في الوقت الذي ينتشر استخدام العملات الرقمية المشفرة، مع اتجاه عالمي لتجريم التعامل في هذه السوق، حذر طارق الرفاعي الرئيس التنفيذي لشركة كوروم جيوبوليتكس للاستشارات الاقتصادية، من تحول العملات الرقمية المشفرة إلى وسيلة للنصب والاحتيال.
وتعتمد العملات الرقمية المشفّرة التي كثر الحديث عنها مؤخراً على تقنية "بلوك تشين"، وتعد في نفس الوقت طريقة سداد إلكتروني منخفضة التكلفة، وفعّالة في الاستخدام في المعاملات الدولية، لكن في نفس الوقت تتعالى الأصوات المطالبة بتنظيم هذه السوق التي تحولت إلى أداة مباشرة للنصب والاحتيال.
وأوضح "الرفاعي" أن انتشار استخدام العملات الرقمية المشفرة وقبول بعض التجار سداد الديون بها وخاصة عملة "بيتكوين"، ولكن في نفس الوقت لا ينفي ذلك أنها بحاجة إلى تنظيم قانوني.
وأضاف وفقاً لصحيفة "البيان"، أنه على الرغم من أن "بيتكوين" مستوفية لخصائص العملة العادية، إلا أنها ما زالت عالية التقلب، بحيث لا يمكن أن نعدها بديلاً عن العملات الرسمية. ومن بين أكثر الأسباب انتشاراً للاستثمار في عملة أخرى بخلاف عملة بلدك الرسمية هو اتخاذ تلك العملة الأخرى مخزناً للقيمة، فأنت تريد أن تطمئن إلى المحافظة على سلامة ثروتك وثبات قيمتها.
وبالتالي، فإن تقلب البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية يجعلها اختياراً سيئاً مخزناً للقيمة. وقد يقول قائل إن الارتفاع الجنوني للبيتكوين هذا العام كان سيُعدّ اختياراً ممتازًا مخزناً للقيمة لأن الثروة كانت ستزيد زيادة مطردة، إلا أن الاختبار الحقيقي لمخزن القيمة لا يكون أثناء ارتفاع السوق؛ بل أثناء هبوطه، فالتقلب عالٍ جداً بين بعض تلك العملات الرقمية لدرجة أنها قد ترتفع أو تهبط بأكثر من 40% في اليوم الواحد.
وتابع: "تخيل أنك تحاول شراء منتج من أحد التجار على موقع إلكتروني في ظل تذبذب السعر اليومي بنسبة 40%! هذا يجعل استخدام العملات الرقمية كونه شكلاً من أشكال السداد أمر ينطوي على مخاطرة".
وأضاف: "أعتقد أن العملات الرقمية ليست بدرجة الأمان التي يُعلن عنها، فقد وقعت بالفعل بعض عمليات الاختراق والسرقة الكبرى لعملتي البيتكوين والإيثيريوم منذ سنة 2010. كما أن تكنولوجيا البيانات المتسلسلة التي تعد أساس جميع تلك العملات غير آمنة بالقدر الذي نحتاجه للاطمئنان إلى أمان عملاتنا".
ويثير هذا سؤالا للمتابعة: فإذا كانت تلك العملات عالية التقلب وغير آمنة بالقدر الذي ننتظره، فلماذا تحظى بكل هذا الانتشار؟ يجيب الرفاعي: "معظم الناس الذين يشترون تلك العملات ويتداولونها يفعلون ذلك ببساطة انطلاقا من هدف واحد لديهم وهو شراء تلك العملات ومتابعة ارتفاعها، فجميع الآراء حول فوائد استخدام العملات الرقمية وتكنولوجيا البيانات المتسلسلة لا تعني شيئاً لهؤلاء الأشخاص في السوق اليوم لأنهم مضاربون. على سبيل المثال، ألق نظرة على التداول اليومي لعملة "بيتكوين" لترى أنها تتداول كونها أحدث طرح عاماً أولياً بتكنولوجيا عالية، وليس كونها عملة بديلة".
وأشار أن تكنولوجيا البيانات المتسلسلة والعملات الرقمية تتمتع بمستقبل مشرق، إلا أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للاستثمار فيها، لأنها أدوات تنطوي على عنصر مضاربة عالية.
وزير الخزانة الأمريكي: "ترامب" لا يسعى لخوض حروب تجارية
أتلانتك: هل هي بداية النهاية لفقاعة البيتكوين؟
"بيتكوين" تواصل النزيف واليورو يقفز لأعلى مستوى في سنوات