تزايدت في الآونة الأخيرة التهديدات الروسية باقتراب انتقال الحملة العسكرية إلى الجنوب بعد الانتهاء من الغوطة الشرقية، ما دفع الفعاليات الثورية وعلى رأسها مجلس محافظة درعا الحرة إلى مناشدة فصائل درعا والقنيطرة بضرورة التحرك نصرة للغوطة، استباقا لأي عمل عسكري مرتقب في الجنوب.
ونشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم بيانا جاء فيه:
"إن القوات الجوية والبرية الروسية ستدعم التحرك العسكري القادم باتجاه المناطق
الجنوبية من البلاد، بعد الانتهاء من المهام في محيط العاصمة من الجهة الشرقية
والجنوبية من دمشق".
واتهم سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات في
هيئة الأركان الروسية، الولايات المتحدة بأنها دربت مسلحين في سوريا لتنفيذ استفزازات
باستخدام أسلحة كيميائية، وقال: "المسلحون الموجودون جنوب البلاد قد حصلوا
على مواد كيميائية لتصنيع السلاح، تحت غطاء حمولات من المساعدات الإنسانية".
الدكتور عبد الحكيم المصري رئيس مجلس حوران الثوري
قال لـ"عربي 21": "إن المجازر التي ترتكب في الغوطة نسفت تماما اتفاق خفض
التصعيد، ناهيك عن شن الطائرات الحربية الروسية لعشرات الغارات الجوية على مناطق
متفرقة من مدن وبلدات درعا خلال الأيام القليلة الماضية، ما يوضح جدية تلك
التهديدات".
اقرأ أيضا: "الدولة" يسيطر على حي القدم بدمشق وعشرات القتلى للنظام
وعلق محمود العيسى المسؤول الإعلامي في فرقة
شباب السنة، أحد أكبر فصائل الجبهة الجنوبية، على ادعاء امتلاك فصائل الثورة لمواد
كيميائية قائلا: "قد تكون تلك الاتهامات تمهيدا لشن روسيا، والمليشيات التي
تقاتل إلى جانب نظام الأسد هجمات بأسلحة كيماوية جنوب سوريا، ثم إلصاق التهمة
بفصائل الثورة".
وأردف العيسى لـ"عربي21": "هذه ليس المرة الأولى التي تدعي
فيها روسيا امتلاك الثوار لأسلحة كيماوية فقد سبق واتهمت رئيسة وزراء الخارجية
الروسية ماريا زاخاروفا قوات شباب السنة بامتلاك أسلحة كيميائية مخبأة في أحد
المستودعات بمدينة بصرى الشام شرق درعا في شهر أيلول/ سبتمبر 2017".
وتابع العيسى: "نشرنا حينها بيانا نفينا فيه
اتهامات الخارجية الروسية بامتلاك فصيل شباب السنة أسلحة كيميائية، وأبدينا استعدادنا لاستقبال اي لجنة أممية أو دولية
للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية ودحض الافتراءات الروسية".
اقرأ أيضا: شويغو: سيطرنا على 65 % من مناطق الغوطة الشرقية
أما بخصوص تجاوب الفصائل الثورية مع المطالبات
الشعبية بنصرة الغوطة، أكد العيسى أن الفصائل الثورية جنوب سوريا تستعد لخوض
أعمال عسكرية مهمة في القريب العاجل، خاصة بعد انهيار اتفاق خفض التصعيد.
يذكر أن جميع الفعاليات الثورية وخطباء المساجد
شددوا على ضرورة التحرك عسكريا باعتبار قرار خفض التصعيد لاغيا، وحذروا من أن تبقى
درعا صامتة إزاء الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والمليشيات الطائفية وروسيا
بحق الأبرياء في الغوطة الشرقية.
بعد تهديدات.. لماذا أرجأ النظام العملية العسكرية بريف حماة؟
الكعكة السورية.. الحصة الأكبر لروسيا والإيرانيون غاضبون
لماذا تستعجل روسيا الحسم في الغوطة الشرقية؟