جددت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء "جدي وذو مصداقية وواقعي"، وذلك في رد فعل من وزارة الخارجية الأمريكية توصل به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في واشنطن.
وقالت الدبلوماسية الأمريكية "إننا نؤكد على أن مقترح الحكم الذاتي جدي وذو مصداقية وواقعي، ويمثل مقاربة جريئة لإيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء”، مشيرة إلى أن مقترح الحكم الذاتي “كفيل بتلبية انتظارات الساكنة وتمكينها من تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة".
اقرأ أيضا: المغرب والبوليساريو.. هل تدق طبول الحرب من "المحبس"؟
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، تباحث، أول أمس الثلاثاء، في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي بالنيابة، جون سوليفان.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، في بيان، أن "سوليفان تقدم بالشكر لبوريطة وللشعب المغربي على الصداقة والشراكة المتينة مع الولايات المتحدة بشأن الأولويات المشتركة، بما في ذلك الحرب العالمية ضد داعش".
وأوضحت المتحدثة أن المسؤولين بحثا خلال هذا اللقاء "العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية العميقة، وكذا القضايا الإقليمية، بما في ذلك الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلم الإقليمي".
وخلص البيان إلى أن "الولايات المتحدة أعربت أيضا عن دعمها لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي وسلمي ودائم ومقبول من لدن الأطراف لقضية الصحراء".
اقرأ أيضا: المغرب محذرا: سنتعامل بحزم مع الاستفزازات بالمنطقة العازلة
الجزائر تتحمل المسؤولية
وسلّم ناصر بوريطة، رسالة من الملك محمد السادس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الأربعاء، عبر فيها الملك عن مواقفه من التطورات الميدانية الأخيرة في المنطقة العازلة بالصحراء.
وقال بوريطة في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع الأمين العام، إن الملك حرص على التوضيح لغوتيريس أن هذه الأعمال “تشكل تهديدا لوقف إطلاق النار، وتنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقوض بشكل جدي العملية السياسية”.
وأردف أن الملك، ذكر في مباحثاته مع الأمين العام بأنه في هذا النزاع الإقليمي الذي امتد لأزيد من 40 عاما، “تتحمل الجزائر مسؤولية صارخة. إن الجزائر هي التي تمول، والجزائر هي التي تحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبورليساريو”.
وأكد الوزير أن المغرب "يطالب دوما بأن تشارك الجزائر في المسلسل السياسي، وأن تتحمل الجزائر المسؤولية الكاملة في البحث عن الحل، وأن بإمكان الجزائر أن تلعب دورا على قدر مسؤوليتها في نشأة وتطور هذا النزاع الإقليمي”.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة؛ ليتحول الصراع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وتشرف الأمم المتحدة على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو؛ بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.
وفاة ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة.. وباحث مغربي يشكك
المغرب والبوليساريو.. هل تدق طبول الحرب من "المحبس"؟
المغرب محذرا: سنتعامل بحزم مع الاستفزازات بالمنطقة العازلة