شنت قيادات الحشد الشعبي في العراق، الأحد، هجوما لاذعا على البرلمان والحكومة ولاسيما رئيسها حيدر العبادي، حيث وصل الحد بالبعض إلى اتهام الأخير بـ"الخيانة".
وقال الناطق باسم تحالف الفتح (يضم أغلب فصائل الحشد)، أحمد الأسدي في بيان إن "هذه الموازنة الثانية التي يصوت عليها البرلمان منذ تاريخ إقرار قانون الحشد، والذي أشار إلى مساواة رواتب ومخصصات منتسبي الحشد مع أبناء القوات المسلحة".
وأعرب الأسدي عن أسفه الشديد لاستمرار الحكومة بـ"عدم تنفيذ القانون فيما يتعلق برواتب ومخصصات منتسبي الحشد ويمرر البرلمان الموازنة الثانية وهي موازنة عام 2018 رغم المخالفة القانونية فيما يتعلق برواتب الحشد ورغم عدم الإنصاف الواضح".
وحمل ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري "مجلسي الوزراء والنواب مسؤولية تجاهل حقوق أبناء الحشد الشعبي وشهداءه وجرحاه وسنواصل العمل مع البرلمان والحكومة من أجل حل هذا الأشكال".
اقرأ أيضا: العراق يقر موازنة 2018 في ظل ارتياح سني ومقاطعة كردية
وهدد الأسدي باللجوء إلى "القضاء والمحكمة الاتحادية للمطالبة بحقوق أبناء الحشد الشعبي وإنصافهم ولن نترك المطالبة بحقوق هؤلاء الأبطال حتى حصولهم على جميع استحقاقاتهم".
من جهته، قال زعيم مليشيا العصائب في تغريدة له إن"عدم مساواة أبطال الحشد الشعبي بإخوانهم في الأجهزة الأمنية وعدم تثبيتهم على ملاك الدولة الدائم وبقائهم بصيغة عقود على الرغم من كل التضحيات التي قدموها وعلى الرغم من توصيات المرجعية الدينية هو خيانة حقيقية بكل معنى الكلمة".
وفي السياق ذاته، أطلق نشطاء وسما على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "البرلمان يخون الحشد"، اتهموا فيه رئيس الحكومة حيدر العبادي، بتوجيه صفعة لعناصر الحشد، لأن الموازنة خالية من أي زيادة في رواتبهم.
وخاطب الناشط مصطفى أحمد، العبادي في تغريدة له بالقول: "رسميا موازنة 2018 تخلو من زيادة رواتب الحشد الشعبي الذي ضحى بالغالي.. ها هم اليوم توجه لهم صفعة بعد الوعود من رئيس الوزراء حيدر العبادي بمساواتهم مع الأجهزة الأمنية الأخرى".
وهاجمت صاحبة حساب "عراقية ورفعة راس" زعيم تيار الحكمة لوقوفه مع العبادي ضد الحشد الشعبي، بالقول: "مع كل الأسف عليك وأنت ترتدي عمامة رسول الله وتنتمي لأشرف العوائل تقف مع العبادي ضد الحشد الشعبي".
اقرأ أيضا: هذه خيارات الأكراد بعد تمرير موازنة العراق رغم مقاطعتهم
وعلق الناشط منصور الكعبي في تغريدة له على الوسم قائلا: "مع كل الأسف عليك وأنت ترتدي عمامة رسول الله وتنتمي لا شرف العوائل تقف مع العبادي ضد الحشد الشعبي".
وردا على تلك الهجمة، قال النائب عن التحالف الوطني، حبيب الطرفي في حديث لـ"عربي21" إن "من لديه مظلمة فليلجأ إلى القضاء، والكثير من الأمور حسمت قضائيا لأن قرارات القضاء باتة وملزمة للجميع".
وبخصوص وصف تمرير الحكومة والبرلمان للموازنة بأنها "خيانة"، قال النائب إن "الديمقراطية هي دائرة المساجلة، فبالتالي من يتهم بالخيانة فعليه أن يثبت ذلك من خلال الوثائق عن كيف تمت الخيانة؟".
وأقر مجلس النواب العراقي، السبت، قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2018 بقيمة 104 تريليونات دينار (88 مليار دولار)، وسط مقاطعة القوى الكردية وارتياح للكتلة السنية في البرلمان.
وهنأ العبادي العراقيين بـ"إطلاق قانون الموازنة، وتمكين الحكومة من القيام بمسؤولياتها وتنفيذ سياساتها ومشاريعها التنموية والخدمية وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي وتأمين حقوق ومصالح المواطنين ورواتب الموظفين في جميع أنحاء العراق".
وأكد في بيان أن "تمرير قانون الموازنة هو حصيلة للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على الرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهها العراق وتحديات مرحلة ما بعد الانتصار على داعش".
نيجيرفان البارزاني يأسف لانتهاك الشراكة وتمرير الموازنة
العبادي يدافع عن "الحشد": قوة تابعة للدولة وسلاحه منها
رئيس البرلمان العراقي يعلن التوصل لاتفاق حول موازنة 2018