حثت حركة
طالبان الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، على بدء محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ نحو 17 عاما في إشارة أخرى إلى زيادة استعدادها لبحث خيارات لإجراء حوار مع واشنطن.
وقالت الحركة في بيانها إنها تريد التوصل إلى حل سلمي.
وتأتي دعوة طالبان قبل يوم من انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر إقليمي للسلام في كابول، يناقش فيه ممثلو 25 دولة استراتيجيات لمكافحة
الإرهاب وفض النزاع.
وأضافت الحركة: "المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية يدعو المسؤولين الأمريكيين إلى إجراء محادثات مباشرة معه بشأن التوصل لحل سلمي للمأزق الأفغاني".
وقال: "إنها ستساعد في التوصل لحل إذا قبلت الولايات المتحدة المطالب المشروعة للشعب الأفغاني وعرض مخاوفها وطلباتها للنقاش مع الإمارة الإسلامية من خلال قناة سلمية".
وأشار البيان إلى تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام لأليس ويلز النائبة الأولى لمساعد وزير الخارجية الأمريكي في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا بالخارجية الأمريكية قالت فيها إن "الباب مفتوح" أمام إجراء محادثات مع طالبان.
وقبل أقل من أسبوعين أصدرت طالبان بيانا قالت فيه إنها تفضل "حل المشكلة الأفغانية من خلال الحوار السلمي".
وعززت الولايات المتحدة العام الماضي مساعدتها العسكرية لأفغانستان ولاسيما من خلال زيادة كبيرة في الغارات الجوية بهدف الخروج من مواجهة مع المتمردين وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وعلى الرغم من إعلان الجيش الأمريكي أن هذه الاستراتيجية أثرت بشدة على طالبان فمازالت الحركة تسيطر على مساحات كبيرة من أفغانستان أو تتنازع السيطرة عليها. وأعلنت الحركة أيضا مسؤوليتها عن هجومين كبيرين في كابول الشهر الماضي أسفرا عن مقتل أو إصابة مئات المدنيين وهزا ثقة الناس في حكومة الرئيس أشرف عبد الغني المدعومة من الغرب.
وبعد مرور أكثر من 16 عاما على الاجتياح الأميركي، لا تزال أقل من 60 بالمئة من الأراضي الأفغانية تحت سيطرة الحكومة أو نفوذها.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الخيار الوحيد لإنهاء الحرب هو التوصل لتسوية من خلال التفاوض بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وقالت ويلز في مقابلة هذا الأسبوع مع "صوت أمريكا" إن الاجتماع المقبل لما يُطلق عليه "عملية كابول" والذي يبدأ يوم الأربعاء سيهدف إلى توضيح وجود احتمال لإجراء حوار.
وأضافت: "إنني واثقة أن المؤتمر سيعزز الجهود الإقليمية الرامية إلى توصيل أهم رسالة لنا لطالبان وهي أن الطريق مفتوح وأن هناك طريقا إلى
السلام والاستقرار".