نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن نهاية مهمة حزب الله في سوريا. ومن الملاحظ أنها فقدت كل رغبة في مواصلة الحرب، بعد أن خسرت عددا كبيرا من مقاتليها على أرض المعركة.
وعلى ضوء هذه المعطيات، من المنتظر أن يسحب حزب الله قواته من الأراضي السورية ليلعب دورا استشاريا بالاستناد إلى ما اكتسبه من خبرة حربية، وفق الصحيفة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حزب الله أنهى مهمته في سوريا بنجاح، بعد أن لعب دورا بارزا في حفاظ بشار الأسد على منصبه، علما وأنه شارك في الحرب السورية بحوالي 8000 مقاتل.
وبعد أن حقق هدفه بالحفاظ على النظام السوري، من المنتظر أن ينهي حزب الله تدخله العسكري في سوريا. وفي هذا الصدد، أفاد مدير الاتصالات والإعلام في مركز كارينغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، بأن "حزب الله لا يقدر في الوقت الراهن على خوض أي حرب، خاصة وأنه يرغب في تحقيق الاستقرار على مستوى قواعده".
وأشارت معدة التقرير إيفا ماري كوغل، إلى أن قيادة حزب الله عملت خلال السنوات الخمس الأخيرة على مساعدة النظام السوري على الصمود في وجه خصومه.
ومنذ بداية الثورة السورية، لعب حزب الله دورا استشاريا لفائدة قوات النظام السوري. في ذلك الوقت، أرسل حزب الله عددا من مليشياته إلى سوريا، في سابقة هي الأولى من نوعها. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها على أرض المعركة، لم يفقد الحزب شعبيته.
وأكدت الصحيفة أن الطائفة الشيعية أعربت عن رضاها عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية.
ولا يعد حزب الله ثاني أكبر مشغل في لبنان فحسب، بل يشرف أيضا على عدد من المستشفيات والمدارس والأندية الرياضية.
ولعل الأمر الذي قد يثقل كاهل ميزانية حزب الله هو بقاء العديد من أسر مقاتليه، الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح بليغة على أرض المعركة، دون عائل. وفي هذا السياق، أورد الحاج علي أن "حزب الله سيتكفل بشؤون أسر مقاتلي حزب الله، الذين إما قضوا نحبهم خلال الحرب أو أصيبوا بجروح خطيرة".
وأوضحت الصحيفة أن قدرات حزب الله المالية ستهتز بسبب مشاركته في الحرب السورية، فضلا عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، التي تعد الممول الرئيس له.
وفي ظل هذه الظروف، سيضطر الحزب إلى التأقلم مع الصعوبات الاقتصادية حتى لا يفقد حاضنته الشعبية.
وأوضحت الصحيفة أن قيادات حزب الله تتطلع إلى المستقبل. وعلى هذا الأساس، سافر نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم إلى طهران خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث ألقى كلمة أمام ثلة من الطلاب الإيرانيين أشاد فيها بأداء مقاتلي حزب الله في الحرب السورية.
وفي هذا السياق، صرح قاسم: "تعلمنا في سوريا كيفية القتال في الصحراء. ومن خلال ذلك، اكتسبنا الخبرة الكافية لتحرير المدن".
وأضافت الصحيفة أن الحرب السورية مكنت حزب الله من اكتساب تجربة كافية للعب دور استشاري لفائدة أصدقائه في كل من العراق وإيران واليمن. في هذا الإطار، قال الحاج علي إن "الحرب السورية مكنت حزب الله من تكوين جيل جديد من المقاتلين الذين يتميزون بخصالهم القتالية النادرة وبقدراتهم التواصلية المميزة".
وأوردت الصحيفة أن حزب الله لعب دورا بارزا في سيطرة المليشيات الحوثية على عدد من المدن اليمنية.
فبعد أيام قليلة من حل البرلمان اليمني، تمكن الحوثيون من بسط نفوذهم على جل المدن اليمنية. وفي الحرب اليمنية، يلعب حزب الله دورا استشاريا لصالح الحوثيين.
ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن التعاون بين ميليشيات حزب الله والحوثيين وثيق للغاية خاصة وأن حزب الله يوفر بعض الاستوديوهات، التي تؤمن بث قناة المسيرة التابعة للميليشيات الحوثية.
وأفادت الصحيفة بأن العديد من المليشيات تكتسب القدرات التواصلية من حزب الله. فمن خلال إطلاعه على خطابات أمين عام حزب الله حسن نصر الله، اكتسب زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، القدرة على الإلقاء والخطابة. في الأثناء، أصبح الحوثي يقلد نصر الله في مضامين خطاباته وحركات يديه.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل تنظر إلى مستقبل مليشيات حزب الله في سوريا بشيء من القلق.
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي لدى معهد أبا إيبان للدبلوماسية الدولية، دانييل كوهين أن "إسرائيل منشغلة بمصير حزب الله بعد الانسحاب من الأراضي السورية، خاصة وأنه جند خلال مشاركته في الحرب السورية عددا كبيرا من المقاتلين".
ومن المستبعد أن يسمح حزب الله لميليشياته بالانسحاب من أرض المعركة دون الاستفادة من خبراتهم الحربية".
ميدل إيست آي: هل يعود فضل شاكر للساحة الفنية قريبا؟
صحيفة نمساوية: هل تتمكن روسيا من توحيد سوريا المفككة؟
الغارديان: أدوار خطيرة جديدة للنساء في تنظيم الدولة