أكد مشاركون في مؤتمر "الإسلام والحرية" أن بلاد الغرب تمارس حروبا بالوكالة في البلاد العربية والإسلامية، وترتكب مذابح فاقت نظيرتها في العصور الغابرة، مشيدين في الوقت ذاته بالحرية والتقدم الذي تشهده تركيا.
وقال المشاركون إن الفتوحات الإسلامية منذ العهد النبوي وحتى نهاية الدولة العثمانية، كانت تعلي جميعها من قيمة الحرية التي أمر بها الإسلام، وتمكّن أتباع الديانات الأخرى -أيا كانت- من ممارسة عباداتهم بحرية تامة، دون المساس بدور عبادتهم أو مقدساتهم، على العكس مما يفعله الأمريكان والروس اليوم.
وأضاف خبراء حضروا المؤتمر، الذي نظمه المنتدى الإسلامي العالمي للتربية في "إسطنبول"، بمشاركة مفكرين إسلاميين وخبراء سياسيين وأكاديميين عرب وأتراك، أن أمريكا وأوروبا "المسيحية" يرتكبون في بلاد المسلمين المذابح، ويحرقون الأرض بمن عليها بوحشية فاقت أسلافهم من الرومان والبيزنطيين في العصور الغابرة.
وأكدوا على أن التجربة التركية الحديثة، التي وضع بذورها الأستاذ نجم الدين أربكان، مهدت لظهور حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان.
بدوره، استعرض المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي، عمر قورقماز، مظاهر الحرية التي يتمتع بها الشعب التركي في العقود الأخيرة، ودورها في نسج ملامح التجربة التركية الحالية وجذورها العثمانية التي مكنتها من الصمود بفضل الحرية.
وتساءل عما إذا كان للإسلاميين العرب، ومعهم بقية التيارات السياسية، دور في عرقلة الحريات في بلادهم، ما تسبب في تمكن الثورات المضادة منهم، والقضاء على الحرية، وهو سبب وجودهم اليوم بإسطنبول من مختلف الجنسيات.
وأشار قورقماز إلى أن عملاء الغرب موجودون في كل زمان ومكان، لكنهم لن يستطيعوا إجهاض الحريات إذا عاشها الشعب وجربها مع العدالة، وسوف يلتف حول النظام الذي يؤمنه من الجوع والخوف، وذلك بالحرية والعدالة.
وقال مستشار رئيس الوزراء: "إن أبناء الحركات الإسلامية العربية بشكل عام، ولا أخص الإخوان وحدهم، تأثروا بمناخ الاستبداد الذي عاشوا في كنفه سنوات طويلة، ما انعكس على بعض ممارساتهم التي تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة ورصد؛ لإدراك حجم التأثير وكيفية معالجته".
ودعاهم إلى تمكين الحرية والديمقراطية فيما بينهم، مؤكدا أن الحرية والتحرر يبدأان في الفكر قبل الممارسة، مشيرا إلى أن بعض الإسلاميين يصاب بضيق الصدر أثناء التفاهم مع المختلفين معهم، سواء من جماعات إسلامية أو تيارات وأحزاب سياسية أخرى؛ فضلا عن أن حصيلة الحرية في أدبيات الإسلاميين العرب قليلة نسبيا.
من جهته، أكد رئيس برلمان ثورة 25 يناير في الخارج، محمد الفقي، أن الثوار العرب أخطأوا عندما اكتفوا بإزاحة رأس النظام فقط، وأنهم رفعوا شعارات الحرية كمنطلق لنهضة مجتمعاتهم التي كانوا يأملونها، لكن الثورات المضادة لم تمهل الشعوب العربية حتى تتمتع بالحرية، فانقلبوا عليها، لكنهم فشلوا، وسيستعيد الشعب العربي ثوراته مجددا.
وأضاف أن على الإسلاميين أن يراجعوا مواقفهم من الحرية بشكل عام، لا سيما الشبهات المثارة حول قضايا حد الردة والحرية الجنسية والإبداع، ومعرفة ما إذا كانت ضوابط الحرية أخلاقية أم قانونية.
وفي سياق متصل، أكد صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام المصري في حكومة هشام قنديل، أن الحرية عند الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية هي نقيض العبودية والتبعية التي برزت بصورة واضحة في الثورات العربية؛ إذ رفعت جميعها شعارات الحرية.
وأضاف أن الإمام المؤسس، حسن البنا، اعتبر الحرية فريضة من فرائض الإسلام، ولا يمكن أن يُساوم عليها؛ وأنه يوقن بأن الحرية ستنتصر قريبا.
وتناول رئيس هيئة علماء فلسطين بالخارج، نواف الدكروري، ملامح وآليات غرس قيمة الحرية، وأثرها في صمود الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، تعظيما لرغبتهم في الحرية التي وهبها لهم الله وعظّمتها تعاليم الإسلام.
وأضاف أن الأسس التي قامت عليها الحركة الإسلامية في فلسطين كانت الحرية بكافة مستوياتها التنظيمية والقيادية، ومع الشارع الفلسطيني والفصائل المخالفة والمقاومة للمحتل، وهو سر بقائها واستمرارها فاعلة في الساحة الفلسطينية.
إطلاق منصة المبادرات الشبابية الفلسطينية في إسطنبول
عمان - إسطنبول خطوط مفتوحة في جميع الاتجاهات
بعد هجوم ابن كيران.. الأغلبية بالحكومة المغربية تؤكد تماسكها