نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للمتحدث باسم الحملة ضد تجارة السلاح في بريطانيا أندور سميث، يعلق فيه على زيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا الشهر المقبل.
ويقول سميث إن "ولي العهد قد يكون أقنع رئيسة الوزراء تيريزا ماي وحكومتها بأنه (مصلح)، لكن الرأي العام السعودي لا يمكن خداعه".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن شرطة لندن أخبرت الناشطين بأن محمد بن سلمان سيصل إلى لندن في السابع من شهر آذار/ مارس المقبل، في زيارة على أعلى المستويات، "لكنه لن يقابل السياسيين فقط، بل سيجد أمامه المحتجين أيضا".
ويرى سميث أن "هذه الزيارة هي جزء من حملة تحسين صورة يقوم بها الأمير ابن سلمان، الذي قابل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعددا آخر من قادة العالم، وفي الشهر المقبل فإن تيريزا ماي ستؤدي دور المضيف له".
ويعلق الكاتب قائلا إنه "خلف صورة (المصلح) الليبرالي، التي عمل على بنائها، لم يحدث أي تغيير، وقد يكون ولي العهد وجها لطيفا للعلاقات العامة لواحد من أكثر من الأنظمة الديكتاتورية في العالم، لكنه كان المسؤول عن الحرب المدمرة في اليمن، التي مضى عليها 3 سنوات".
ويذكر الناشط أن هذه الحرب قتلت الآلاف من الناس، وخلقت أكبر كارثة إنسانية في العالم، ودمرت البنى التحتية الحيوية، وأدت إلى انتشار وباء الكوليرا، الذي أصاب مليون شخص.
ويلفت الكاتب إلى أن "المساعدات الإنسانية لم تصل إلى ملايين الناس الذين يحتاجونها بشكل عاجل، كما أوقف الحصار السعودي وصول المواد الطبية، ورغم وصول بعض المواد الغذائية، فإن هناك أكثر من 20 مليون نسمة بحاجة للمساعدات الإنسانية".
ويقول سميث إن "رد تيريزا ماي وزملائها لم يكن الشجب والدعوة إلى وقف إطلاق النار، بل واصلت الحكومة البريطانية تسليح ودعم حملة القصف الجوي ومنذ اليوم الأول".
وينوه الكاتب إلى أن "الحكومة البريطانية منحت رخص بيع سلاح بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني للسعودية منذ عام 2015، وشملت تلك الصفقات مقاتلات (تايفون) تحلق فوق اليمن، وقنابل (بيفوي 4)، التي ربطتها منظمات حقوق الإنسان بقتل المدنيين"، ولا يستبعد سميث أن تكون مبيعات السلاح على أجندة اللقاءات، حيث تعمل الحكومة البريطانية حاليا مع شركة "بي إي إي سيستمز" لبيع طائرات جديدة.
ويقول سميث إن "وحشية ولي العهد لم تبد من خلال حرب اليمن فقط، بل ظهرت أيضا من خلال ملاحقته وقمعه للمعارضة التي لم تشهد السعودية مثلها منذ سنوات، وقام بتحويل فندق ريتز كارلتون، الذي تبلغ إقامة الليلة الواحدة فيه 460 جنيها إسترلينيا، خلال الأشهر الماضية لمقر احتجاز الأمراء ورجال الأعمال، الذين أقاموا في المكان، الذي تبلغ مساحته 52 فدانا، للتحقيق فيما قال الأمير إنه لمكافحة الفساد".
ويشير الكاتب إلى حجم القمع وإعدام 141 شخصا العام الماضي، فيما رأت الأمم المتحدة أشكالا مثيرة للقلق واعتقالات تعسفية منظمة.
ويجد سميث أن "هذه الزيارة لن تسمح فقط بتعزيز العلاقات العسكرية بين بريطانيا وديكتاتورية السعودية، لكنها ستكون انقلابا إعلاميا للنظام، وسيتم نشر صور ولي العهد وهو على أعتاب داونينغ ستريت، وستكون الزيارة مصادقة غير نقدية للنظام، وسترسل رسالة لناشطي حقوق الإنسان في السعودية بأن حقوقهم غير مهمة".
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "الاستطلاعات أظهرت أن غالبية البريطانيين تعارض صفقات السلاح إلى السعودية، وسيقوم الناشطون في الشهر المقبل بالنزول إلى الشوارع، وإرسال رسالة واضحة وعلنية بأن هذه الزيارة ليست باسمنا، وأن هذا الأمير غير مرحب به".
التايمز: لماذا ستتركز فعاليات زيارة ابن سلمان خارج لندن؟
"ميدل إيست آي" يكشف كواليس تأجيل زيارة ابن سلمان للندن
التايمز: هذه هي الأولوية الأهم لمحمد بن سلمان