باشرت المعارضة السياسية في الجزائر مساعي توافقية لتقديم مرشح مشترك
عنها لانتخابات الرئاسة المرتقبة، شهر نيسان / أبريل من العام المقبل؛ بغرض منافسة
ما يعتبره خصوم النظام الحالي "مرشح السلطة".
وأطلق
جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد"، الثلاثاء، مبادرة سياسية تقضي
بترشيح شخصية سياسية معروفة وذات كفاءة.
وتدرس المعارضة مبادرة ما سمي "مرشح التوافق"، بانتظار
اتخاذ موقف محدد ممن سيكون مرشحها لمنافسة مرشح السلطة في الجزائر.
وقال صاحب المبادرة، جيلالي سفيان، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأربعاء: "هناك مجموعة من الأشخاص المعارضين طرحوا أسماء
لشخصيات معينة يمكن أن نختار واحدا منها كفارس انتخابي العام المقبل"، مضيفا:
"من بين هذه الأسماء الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق
الإنسان، والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور،
والناطق باسم الحكومة والدبلوماسي سابقا، عبد العزيز رحابي".
وترشح رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، لانتخابات الرئاسة
بالجزائر العام 2014، في منافسة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، غير أنه أعلن
انسحابه من السباق الانتخابي، معتبرا أن الانتخابات لا تتوفر فيها شروط النزاهة،
وأن الأمور محسومة لصالح مرشح النظام (عبد العزيز بوتفليقة)".
وأفاد جيلالي سفيان في التصريح ذاته بأن "اتصالات جارية بين
شخصيات معروفة وأحزاب سياسية جارية، ويمكن أن تتوسع قائمة المرشحين لاختيار مرشح
التوافق لانتخابات الرئاسة المقبلة".
هل يحصل التوافق؟
وبهذا الصدد، يرى المحلل السياسي الجزائري حميد غمراسة، في تصريح لـ"عربي21"،
الأربعاء، أن "المعارضة في الجزائر تروج باحتشام، لدخولها معترك انتخابات
الرئاسة المنتظرة في 2019، بمرشح واحد لمنافسة مرشح السلطة، الذي سيكون على الأرجح
الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، أو واحدا من الشخصيات العامة المعروفة، أبرزها
رئيس الوزراء أحمد أويحي".
ويتابع
غمراسة قائلا: "يرجح أن المقترح لن يحقق التوافق بين أحزاب المعارضة، قياسا
إلى اختلاف مواقفها من الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار/ مايو 2017. فالبعض
منها رفض المشاركة، ومنها "جيل جديد"، بينما خاضها الكثير منها، وأبرزها
"حركة مجتمع السلم" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية".
مخاوف
"خامسة بوتفليقة"
كما يعتقد غمراسة أنه "بالنظر إلى تصريحات رئيس حمس مقري، بخصوص
مرشح التوافق"، وهو حزب معارض لا يمكن تجاوزه في تحقيق هذا المسعى، لا يبدو
لي أن النجاح سيكون حليف مقترح "جيل جديد".
وكان عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب
الإسلامية في الجزائر (معارضة) أكد على صفحته بـ"فيسبوك"، الثلاثاء، أن
"المعارضة في حال اتفقت على مرشح واحد فلن تتوفر له فرصة النجاح في
الانتخابات".
وينتمي حزب "جيل جديد"، الذي يرأسه جيلالي سفيان، إلى تكتل
من أحزاب معارضة، وتضم كلا من حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني، الإسلاميتين، والتجمع
من أجل الثقافة، والديمقراطية، والعلماني، وهو التكتل الذي أطلق عليه اسم "تنسيقية
المعارضة"، التي تضم أيضا أحمد بن بيتور، وعبد العزيز رحابي، الموجودين ضمن
لائحة "مرشح التوافق" المحتملين.
في
غضون ذلك، يستمر في الجزائر الجدل بخصوص إعلان أعضاء بحزب جبهة التحرير الوطني،
الحاكم في البلاد عن ميلاد "تنسيقية دعم الرئيس بوتفليقة للترشح لولاية خامسة"
.
تزكية الزوايا
إلى
ذلك، أعلنت، الأربعاء، المنظمة الوطنية للزوايا في الجزائر الانضمام إلى تنسيقية
دعم ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، على الرغم من الغموض الذي يكتنف مبادرة
التنسيقية، وعدم كشف الرئاسة عن موقفها تجاهها.
وقال عبد القادر باسين، رئيس المنظمة، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأربعاء: "قررنا دعم ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة،
لما قدمه من إنجازات كبيرة لا ينكرها إلا جاحد".
وتابع باسين: "نحن محكومون بالتزام أخلاقي مع بوتفليقة، ومثلما دعمناه بالمرات
السابقة، نجدد دعمنا له هذه المرة، ونتفق مع الرئيس في عديد المبادئ، مثل تكريسه
سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية، كما ساهم بدور فعال بدعم الزوايا".
في السياق ذاته، أعلن أعضاء في مجلس الأمة في الجزائر ،الأربعاء، مساندتهم
لترشح الرئيس بوتفليقة لانتخابات الرئاسة .
وتضمنت رسالة قرأت بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس مجلس الأمة،
قرأتها الوزيرة السابقة نوارة جعفر، دفاعا قويا عن حصيلة الرئيس خلال سنوات حكمه،
التي تقل بسنة واحدة فقط عن عمر مجلس الأمة. وجاء في الرسالة الطويلة: "إنه
بفضلكم، ننعم بالأمان، ونحيا في رحاب الاستقرار".
ظهور بوتفليقة في استقبال أمير سعودي يثير جدلا (شاهد)
رئيس وزراء الجزائر يكشف قرار ترشحه لـ"رئاسيات 2019"
الأمين العام للحزب الحاكم يحذر من "بوعزيزي جزائري".. لماذا؟