نشر موقع "سي إن بي سي" الأمريكي، تقريرا تحدث فيه عن توخي مستخدمي العملات الرقمية، خاصة البيتكوين، الحذر الشديد، لحماية أرصدتهم من المال الافتراضي من عمليات القرصنة والسرقة وسوء الاستخدام.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن القيمة المرتفعة لعملة البيتكوين تزيد من احتمال تعرضها للقرصنة.
ووفق الأبحاث التي أجرتها شركة "تشاين أناليسيس" للأدلة الجنائية الرقمية، فإنه ما بين 17 إلى 23 في المئة من مجموع البيتكوين يُفقد إلى الأبد.
وجعلت هذه المعطيات شابا هولنديا يقدم على زرع رقائق إلكترونية تحت الجلد، لحفظ كلمة مرور الاستعادة، يبلغ حجمها حجم حبة الأرز.
وذكر الموقع أن عشاق البيتكوين الهولنديين قد وجدوا حلا للمستخدمين القلقين حيال فقدان البيتكوين، أو لمن تعبوا من حمل المحفظة الرقمية.
وفي الواقع، يخزن مارتين ويسمايجر، مدير التسويق في شركة "جنرال بايتس" المصنعة للصراف الآلي للبيتكوين، الوصول إلى البيتكوين الخاصة به في رقائق وضعت تحت جلده.
وأورد ويسمايجر أن تلك الرقائق تمثل أيضا طريقة خالية من المتاعب لاستخدام البيتكوين، باعتبارها جهاز تخزين أكثر أمنا من المحفظة الرقمية.
وتمكن ويسمايجر من إجراء عمليات الشراء بتحريك اليد فقط، وتخزين كلمة مرور الاسترداد الخاصة به على الرقاقة نفسها، بدلا من كتابتها على ورقة قد تصل إلى الشخص الخطأ، خاصة وأنه يصعب اختراق هذه الرقائق.
وأشار الموقع إلى أن ويسمايجر قد رغب في امتلاك هذه الرقاقة منذ أن بدأ في شراء البيتكوين سنة 2010.
وأخبر ويسمايجر الموقع، قائلا: "أستطيع أن أخبركم بكل ثقة أن أكثر عملات البيتكوين التي امتلكتها قد فقدتها بسبب الاختراق والسرقات والمبادلات الخاطئة وبعض المشاكل الأخرى. ولو تحصلت على هذه الرقاقة سنة 2010، لربما أصبحت رجلا غنيا الآن".
اقرأ أيضا: سابقة.. إبرام صفقة انتقال لاعب باستخدام عملة "بيتكوين"
وأفاد الموقع بأن فكرة تخزين البيتكوين تحت الجلد خطرت على بال ويسمايجر أول مرة بعد أن أرسل إليه صديق في شركة الاختراق الحيوي "دانجروس ثينغس" رقاقة هدية. وفي هذا الإطار، يروي المبرمج ما يحمله من ذكريات، قائلا: "أراد صديقي استخدامها لأغراض مثل تشغيل سيارته أو إغلاق الأبواب وغيرها من العمليات الأساسية. حينها اعتقدت أنها كانت فكرة رائعة للعملة الرقمية".
وأوضح الموقع أنه لتأمين ما يملكه من بيتكوين، دفع ويسمايجر الذي يشير إلى نفسه بلقب "سيد البيتكوين"، لأحد فناني ثقب الجسم نحو 75 دولارا لحقن رقاقة "إكس إن تي بتقنية التواصل قريب المدى" في كلتا يديه في الجزء الممتلئ لحما، وتحديدا تحت جلده بين الإبهام والسبابة.
وحيال هذا الشأن، أكد ويسمايجر أن عملية الحقن قد استغرقت بضع ثوان، حيث أحدث فنان في ثقب الجسم مساحة بين الجلد والأنسجة العضلية، وأنشأ مكانا خاليا بمساحة 10 مليمترات تقريبا، وحقن الرقاقة فيه.
أما عن الألم، فقد أشار ويسمايجر إلى أن العملية أقل إيلاما من حقن الرقاقة بالتنقيط الوريدي، ويستغرق الشفاء أسبوعين كحد أقصى، ولكن يمكن البدء بتجربة الرقاقة بعد ثلاثة أيام فقط من حقنها.
وقال الموقع إن حجم الرقائق لا يتجاوز حجم حبة أرز، وهي متوافقة مع الأجهزة التي تحتوي على هوائي يعمل "بتقنية التواصل قريب المدى"، على غرار الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية وبعض أنظمة نقاط البيع بالتجزئة.
وأفاد ويسمايجر بأن حجم الرقائق الصغير يجعل من الصعب رؤيتها حتى في أجهزة المسح الضوئي لكامل الجسم، ولن يضطر حاملوها إلى تقديم توضيحات عندما يمرون عبر بوابات الجمارك.
وأشار الموقع إلى أن هذه الرقاقات قد تخزن أشكالا أخرى من العملات الرقمية، على غرار اليتكوين وداش، ويمكن استخدامها لتسجيل الدخول لاسلكيا إلى أجهزة الكمبيوتر وفتح أبواب السيارات. لكن قبل كل شيء، يجب أن تمر بعملية طويلة من البرمجة.
وذكر الموقع أن ويسمايجر لم يعان حتى الآن من أي مشاكل صحية أو مضاعفات بعد زرع الرقائق تحت جلده، على الرغم من أنه يقر بأن حقن الرقائق لا يلائم الجميع.
لهذا السبب، قام بإنشاء بطاقة بيتكوين مشابهة لبطاقة الائتمان، تمكن العملاء من إيداع وسحب البيتكوين من أجهزة الصراف الآلي الخاصة بهم، وإجراء عمليات شراء في الأماكن التي تقبل التعامل بالعملة الرقمية.
وأفاد ويسمايجر بأن سعة تخزين كل رقاقة لا تتعدى 888 بايت، وهذه ليست بالسعة الكبيرة، ولكن فريق المهندسين الذي يعمل تحت إشرافه بصدد إنشاء رقاقة محدثة ذات سعة أكبر.
اقرأ أيضا: كيف يتم تعدين بيتكوين وهل هو مُجد؟
وتجدر الإشارة إلى أنه يتم تخزين الرقاقة في أسطوانة زجاجية، تسمى المكثف، وبها هوائي صغير يمكن من مزامنة الرقاقة مع الهاتف الذكي ويساعد في عملية الزرع.
ونقل الموقع عن المهندس أن هذه الرقاقة "هي عبارة عن أداة ضعيفة جدا؛ فلطالما استخدمها الأطباء البيطريون مع حيواناتنا الأليفة منذ عقود". ولأنه يتمتع بخبرة في حقن الرقائق، ذكر ويسمايجر أنه قد يستبدل الرقائق الحالية بمجرد أن ينتهي فريق المهندسين من تطوير الرقاقة التي يعملون عليها حاليا.