خصصت صحيفة "التايمز" في لندن، مقالها الافتتاحي للانتخابات الماليزية، التي فازت فيها المعارضة، بزعامة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، البالغ من العمر 92 عاما.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن مهاتير "لم يكن قديسا"، حيث إنه وصف في خطاب ألقاه قبيل تقاعده في 2003، اليهود بأنهم "المتآمرون في العالم كله".
وتشير الصحيفة إلى أن مهاتير تبنى عندما كان رئيسا للوزراء في أثناء سنوات حكمه، التي امتدت على مدى عقدين، "القيم الآسيوية"، لافتة إلى أنها "تعبير عن الاستبداد في الرأي، وهو جزء من النخبة الحاكمة التي قامت على مدى ستة عقود بإثراء نفسها وسجن المعارضين".
وتستدرك الافتتاحية بأن "مهاتير أعاد تشكيل نفسه، وانخرط في المعارضة، واستطاع أن يبعد الحرس القديم من الحكم، وأصبحت لديه فرصة لإجراء إصلاحات في المجتمع الماليزي، ومحاربة الفساد، وتوجيه رسالة قوية إلى الزعماء الآخرين في دول آسيا، التي تقف على حافة التغيير".
وتقول الصحيفة إن "الحكم الآسيوي يعيش حالة من الفوضى، وعندما كان مهاتير في السلطة حاول أن يقلد أسلوبا من الديمقراطية المتحكم بها، التي بدأها مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو، إلا أن هذا الأسلوب لم يعد صالحا للزمن الحالي".
وتلفت الافتتاحية إلى أنه "عندما أجبر نجيب رزاق على الخروج من السلطة هذا الأسبوع، فإنه كان من الواضح أن مؤسسات الدولة المهمة أفرغت من معناها، فالمحاكم تقوم بملاحقة المعارضة وقمعها، وتحمي المسؤولين، فيما سيطرت الأحزاب المتحالفة مع الحكومة على الإعلام".
وتجد الصحيفة أن "ماليزيا تظل أفضل من الصين، التي يحكمها محاسيب الحزب، الذين يدعمون عبادة الشخصية، فيما يتحكم الحزب الشيوعي في لاوس، أما كمبوديا فهي تحت حكم هان سين منذ 33 عاما، ومن المتوقع فوزه في انتخابات مزورة، وفي تايلاند لا يزال الجيش يسيطر على الحكم، ويثري نفسه من علاقته مع رجال الأعمال، فيما تعرف بـ(رأسمالية الخاكي)، وفي بورما تحولت أنغ سان سوكي، التي كانت أملا للديمقراطية، إلى تابعة للجيش، الذي يواصل حملات التطهير العرقي للمسلمين الروهينغا، وتستهدف السلطات في فيتنام وبروناي المعارضة بشراسة".
وتبين الافتتاحية أن "هذه المظاهر تثير مخاوف الغرب، الذي لا يزال يؤمن بالفكرة التي تربط التنمية الاقتصادية بالتحرر السياسي، وبأن توسيع نطاق التعليم يرفع من توقعات الشعوب ويدفعها للتغيير، لكن الواقع هو أن مؤسسات الديمقراطية عادة ما تنتهي في يد النخبة، التي تريد البقاء في السلطة".
وتنوه الصحيفة إلى أن "أندونيسيا وجدت طريقا آخر لتبني أسلوب منفتح للحكم، ومحاربة الفساد، واستطاعت كسر حالة اللامبالاة، بالإضافة إلى أن كوريا الجنوبية وتايوان أظهرتا الطريقة التي يمكن من خلالها التحول من الديكتاتورية باتجاه ثقافة ديمقراطية على قيد الحياة".
وتقول الافتتاحية إن "على مهاتير استلهام هذه الدروس الناجحة نسبيا، وهذا يعني تحولا عن الماضي، وتهيئة الظروف لخليفته، وعليه أن يتواصل مع الشباب، ويعيد الثقة في البرلمان".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هذه هي المشكلات التي تعاني منها الدول الآسيوية، خاصة ماليزيا وأندونيسيا، التي أغلبية سكانها مسلمون، وإذا فشلت هذه الدول في أداء واجباتها الأساسية، فإنها ستثير غضب المسلمين الشباب، الذين هم عرضة لأفكار المتطرفين، وكذلك بقية المجتمعات الدينية والإثنية الأخرى، وعلى مهاتير فتح النوافذ والسماح لرياح التغيير".
وول ستريت جورنال: هل يتصرف أنور إبراهيم كمانديلا؟
إيكونوميست: أي دلالة لعودة مهاتير في ماليزيا؟
الغارديان: هل يطيح مهاتير التسعيني بنجيب "الفاسد"؟