بين اتهامات وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ونفي الأخيرة مسؤوليتها عن تقديم وتسهيل عمليات ارسال اسلحة إلى جبهة البوليساريو، تداعت بصورة دراماتيكية التصريحات والمواقف الدبلوماسية العربية الداعمة لموقف الرباط والرافضة بشدة للسلوك الإيراني المتدخل بملف الصحراء المغربية.
ولم يشفع النفي الإيراني للتدخل والذي جاء ببيان لوزارة الخارجية الايرانية، او النفي الرسمي الصادر عن جبهة البوليساريو وكذا حزب الله اللبناني من تغيير الموقف المتضامن مع المغرب وحقه بقطع العلاقات واستمرار اتهام طهران باستمرار التدخل بالشأن العربي .
وفي هذا الصدد أكد رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، الأربعاء ، أن قرار قطع العلاقات مع إيران "مغربي خالص" اتخذ بعد أن "ثبت أنها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا بشكل مباشر أو غير مباشر"، في رد مباشر على اتهامات اطلقها بيان لحزب الله اتهم فيها الرباط بالتبعية بقرار قطعها العلاقات لكل من واشنطن وتل أبيب والرياض .
وجاء تصريح العثماني على صفحته في "فيسبوك" إثر إعلان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، وستغلق سفارتها في طهران، وستطرد السفير الإيراني من الرباط، ردا على تعاون طهران مع "جبهة البوليساريو" من خلال حزب الله، لاستهداف أمن المغرب ومصالحه العليا.
وفي أول تعليق رسمي صادر عن جبهة البوليساريو قال أبي بشاري البشير، ممثل الجبهة في فرنسا، بتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة : "إن الجيش الشعبي خاض حربه التحريرية الوطنية بالاعتماد بشكل حصري على الإنسان والكادر الصحراوي فقط، ولم يُسجل طيلة فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وجود عسكري تابع لأية جهة أجنبية كيف ما كانت، بجانب الجيش الشعبي الصحراوي."
اقرا أيضا : المغرب يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب "البوليساريو"
وتابع قائلا: "إن هذا الادعاء الجديد، هو مجرد خطوة انتهازية يقوم بها المغرب للتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة ويهدف من ورائها إلى محاولة الاحتماء من وقعِ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، خاصة ما يتعلق منه بموعد 6 أشهر الذي يشكل سيفا مسلطا على رقبة الاحتلال من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع تحت رعاية الامم المتحدة."
ونفت ايران الاربعاء اتهامات المغرب بتسهيل عمليات ارسال اسلحة إلى جبهة البولسياريو غداة قطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران على خلفية المسألة .
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الايرانية أن "التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية المغربي (ناصر بوريطة) بشأن وجود تعاون بين دبلوماسي ايراني وجبهة بوليساريو (...) كاذبة".
اقرا أيضا : هكذا علق حزب الله اللبناني على قطع المغرب علاقته بإيران
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أعلن الثلاثاء، عن قطع بلاده للعلاقات الدبلوماسية مع طهران بسبب "الدعم العسكري الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية" والتي تحاربها الحكومة المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي ، وهو ما نفاه حزب الله بالكلية .
وفي بيان صادر عنه، قال الحزب إنه "ينفي هذه المزاعم والاتهامات جملة وتفصيلاً، ويعتبر أنه من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة" .
وأضاف البيان: "يرى حزب الله أنه كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وتساندها بكل قوة بدل اختراع هذه الحجج الواهية"، وفق تعبيره .
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أعلن الثلاثاء، عن قطع بلاده للعلاقات الدبلوماسية مع طهران بسبب "الدعم العسكري الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية" والتي تحاربها الحكومة المغربية.
وتابع الوزير حينها: "لقد عدت للتو من زيارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث أجريت بطهران لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني السيد جواد ضريف وأبلغته بقرار المملكة المغربية قطع علاقاتها مع إيران".
وسجل أن "سفير المغرب بطهران غادر إيران اليوم وسأستقبل القائم بالأعمال بسفارة إيران خلال 30 دقيقة من أجل مطالبته مغادرة التراب الوطني حالا".
وشدد على أن هذا القرار هو رد على التورط الإيراني الواضح من خلال حزب الله في التحالف مع "البوليساريو" لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة.
وأكد الوزير أن المغرب يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمغرب.
وفور إعلان الرباط قطع علاقاتها بطهران أعلنت كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين تضامنها مع المغرب ورفضها المساس بالشؤون الداخلية للدول العربية .
وقالت قطر في بيان لها، الثلاثاء، " تعلن دولة قطر تضامنها العميق والكامل مع المملكة المغربية الشقيقة في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة المغربية الشقيقة وسلامة مواطنيها" على حد وصف البيان.
وشددت قطر، على أهمية "احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول، وفي مقدمتها احترام سيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات وفق الحوار والوسائل السلمية المتعارف عليها".
فيما أكد الإمارات، في بيان لوزارة خارجيتها نشرته وكالة "وام" الرسمية "وقوفها إلى جانب المملكة المغربية في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية".
و ذكرت وزارة الخارجية و التعاون الدولي أن "الإمارات تدين بشدة تدخلات إيران في شؤون المغرب الداخلية عبر أداتها ميليشيا حزب الله التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى جماعة (البوليساريو) بهدف زعزعة أمن المملكة المغربية الشقيقة".
كما أيد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، القرار المغربي الذي اعتبره "قرارا صائبا"، وقال آل خليفة في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما".
وأضاف: "ونؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران نتيجة دعمها لأعداء المغرب بالتعاون مع حزب الله الإرهابي. حفظ الله الملك محمد السادس والشعب المغربي الشقيق".
وتابع: "أجريت اتصالا هاتفيا مع معالي الأخ ناصر بوريطة (وزير الخارجية المغربي) وأكدت له بأن البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، تقف مع المغرب الشقيق في كل ظرف و موجب، و أن ما يمس المغرب يمسنا ويمس الأمن القومي العربي. حفظ الله المغرب ملكا وشعبا".
اقرأ أيضا: إدانة خليجية للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للمغرب
سعوديا، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر" إن إيران تعمل على "زعزعة أمن الدول العربية والإسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب".
وأضاف: "وما فعلته إيران في المملكة المغربية الشقيقة عبر أداتها تنظيم حزب الله الإرهابي بتدريب ما تسمى بجماعة البوليساريو خير دليل على ذلك".
وفور صدور قرار الرباط بقطع العلاقات عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن وقوف المملكة إلى جانب المغرب "في كل ما يهدد أمنه واستقراره ووحدته الترابية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية".
وأضاف المصدر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام سعودية ، أن حكومة المملكة تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى بجماعة " البوليساريو " بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية الشقيقة.
وقال المصدر إن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران.