نشر موقع "إنترسبت" مقالا لكل من ريان غريم وكلايتون سويتشر، يقولان فيه إن المحقق الخاص روبرت مولر وسّع من نطاق تحقيقاته مع مساعد بارز في البيت الأبيض لمستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر.
ويكشف الموقع عن أن تحقيقات مولر تناولت محاولات كوشنر الحصول على تمويل لبناية تعاني من مشكلات مالية في مانهاتن، بعد انتخابات عام 2016، حيث حاول التقدم بعروض لشركات من الصين وقطر.
ويشير المقال، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بحسب التقارير، فإن والد جارد، تشارلز كوشنر، حصل على تمويل من قطر قبل انتخاب ترامب وبعده، وحتى ربيع عام 2017، وهو ما أشار إليه الموقع في تموز/ يوليو، وأكده لاحقا المتحدث باسم شركات كوشنر.
ويبين الكاتبان أن "المبنى أصبح الآن جزءا من تحقيق مولر، بالإضافة إلى ارتباطه بالأزمة الدبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث يقع في 666 (فيفث أفينيو) في نيويورك، واشترته عائلة كوشنر في ذروة طفرة العقارات، وبسعر مبالغ فيه بقيمة 1.8 مليار دولار، إلا أن المبنى قد يودي بعائلة كوشنر إن لم تجد ممولا له".
وكما ذكر موقع "إنترسبت" في تموز/ يوليو العام الماضي، فإن تشارلز كوشنر حاول الحصول على تمويل من رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم، المعروف بـ"أتش بي جي"، الذي يدير شركة استثمار "المرقاب كابيتال"، لافتا إلى أن رجل الأعمال القطري تعهد بتقديم مبلغ 500 مليون دولار لتشارلز، الذي كان يدير الشركات مكان جارد، وبعدها يمكن لتشارلز الحصول على البقية من مكان آخر.
ويلفت الكاتبان إلى أن تشارلز حاول الحصول على تمويل من شركة التأمين الصينية "أنبانغ" لتأمين 400 مليون دولار أخرى، إلا أن الشركة القابضة تخلت عن الاتفاق في آذار/ مارس 2017؛ بسبب تضارب مصالح.
ويقول الكاتبان: "نعلم أن جارد كوشنر قام بعد أسابيع قليلة بتصميم خطة مع السعوديين والإماراتيين ومصر والبحرين ضد قطر، وكانت خطة غير متوقعة، خاصة أن أمير قطر انضم إلى ترامب قبل ذلك بأسابيع في الرياض، حيث لم يتم طرح أي موضوع حول قطر والعلاقات بين البلدين، إلا أن ترامب نسب الأمر لنفسه، وبأنه كان وراء خطة الهجوم الدبلوماسي على قطر".
ويفيد الموقع بأنه "عندما حاول وزير الخارجية ريكس تيلرسون حل الأزمة فإن ترامب ضاعف من هجومه بطريقة جعلت تيلرسون يشك بأن التحرك كان من تصميم كوشنر وحليفه الإقليمي السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، وذكرت شبكة (سي أن أن) بأن لقاء كوشر مع مستثمرين أجانب يعد تضاربا في المصالح مع مستثمرين أجانب، خاصة أنه يشغل منصبا رسميا في البيت الأبيض، إلا أن كوشنر نفى أن يكون قد تصرف بطريقة غير لائقة في أثناء الفترة الانتقالية".
ويورد المقال، نقلا عن محامي كوشنر أبي لويل، قوله إنه من خلال تعاون كوشنر مع التحقيقات فإنه لم يتم ذكر أي شيء من مثل توفير وثائق تتعلق بمعاملاته التجارية المتعلقة بمبنى مانهاتن.
ويستدرك الكاتبان بأن "هذا لا يعني عدم اتخاذ مولر قرارا يلغي التحقيق في أنشطة مجموعة كوشنر، حيث أصدر المحقق الخاص، الأسبوع الماضي، لائحة اتهام لـ13 مواطنا روسيا متهمين بشن حرب معلوماتية للمساعدة في انتخاب ترامب، وكشفت الاتهامات أن مولر يقوم بتحقيقاته بشكل سري، ويتخذ قراراته بشكل مفاجئ، ومن هنا يمكن له أن يحصل على سجلات كوشنر دون معرفته، ويمكنه دعوة والده أو أي من العاملين في المجموعة للإدلاء بشهادات".
وينوه الموقع إلى أنه في هذا السياق علق مؤلف كتاب "نار وغضب" مايكل وولف على هذا المنظور، موردا نقلا عن مستشار الرئيس ترامب السابق ستيفن بانون قوله: "تشارلز كوشنر.. أصيب بنوبة جنون؛ لأنه كان يواجه مشكلة عميقة حول كيفية تمويل كل شيء.. والقذارة كلها تأتي من إسرائيل ومن أوروبا الشرقية.. والرجال كلهم يأتون من روسيا.. ورجال من كازاخستان، وهو مجمد في 666 (فيفث أفينيو)".
ويذهب الكاتبان إلى أن "تدخل كوشنر في شؤون الشرق الأوسط لم يكن مفيدا للولايات المتحدة أو للبلدان التي حاصرت قطر دبلوماسيا في حزيران/ يونيو 2017، حيث اعتمدت السعودية وحلفاؤها على بيانات مزيفة، تم نشرها على موقع تعرض للاختراق (موقع وكالة الأنباء القطرية)، واعتبرت دليلا على تقارب في علاقة الدوحة مع طهران، عدوها الإقليمي".
ويشير المقال إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن الاختراق تم تنفيذه في الإمارات، نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية.
ويلفت الموقع إلى أن "قطر، التي عزلها جيرانها، تحولت إلى إيران وتركيا من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة الحصار الجوي والبري والبحري، وكان ادعاء السعودية أن قطر تدعم تمويل الإرهاب بمثابة سخرية من الولايات المتحدة".
ويعلق الكاتبان قائلين: "الآن، يبدو أن الولايات المتحدة أعادت التفكير من موقفها من الدولة الخليجية المعزولة، فقبل بضعة أسابيع، أشاد ترامب بقطر لجهودها في ملف محاربة الإرهاب، في الوقت الذي بدأ فيه تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس حوارا استراتيجيا بين الولايات المتحدة وقطر، فيما خرج المتطرف اليميني والمحرض بانون ضد قطر خارج البيت الأبيض، ورفض تقديم أدلة إلى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، التي كانت تحقق في تدخلات روسيا في الانتخابات، حتى لا تتداخل مع شهادته الجارية في التحقيق الجنائي لمولر، وقيل إنه التقى مع المحقق الخاص وكبار موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)".
ويقول الكاتبان: "من المعروف أن بانون يكره كوشنر وزوجته ابنة ترامب إيفانكا، ولو كانت لديه معلومات تجرم أسرة كوشنر أو ترامب فلن يحتفظ بها لنفسه، وهذا مثير لقلق ترامب وكوشنر أيضا بشكل واضح، ففي ضوء فشل الحصار المفروض على قطر، والتحركات الغريبة التي يقوم بها خصومها في الخليج العربي -بما في ذلك الاحتجاز القسري لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض- فإن مصادر جيدة قالت إن ترامب همش -إلى حد كبير- صهره الذي تسبب في معظم كوارثه الدبلوماسية -بالتعاون سرا- مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وبحسب الموقع، فإن وولف كشف في كتابه بأن دائرة ترامب المقربة، بما في ذلك بانون وكوشنر، هي التي كانت وراء الانقلاب السياسي في أوائل الصيف الماضي في الخليج العربي؛ في محاولة لحرف الانتباه عن تحقيق مولر.
ويختم "إنترسبت" مقاله بالإشارة إلى أن "ابن سلمان قام منذ يونيو/ حزيران الماضي بقمع المعارضة الداخلية بوحشية؛ لتعزيز السلطة، مع التشجيع على عزل قطر".
بلومبيرغ: ترامب يخطط لقمة خليجية بكامب ديفيد هذا شرطها
فورين بوليسي: ما حقيقة تهديدات ترامب لإيران؟
فورين بوليسي: هل نجحت حملة العلاقات القطرية بواشنطن؟