سياسة عربية

انتخاب وزير خارجية المغرب السابق رئيسا لنقابة رجال الأعمال

الفوز الكبير بسبب الدعم الذي حظي به مزوار، مريم بنصالح، و عزيز اخنوش- أرشيفية

أصبح وزير الخارجية السابق، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، رئيسا جديدا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، متفوقا على منافسه "حكيم المراكشي" القادم من عالم الصناعات الغذائية.


وانتخب صلاح الدين مزوار، بالأغلبية، رئيسا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، الثلاثاء 22 أيار/ مايو الجاري، بالدار البيضاء، خلفا لمريم بنصالح شقرون، المنتهية ولايتها.


وفاز مزوار، الذي اختار وفيصل مكوار نائبا له، بعد حصوله على 5173 صوتا معبرا عنه، فيما حصل منافسه حكيم المراكشي على 1432 صوت، من أصل 6635 مصوتا.

 

الفوز الكبير، عزاه كثير من المراقبين إلى الدعم الذي حظي به مزوار من قبل الرئيسة السابق للاتحاد، وأيضا دعم الوزير النافذ عزيز أخنوش، الذي يعد رئيس مزوار في الحزب.

 

اقرأ أيضاابن كيران: لن أعتزل السياسة وزواج السلطة والمال يهدم الدولة

 
واختار الثلاثاء رجال الأعمال المغاربة، المنضوون تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي تعرف باسم "الباطرونا"، تعد أكبر تجمع للمقاولات ورجال الأعمال في المملكة. 


وأثارت نتائج هذه الانتخابات موجة سخرية وغضب، بسبب فوز وزير الخارجية السابق بالمنصب، ما فسره كثيرون بمحاولة السلطة إدخال الاتحاد في الحسابات السياسية.


وزاد من حدة الغضب كون الرئيس الجديد لنقابة "الباطرونا" قادما من خلفية حزبية صرفة، حيث تقلد مناصب وزارية وسياسية، آخرها عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار(حكومي)، بعدما كان رئيسه، ووزير خارجية المغرب حتى 2017.

 

وتقلد مزوار مناصب وزارية، حيث عمل كان وزير الخارجية والتعاون الدولي 2013 ـ 2017، ووزير الاقتصاد والمالية 2007 ـ 2012، ووزير الصناعة والتجارة 2004 ـ 2007. 


وسبق له أن انتخب رئيسا للجمعية المغربية للصناعات النسيجية والملابس، ورئيسا لفيدرالية النسيج والألبسة والمنتوجات الجلدية، داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب.


واثناء حملته الانتخابية، أعلن مزوار، الأمين العام السابق لحزب "التجمع الوطني للأحرار"، وعضو مكتبه السياسي، أن "الانتماء والقناعات السياسية تهم الأشخاص، ولا تمنع من الترشح لرئاسة الاتحاد".


وتعهد مزوار بالانسحاب من كل مسؤولية سياسية حال فوزه بمقعد رئيس الاتحاد. 


ورغم هذه التصريحات، ثار جدل في الساحة المغربية؛ لأن مزوار لم يسبق له أن كان رجل أعمال، ونظرا لخلفيته السياسية.


وسيخلف الرئيس الجديد لـ"الباطرونا" مريم بنصالح، التي تولت رئاسة الاتحاد لفترتين متتاليتين، منذ عام 2012.


ويعدّ الاتحاد العام للمقاولات أحد أبرز تجليات المال وتأثيراته في المغرب، ولا تخفى على أحد في المملكة علاقة المال بالسياسة، من خلال تقلد رجال أعمال مناصب حكومية وسياسية، ورسم سياسات عامة، لكن الجديد الذي تشهده هذه العلاقة هو محاولة سياسيين الانتقال إلى ميدان المال.


يشار إلى أن عدد المقاولات العضو بالاتحاد يبلغ 1851 مقاولة، فيما عدد الأصوات المسموح بها 8935، وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات رئيس الباطرونا ونائبه 75 في المئة.