قالت
مجلة "باري ماتش" الفرنسية إن زوجة الرئيس الأمريكي
ميلانيا ترامب باتت
أشبه "بسجينة في
البيت الأبيض" ومجبرة على لعب دور السيدة الأولى.
وتحدثت
المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" عن دورها الغامض الذي تمارسه
وظهورها بملامح حزينة وكئيبة في معظم المناسبات إلى جانب زوجها ليطلق عليها العديد
لقب "السيدة التعيسة".
وأشارت المجلة إلى أن ميلانيا
ترامب، واسمها الحقيقي ميلانيا كنوس والتي تتحدر من سلوفينيا، حققت قفزة نوعية في
حياتها بفضل قوامها الممشوق. فمنذ بلوغها سنة 16، امتهنت عرض الأزياء وجابت عواصم
الموضة مثل لندن، وباريس، وميلانو، ونيويورك حيث التقت بدونالد ترامب سنة 1998.
بعد ذلك، تزوجا سنة 2005، وأصبحت أما سنة 2006، إلا أن دورها كسيدة أولى في البيت
الأبيض لا يبدو أنه كان من ضمن تطلعاتها.
ونوهت
إلى أن ميلانيا ترامب قد تعرضت خلال حملة ترامب الانتخابية لانتقادات واسعة.
فبينما وصفها البعض بأنها سيدة متزمتة، وصفها البعض الآخر بأنها رهينة حقيقتها
باعتبارها مهاجرة، وهو أمر واضح من لكنتها الأوروبية الشرقية.
وأكدت
المجلة أنه خلافا لباقي السيدات اللاتي تداولن على لقب السيدة الأولى في البيت
الأبيض، يبدو أن ميلانيا ترامب ترى ذلك مهمة مستحيلة. ففي الواقع، تعيش ميلانيا
مفارقة عجيبة؛ فدور سيدة الولايات المتحدة الأولى يشتمل على تمثيل بلادها دون أن
يكون لها منصب، وتوكل لها مهام تابعة للدولة دون أن تكون لها دراية واسعة بعالم
السياسة. كما يجب على ميلانيا أن تلعب دور الأم المثالية والزوجة الصالحة،
والمستشارة التي ليس لها تأثير على قرارات زوجها السياسية.
وذكرت
أنه من بين 47 سيدة أولى عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية، كان بينهن من سطع
نجمهن على غرار إليانور روزفلت، وجاكلين كينيدي، وهيلاري كلينتون، وميشيل أوباما.
في المقابل، فضلت بعضهن العزلة وعدم البروز علنا، على غرار ليتيسيا تايلر زوجة
الرئيس جون تايلر، التي توفيت في شقتها في الإقامة الرئاسية سنة 1842 والكتاب
المقدس بين يديها.
ويضاف
إلى هذه القائمة جين بيرس زوجة الرئيس فرانكلين بيرس، التي كانت تلقب "بظل
البيت الأبيض" لأنها كانت تجول في أروقة البيت الأبيض وهي ترتدي دائما اللون
الأسود. ومن بينهن أيضا نانسي ريغان التي اعترفت بأنها غالبا ما تبكي بين أروقة
البيت الأبيض الذي وصفته "بسجنها الذهبي". أما بالنسبة لميلانيا ترامب،
فهذا الإرث يثقل كاهلها.
وأوردت
المجلة أن الطاقم المرافق للسيدة الأولى يضم تسعة أشخاص، وهو نصف عدد أفراد الطاقم
المرافق لميشيل أوباما. ويعرف عن ميلانيا ترامب أنها سيدة مهووسة بالفنون والأعمال
الخيرية. وغالبا ما تكون إطلالات ميلانيا خلال المناسبات الرسمية أشبه بعارضات
الأزياء، فقد ارتدت ثلاثة ألوان مختلفة خلال العشاء الذي نظم في برج إيفل، اللون
الأبيض والأزرق والأحمر، فيما ارتدت سترة طويلة خلال ذهابها إلى الشرق الأوسط، كما
تفضل غالبا ارتداء النظارات الشمسية.
وبناء
على هذه المعطيات، تطرح تساؤلات حول هل تكره ميلانيا ترامب فعلا مركز سيدة
الولايات المتحدة الأولى؟
ويبدو
أن ابنة الرئيس الأمريكي البكر، إيفانكا ترامب، قد حلت محلها في عدة مهام. فمن
جهتها، أكدت ممثلة السيدة الأمريكية الأولى، ستيفاني غريشام، أن "ميلانيا
تركز في أولوياتها على لعب دور الأم والزوجة وخدمة الشعب الأمريكي أكثر من أي دور
آخر".
وتجدر
الإشارة إلى أن ميلانيا ترامب قد طالبت خلال شهر شباط/ فبراير من سنة 2017 بتعويض
مالي قدره 150 مليون دولار من وسائل الإعلام التي نشرت معلومات تزعم فيها أن زوجة
ترامب كانت فيما مضى تنشط في تجارة الجنس.
وأشارت
المجلة إلى أن السيدة الأمريكية الأولى تزور غالبا المدارس وتوزع الألعاب، كما
تزرع اللفت في بساتين زراعة الخضر. علاوة على ذلك، تدافع ميلانيا ترامب عن حقوق
النساء، حيث صرحت خلال شهر آذار/ مارس الماضي بأنه "عندما تتعرض النساء
للاحتقار، يصبح العالم أيضا حقيرا". كما جندت ميلانيا ترامب نفسها لمكافحة
التحرش عبر الإنترنت.
وتحدثت
المجلة عن علاقة ميلانيا ترامب بزوجها، حيث يطغى الفتور على علاقة الزوجين. وقد
ظهرت ميلانيا ترامب في عدة مناسبات إلى جانب زوجها ولا تبدو ملامح السعادة على
وجهها، بينما شوهدت في مناسبة أخرى وهي تبعد زوجها عنها بحركة صغيرة بيدها. وقد
تفطن الزوجان لذلك، فأضحت ميلانيا تعمل خلال وقوفها بقرب زوجها على الابتسام.
وقالت
المجلة إنه على امتداد التاريخ الأمريكي، تعتبر شخصية السيدة الأولى بمثابة مرآة
تعكس حالة الدولة ككل. فمواقف ميلانيا ترامب الغامضة تكشف لنا عن حقيقة الولايات
المتحدة في الوقت الحاضر، التي تعيش حالة من الارتباك والانقسام فيما بينها.