نشرت صحيفة "حرييت" التركية مقال رأي للكاتب، سادات ارغن، الذي تطرق من خلاله إلى النتائج الأولية لعملية غصن الزيتون التركية.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنّ أولى نتائج هذه العملية العسكرية تتمثل في تثبيت مكانة تركيا بقوة في معادلات تشكيل مستقبل سوريا. وبينما كانت تسعى القوى المتواجدة على الأرض عسكريا إلى تحقيق أهدافها في سوريا، قادت تركيا السنة الماضية عملية درع الفرات، وفرضت وجودها ونفوذها على طاولة الملف السوري.
وأشار الكاتب إلى أن إيران مارست قوتها في سوريا بشكل مباشر، في حين استخدمت الولايات المتحدة ألفي جندي ومستشار عسكري لقيادة العناصر العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي عمل على الأرض نيابة عن الولايات المتحدة. من جانبها، وضعت روسيا كل ثقلها على الجبهة السورية. بناء على ذلك، لم يكن بإمكان تركيا البقاء مكتوفة الأيدي تجاه جارتها سوريا، حيث دخلتها لتثبت من خلال هذه العملية أنها إحدى العناصر الأساسية للعبة الدائرة هناك.
اقرأ أيضا: هل تشهد سوريا مواجهة أمريكية تركية؟.. محلل أمريكي يجيب
وأضاف الكاتب أن إحدى النتائج الأولية الأخرى، والظاهرة لهذه العملية العسكرية، تتمثل في تزايد التقارب الروسي التركي، حيث تقوم تركيا بهذه العملية العسكرية وسط تنسيق كبير مع روسيا. في واقع الأمر، لم تنطلق هذه العملية إلا بعد تعزيز التعاون التركي الروسي، وذلك في مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تحركه الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض.
ونفى الكاتب أن يكون هناك أي تعارض بين تنسيق روسيا مع تركيا لمواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي، وبين سعي روسيا لبقاء نظام الأسد وشدّ أزره، معللا ذلك بأن روسيا تُدرك بأن عفرين ستبقى في نهاية المطاف تابعة للنظام السوري وللدولة السورية.
واعتبر الكاتب أن أبرز النتائج الملفتة والمفاجئة لهذه العملية، تتجسد في التقاء مصالح كل من تركيا ونظام بشار الأسد بشكل غير معلن، وذلك لأول مرة منذ بداية الأحداث في سوريا منذ سنة 2011. وقد أفاد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أن نظام الأسد يعد في نهاية الأمر جزءا من المعادلة حاليا، موضحا أنه لم يكن هناك اتصال مباشر بنظام الأسد، بل كان هناك تنسيق عبر روسيا، التي تتحكم بصورة كلية في المجال الجوي السوري.
وذكر الكاتب أن هذه العملية العسكرية قد تعمق التباعد التركي الأمريكي. في هذا الصدد، تحيل تصريحات رئيس الوزراء التركي، حول الطرف الذي يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي لوجستيا، وقوله إن كل من يقدم هذا الدعم لهذه العناصر الإرهابية سيكون مُستهدفا أيضا من خلال هذه العملية، إلى أن تركيا قد تستهدف أهدافا تابعة للولايات المتحدة ضمن هذه العملية العسكرية.
وشدد الكاتب على أن عملية غصن الزيتون تحمل في طياتها مؤشرات أمنية تخفف من حدة مخاوف تركيا إزاء التهديدات الأمنية القادمة من خلف الحدود. وتسعى هذه العملية العسكرية إلى تأمين شريط يمتد على 130 كيلومترا على طول الحدود التركية، ويتراوح عمقه بين 20 و30 كيلومترا داخل الحدود السورية، وهو ما يعني منع حزب العمال الكردستاني من تشكيل تهديد على البلدات والمدن الحدودية التركية.
وبيّن الكاتب أن أكثر سؤال مطروح الآن يحوم حول دخول الجيش التركي إلى مركز مدينة عفرين من عدمه، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تتمثل في تأمين الشريط الحدودي. وقد حملت تصريحات بن علي يلدرم احتمال حدوث ذلك، عندما أفاد أن المرحلة التالية ستتمثل في دراسة مسألة دخول عفرين والقضاء التام على العناصر الإرهابية هناك، والسيطرة على مركز المدينة.
ورجّح الكاتب تعاون الجيش التركي مع الجيش السوري الحر في شن حرب مدن على عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي داخل عفرين، في حال قرر الحزب الوقوف في وجه الجيش التركي. في الأثناء، يبدو أن هذا السيناريو في حاجة إلى دراسة كبيرة، خاصة وأن المدينة تضم مجتمعا متعدد العرقيات، وعددا كبيرا من المدنيين.
التايمز: ماذا يريد أردوغان في عفرين؟
التايمز: هكذا تدخل الحرب السورية فصلا جديدا من الفوضى
تعرف على خارطة الطريق التركية للتعامل مع معركة عفرين