قالت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، إن رئيس النظام السوري، بشار
الأسد، لا يرى في الضربات الغربية الأخيرة تهديدا لسلطته، ولا تغييرا لمسار الحرب في البلاد، كما أن السوريين يتساءلون عن تصرف الغرب بعد مقتل 1900 شخص بالسلاح الكيماوي، بينما قضى 400 ألف آخرون بالسلاح التقليدي.
وتابعت الصحيفة بافتتاحيتها، التي ترجمتها "
عربي21"، بأن سوريا ستبقى منطقة غير مستقرة طالما بقي الأسد في منصبه، وطالما بقيت الأقلية العلوية المدعومة إيرانيا وروسيا في حكم البلاد، وإن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، كان عليها توضيح ذلك للبرلمان قبل اتخاذ القرار بالمشاركة في الضربات التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيسة الوزراء كان يجب عليها سؤال البرلمان حتى لو كانت تعتقد أن ذلك كان القرار الصائب، وكان يحب إتاحة الفرصة للنواب لتأييد أو رفض الضربات.
وتابعت بأن "البرلمان هو أفضل مكان لتقييم ما إذا كان استخدام القوة العسكرية يخدم مصالح الأمة في مثل هذه الحالات".
وأيدت الصحيفة اقتراح زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربن، بأنه يجب سن قانون يلزم رئيس الوزراء بالتوجه إلى مجلس العموم قبل اتخاذ قرار "الحرب"، واستخدام الصوات البريطانية في الخارج.
في وقت سابق، رفع عشرات البريطانيين، شعارات "أوقفوا الحرب. لا تقصفوا سوريا. نعم للسلام"، في وقفة احتجاجية نظمتها حملة أوقفوا الحرب مع عدد من المنظمات المناهضة للتدخل العسكري في سوريا أمام مقر الحكومة البريطانية.
وطالب النشطاء الحكومة بعدم الانسياق وراء الولايات المتحدة والدخول في حرب لن تزيد الأمر في سوريا إلا تعقيدا وانتهاكا بحق المدنيين.
ورصدت "
عربي21" في تقريها جانبا من تلك الوقفة.
وكانت الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا استهدفت مركز البحوث العلمية وقواعد ومقرات عسكرية في العاصمة السورية دمشق ومحيطها، فضلا عن منشآت عسكرية في مدينة حمص.
وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الخميس، إنها اتفقت مع ترامب على ضرورة صياغة رد دولي للردع عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وبعد ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن هناك عملية عسكرية جارية حاليا في سوريا، بمشاركة فرنسا وبريطانيا، لمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد المتهم بشن هجوم كيميائي ضد مدنيين.