإيراني
وتأثيراته الاقتصادية على الإمارات، فضلا عن الخلافات التاريخية التي كشفتها وثائق
"ويكيليكس" الأمريكية المسربة.
خلافات وتحريض
وسبق لولي لحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم أن الحديث بازدراء أمام
الأمريكان عن السعودية وقال في برقية مسربة نشرها موقع "ويكيليكس" خلال
عشاء عام 2004 مع الجنرال الأمريكي جون أبي زيد قائد القوات الأمريكية في العراق
آنذاك إن القيادة السعودية قصيرة النظر.
وقال ابن راشد: "أنا ومحمد بن زايد عندما
ننظر إلى أكثر من 100 كيلومتر أمامنا فإن القيادة السعودية لا تنظر لأكثر من
كيلومترين فقط".
بدوره وصف ابن زايد خلال العشاء القيادة السعودية بأنها
"هرمة"، وحرض في مناسبة أخرى أمام مسؤول أمريكي على تغيير النظام الحاكم
في السعودية وقال: "90 بالمئة من الشعب السعودي ينتظر الأمريكان بعد انتهائهم
من العراق ليغيروا آل سعود".
وفي وثيقة تعود لعام 2006 نقلت السفارة
الأمريكية في الإمارات وجهة نظر ابن زايد لخارجيتها بشأن السعودية، وقال خلال لقاء
"الامارات وقطر خاضتا حروبًا ضد السعوديين، والامارات خاضت 57 معركة ضد
السعودية خلال الـ250 سنة الماضية"، وتابع: "السعوديون ليسوا أصدقائي
الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط".
وكشفت الحرب في اليمن التي تخوضها الرياض وأبو ظبي تحت لافتة واحدة،
وتحالف مشترك عن اختلاف الأهداف والرؤى وطريقة إدارة المعركة.
وظهر جليا بحث كل طرف عن مصالحه بعد سلسلة من التضاربات التي وقعت،
وكان أبرزها مسألة السيطرة على سقطرى والمنطقة المطلة على مضيق باب المندب والبحر
الأحمر، ومسألة انفصال الجنوب التي تقف وراءها الإمارات، ولم تبد السعودية أي رغبة
بتأييدها.
خلافات لا تخفى
أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور علي الهيل قال إن خلافات "الحليفين في الوقت الحالي" لا يمكن إخفاؤها على الرغم من التظاهر بتوحد الموقف وهي تظهر بين الفينه والأخرى للعلن
وخاصة في الحرب الدائرة باليمن.
وقال الهيل لـ"عربي21" إن "الإمارات لديها أطماع في
اليمن بعيدا عن الشعارات، التي ترفع في الحرب ولديها هدف آخر هو استنزاف السعودية
وإشغالها، بسبب ثأرات تاريخية بعضها يتعلق بحقول النفط في الربع الخالي".
وأضاف: "الحرب في اليمن فشلت وتغريدة الأكاديمي
الإماراتي عبد الخالق عبد الله والتي دعا فيها لعودة الجنود الإماراتيين بعد
الخلاف مع حكومة هادي يقر بين السطور بالفشل الذريع الذي فشله الطرفان في اليمن والآن
يريدون الخروج بماء الوجه".
وأشار إلى أن الموقف الإماراتي، حتى وأن أعلن تأييد السعودية في
خطواتها تجاه كندا، إلا أن هناك مصالح خفية تستمر وأبو ظبي لا يمكنها مسايرة
الرياض في كل خطوة أو تصعيد تجاه أي دولة مثل.
ولفت الهيل إلى العداء تجاه إيران لدى الرياض ليس كما هو لدى أبو ظبي
مشيرا إلى أن الإمارات، بحاجة للوجود الإيراني باستثماراته وأمواله وآلاف الشركات
التي تدار في دبي وحتى في أبو ظبي.
"التحالف" ينفي مسؤوليته عن مجزرة الحديدة باليمن
قتلى وجرحى في قصف للتحالف السعودي الإماراتي بالحديدة
مسؤول إماراتي: لا يمكننا كسب حرب اليمن.. وهذا ما أتمناه