نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية حوارا مع الصحفي الروسي وصاحب كتاب "رجال الكرملين"، ميخائيل زيغار، الذي أكد أن فلاديمير بوتين يعد زعيما "لحزمة" من البيروقراطيين.
وأكد الصحفي الروسي أن العالم يظن أن بوتين غالبا ما يعكس صورة السياسي القوي الذي يدير روسيا لوحده، ولكن في حقيقة الأمر يمثل الرئيس الروسي مجموعة من الأشخاص، أو كما وصفهم الكاتب "بوتين جماعي".
وقالت الصحيفة، في حوارها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصحفي الروسي، صاحب 37 سنة، قد تحدث عن العديد من الجماعات التي تدير روسيا من خارج الكرملين.
كما أكد ميخائيل زيغار أن الإعلام الروسي وقعت مغالطته، حيث يعتقد أن الكرملين الفاعل الوحيد في البلاد، في حين أن هناك جماعات تسعى لضمان مصالحها من خارج القصر الرئاسي.
اقرأ أيضا : احتجاجات في موسكو غدا.. ودعوات لمقاطعة انتخابات الرئاسة
وفي سؤال الصحيفة حول سبب نفيه لحقيقة أن بوتين رجل فاعل وقوي على الصعيد السياسي تماما كما يراه العالم أجمع، أورد ميخائيل زيغار أن "بوتين لم يكن أبدا رجل سياسة، كما أنه لم يتطلع سابقا إلى أن يترأس البلاد، ولم يشارك أبدا في انتخابات رئاسية.
ففي البداية، كان بوتين، رجلا مواليا للغرب نظرا لأنه كان محاطا بدائرة من عائلة "يلتسن" التحررية والإصلاحية".
وأضاف الصحفي الروسي أنه "سرعان ما تغيرت نظرة بوتين تجاه العالم الغربي. فقد تأثر موقفه بالصور النمطية التي رسخت في ذهنه عن الحرب الباردة، فضلا عن ضغوط التحرريين الروس الذين كانوا يحيطون به، والذين اعتبروا أن الغرب قد خان روسيا بعد رفضه مد يد المساعدة لها بعد سنة 1991. ومن هنا ظهرت شخصية جديدة للرئيس الروسي أطلقت عليها اسم "بوتين الرهيب".
وأفادت الصحيفة أن الغرب ساند روسيا بالفعل بعد سنة 1991. ولعل أبرز دليل على ذلك صندوق النقد الدولي الذي قدم عدة قروض لموسكو إبان تلك الفترة.
وفي هذا الشأن، لم ينكر ميخائيل زيغار هذه المعطيات مؤكدا أن الرئيس الروسي السابق، ميخائيل غورباتشوف، قد تمتع بالفعل بجملة من القروض.
ولكن، في سنة 1992، طلب الليبراليون في روسيا من الغرب قرضا قيمته 50 مليار دولار لمجاراة انهيار النظام السوفييتي، ولكنه رفض منحهم المبلغ المطلوب.
ونقلت الصحيفة على لسان الصحفي الروسي أنه، وفيما يتعلق بحقيقة ميل بوتين سابقا إلى الغرب، فقد تجلى ذلك عندما اقترح انضمام روسيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
فضلا عن ذلك، أعرب بوتين عن عزمه على تحسين العلاقات مع كل من بوش وبلير، لكنه سرعان ما شعر بالإهانة عندما تأكد أن بوش لا يعتبر روسيا دولة كبرى.
وحسب الصحفي الروسي، تدير العديد من الجماعات روسيا، علما وأن أغلبها تبحث عن تحقيق المنفعة الشخصية في حين لا تفصح جلها عن أهدافها تحديدا.
اقرا أيضا : احتفالا بعيد الغطاس.. بوتين يغوص في مياه متجمدة (فيديو)
ويتمثل القاسم المشترك بينها في أن جميعها تفضل أن تمتثل لما يريده بوتين. في المقابل، يحاول كل منفذ للأوامر أن يقرأ أفكار رئيسه أو الأعلى منه رتبة والتقيد بها.
وقد أُطِلقُ على هذه البيروقراطية مصطلح "بوتين جماعي". في الأثناء، يعجز بوتين تماما عن تحدي هذه البيروقراطية، حيث لا يعد شارل دو غول حتى نجح في وضع حد لمرحلة الجزائر الفرنسية.
ومن بين أهم الأسباب التي تأكد عدم قدرة بوتين على التصدي لهذه البيروقراطية أنه يعد في حد ذاته جزءا منها.
وفيما يتعلق بتدخل بوتين في سوريا، ذكرت الصحيفة على لسان محاورها أن "فلاديمير بوتين لم يكن يخطط إلى التدخل في سوريا من أساسه، فبشار الأسد طلب مساعدته منذ سنوات".
وفي الوقت الراهن، يعمل بوتين على السخرية من الشرق الأوسط. وقد تدخل في سوريا بهدف تشتيت الأنظار عن أوكرانيا، حيث يجد نفسه في عزلة في خصوص هذا الملف.
وفي الختام، أشارت الصحيفة، وفقا لميخائيل زيغار، إلى أنه "إذا أديت زيارة إلى مدينة موسكو، فأي مواطن أوروبي سيجدها مدينة مريحة وجميلة جدا، في حين أنها أشبه بمدينة نيويورك الأمريكية.
اقرا أيضا : اكتشف الحياة السرية الخاصة بفلاديمير بوتين
ولكن الأمر الذي لن يلاحظوه يتمثل في الواقع المخفي لهذه المدينة، الذي يتلخص في طريقة النظام في الحفاظ على أسسه من خلال التغلغل بين صفوف أجهزة مخابراتنا، وجهاز الشرطة، ونظامنا القضائي. وأشبه هذا النظام "بالوحش" الذي لا يمتلك أية آلية ولا مؤسسة يعمل عبرها على تغيير هذا الواقع".
موقع أمريكي: سيناتور يطالب بحماية المحقق الخاص من ترامب
ديلي بيست: الأسد مثقل بالديون وروسيا تطالبه بالتسديد
التايمز: كيف تدخلت روسيا بديمقراطيات الغرب من 20 عاما؟