تحولت مناقشة "تقرير منظمة اليونسكو العالمي لسنة 2017- 2018"، إلى فضاء لمناقشة قضية الصحفي المغربي توفيق بوعشرين، دفعت رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية لانتقاد مسار محاكمة الصحافي واعلانه ان المحاكمة "زاغت" عن مسارها.
واستقطب الاعتداء على الصحفيين اهتمام أغلب المتدخلين في ندوة لمناقشة تقرير منظمة اليونسكو العالمي لسنة 2017- 2018 حول "الاتجاهات العالمية على صعيد حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام"، نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشراكة مع اليونسكو بالرباط.
المحاكمة "زاغت"
واعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، أن محاكمة بوعشرين "زاغت" عن مسارها، و"من حيث المبدأ نحن نعتبر ما يلي: أولا تم المساس بقرينة البراءة في ملف الزميل بوعشرين من أطراف متعددة، وثم التشهير بزميلات".
وأضاف في معرض تفاعله مع الأسئلة، أن "النقابة تتعامل مع الصحفي وهو مالك الجريدة ومع الضحايا وهن صحفيات أيضا، اتصلن بالنقابة وقدمن تقارير، وليس من حقنا إلغاء طرف من الأطراف، ونعتبر أن زميلاتنا تم التشهير بهن تشهيرا فظيعا لا يمكن أن تسمح به أخلاقيات المهنة".
وأوضح: "موقفنا أن المحاكمة يجب أن تتوفر على جميع شروط المحاكمة العادلة وضمان جميع حقوق الأطراف سواء الضحايا والمتهم الرئيسي في الملف".
اقرأ أيضا: تقرير حقوقي مغربي: الصحافي بوعشرين ضحية انتهاكات جسيمة
وسجل بعد انتقادات وجهت لتقرير أولي للنقابة حول محاكمة بوعشرين، أن "وضع شكاية من طرف مجهول ضد بوعشرين أمر غير مقبول ويعتبر الانتقال لمقر الجريدة بذلك العدد الوفير من عناصر الشرطة خارجا عن القانون".
وأفاد أن التقرير سجل على المحاكمة أنها "زاغت"، و"يمكن أن نتساءل حول قرينة البراءة وحول الجانب الإعلامي والأخلاقي ما إذا كانت التغطية الإعلامية متخلقة؟ وهل تم حفظ حقوق الأطراف؟ وهل التشهير بتوفيق بوعشرين في وسائل الإعلام العمومية أمر مقبول أم مرفوض؟". وتابع البقالي أن "التقرير لم يتطرق بشكل نهائي للجلسات التي كانت سرية، لأنها تخصصت في عرض أشرطة الفيديو، وننتظر أن يستكمل القضاء معالجته لهذا الملف وسيكون أمامنا تقرير شامل عن الجانب القانوني والمهني".
تقرير النقابة
فتح تقرير أولي وزعته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الجدل واسعا داخل النقابة وخارجها بسبب القراءة التي وصفت بالمنحازة لرواية النيابة العامة، كما بطريقة "تسريب" التقرير الذي لم يعتمد داخل مؤسسات النقابة.
وأثار تسريب التقرير والتناول الإعلامي له ردة فعل حقوقيين وصحفيين ممن رأوا فيه انخراطا في حملة إعلامية ضد بوعشرين، خاصة من طرف قياديين في النقابة لم يترددوا في إدانة الصحافي حتى قبل المحاكمة.
وأثار التقرير ضجة داخل قيادة النقابة الوطنية للصحافة بسبب تعميم التقرير، قبل أن يتم نقاشه داخل أعضاء المكتب التنفيذي قبل تعميمه، عكس ما كان مفترضا.
نقيب الصحفيين وضع مسافة مع التقرير، مسجلا أن "أجهزة النقابة ستجتمع وستقرر ما إذا كانت تتبنى التقرير أم لا؟".
اقرأ أيضا: محاكمة القرن بالمغرب.. ماذا تعرف عن أخطر تطورات القضية؟
وحظيت الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون بسبب ممارستهم لعملهم الصحفي والبحث عن آلية لحماية الصحفيين أمام التهديدات المتصاعدة، مشكل الاعتداء على الصحفيين قضية مطروحة على المستوى العالمي كما تناولها المتدخلون في الندوة.
"مراسلون بلا حدود" تدعو المغرب لإطلاق سراح "المهداوي"