أمرت الشرطة الألمانية، السبت، بتفريق تظاهرة شارك فيها نحو 20 ألف كردي في مدينة كولونيا تنديدا بالهجوم التركي في شمال سوريا، وذلك بسبب رفع المتظاهرين شعارات عدة لحزب العمال الكردستاني محظورة في ألمانيا.
وقال متحدث باسم الشرطة المحلية إن "عددا كبيرا من المتظاهرين رفعوا أعلاما محظورة ومجسمات لعبد الله أوجلان" الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، فيما رفض آخرون كشف وجوههم بعدما شاركوا في التظاهرة ملثمين.
وفرقت الشرطة عددا من المتظاهرين الذين أصروا على متابعة سيرهم واعتقلت شخصين. وقدرت عدد المتظاهرين بما بين 15 ألفا و20 ألفا ساروا على وقع هتاف "أردوغان ديكتاتور".
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني منظمة مسلحة ويحظر على الحزب أن يظهر رموزه علنا في ألمانيا.
وسبق أن اتهمت أنقرة برلين بالتساهل إلى حد بعيد مع هذا الأمر خلال تجمعات للأكراد في ألمانيا.
وسارع اليسار الراديكالي الألماني (دي لينكه) إلى اتهام السلطات بأنها "ركعت في شكل غير مباشر أمام أردوغان" عبر إصدار تعليمات بتفريق التجمع في وقت تسعى برلين إلى تحسين علاقاتها مع أنقرة بعدما تدهورت في شكل كبير منذ حملة التطهير التي أعقبت محاولة الانقلاب في تركيا في تموز/ يوليو 2016.
وتم تفريق التظاهرة في كولونيا، السبت، في أجواء مشحونة مع انتشار نحو ألفي شرطي لتفادي أي حوادث محتملة.
وتم اعتراضها مع بلوغها منتصف مسارها بسبب وجود رموز حزب العمال الكردستاني. وعمدت الشرطة لاحقا إلى مواكبة المتظاهرين إلى المكان الذي انطلقوا منه من دون أن تسجل صدامات.
لكن متحدثة باسم الشرطة المحلية قالت إن "الوضع يبقى بالغ التوتر"، مبدية خشيتها من وقوع حوادث ليلا بين المتظاهرين الأكثر تطرفا وقوات الأمن أو مع قوميين أتراك.
كذلك، شهدت فرنسا السبت تظاهرات مؤيدة للأكراد ولكن على نطاق محدود. وسار بضعة آلاف في وسط باريس خلف لافتة حملتها ست نساء أكدت أن "فاشية أردوغان التركية سيتم دفنها في عفرين".
وفي مرسيليا، تجمع نحو ألفي شخص وفق الشرطة من دون حوادث في الميناء القديم. وقال "سهيل ازاد" المتحدث باسم المركز الديمقراطي الكردي في المدينة: "لقد تعرضنا للخيانة، هزمنا "داعش" وتركيا اليوم تذبح شعبنا".
"عار عليك أوروبا"
وفي كولونيا، رفع بعض المشاركين في التظاهرة لافتات طالبت بـ"الحرية لكردستان" أو كتب عليها "عار عليك أوروبا".
واستخدم بعض المتظاهرين الغاضبين عصي الأعلام لمهاجمة الشرطة بحسب وسائل الإعلام الألمانية. لكن هذه الحوادث انتهت بسرعة.
وتواصل تركيا هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بشمال غرب سوريا والتي تعتبرها "إرهابية" وامتدادا للمتمردين الأكراد على أراضيها.
من جهته، كتب رئيس الجالية الكردية في ألمانيا محمد تانريفردي في صحيفة "هيلبرونر شتيمي" الإقليمية أن "تركيا بدأت حربا عدوانية تتنافى والقانون الدولي".
ويتصاعد قلق ألمانيا من خطر انتقال النزاع بين الأتراك والأكراد إلى أراضيها، وخصوصا أن نحو مليون كردي وثلاثة ملايين مواطن تركي أو من أصل تركي يقيمون فيها.
وحض وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، أنقرة هذا الأسبوع على وقف هجومها العسكري معلنا تجميد تسليم أسلحة لتركيا لتطوير دباباتها الألمانية الصنع من طراز "ليوبارد".
واستخدمت هذه الدبابات في الهجوم التركي في شمال سوريا، ما تسبب بإحراج كبير لبرلين.
وقبل التظاهرة في كولونيا، وقعت بعض الصدامات بين الأتراك والأكراد وتعرضت مساجد تركية في ألمانيا لأعمال تخريب في الأيام الأخيرة.
ألمانيا تدعو لمحادثات بـ"الناتو" لبحث عملية عفرين
ميركل تعلن عن نجاح محادثات تشكيل حكومة جديدة
ألمانيا وتركيا تعبران عن رغبتهما في استئناف الحوار