شن عضو المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا (مؤسسة رسمية)، هشام حمادي، هجوما عنيفا على اللواء خليفة حفتر، واصفا القوات التي يقودها بأنها "مجموعات عرقية مسلحة".
وأكد حمادي، وهو ناشط حقوقي أيضا، أن "الأمازيغ لا يعترفون بـ"حفتر" أصلا، وأن الأخير يحاول إنهاء وجود الأعراق غير العربية في ليبيا، مطالبا بالتدخل الفوري من أجل الإفراج عن الناشط الحقوقي الأمازيغي ربيع الجياش المعتقل لدى قوات "حفتر"، حسب تصريحات صحفية.
عنصرية
وسبق أن وصف المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا تصريحات "حفتر" حول تسمية قواته بـ"الجيش العربي"، بأنها "عنصرية، وتمييز وانتهاك لحقوق الشعوب الأصلية"، معتبرة أن "قوات حفتر ما هي إلا مليشيات عرقية إرهابية"، وأن "الجيش الوطني الحقيقي هو الذي يشمل جميع أعراق المجتمع الليبي".
كما رفض المجلس وبشدة، عودة الحكم العسكري تحت أي مسمى، مؤكدا سعي الأمازيغ إلى أن تكون ليبيا "دولة مدنية ديمقراطية تقوم على مبدأ المساواة والتعددية وتكون السلطة المدنية أعلى سلطة في البلاد".
والسؤال الآن: هل سيخسر حفتر كتلة "الأمازيغ" التصويتية في الانتخابات المنتظرة؟ وإلى أي مدى ستصل الأزمة بينهما؟
فرصة معدومة
من جهته، أكد مدير منظمة "تبادل" الثقافية (ليبية مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، أن "الحاضنة الشعبية لحفتر لدى الأمازيغ ضعيفة جدا، وبعد القبض علي الجياش زاد الأمر سوءا بين الأمازيغ و"المشير".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "أغلب المدن والمكونات الأمازيغية ضد عملية الكرامة التي يقودها حفتر، وهذا يؤكد أن حظوظ حفتر في كسب أصوات الأمازيغ تعتبر معدومة، وأعتقد أن حفتر لا يعول عليهم"، حسب قوله.
استفزاز
وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إن "تسمية حفتر لقواته في المستندات الرسمية باسم "القوات المسلحة العربية الليبية" تستفز شركاء الوطن الأمازيغ، بينما يصر حفتر على هذا الإسم لعلاقته الوثيقة بمصر والإمارات والسعودية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الأمازيغ ليس لهم عداء أو ضغينة مع العرق العربي ولكن تجربتهم مع القذافي الذي زعم أنه أمين القومية العربية وأنكر تماما العنصر الأمازيغي ومنعهم من إبراز خصوصيتهم الثقافية تفسر إجمالا موقفهم من حفتر"، وفق رأيه.
حكم العسكر
لكن رئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام" (مستقلة)، نبيل السوكني، أشار إلى أن "لأمازيغ هم الليبيون الأصليون والجذر يبقى دائما أصلا ولا يرضى بالفرع أن يتطاول عليه، وهم جميعا ضد حفتر لأنهم أكثر الناس تضررا من حكم العسكر"، حسب تعبيره.
وأكد أن "فتوى "المداخلة" ودار الإفتاء التابعة لحفتر بفساد المذهب الإباضي، وهو ما يعتنقه الأمازيغ، أثار غضب هؤلاء، لأنهم اعتبروا ذلك ضربا في عقيدتهم وتوحيدهم".
وقال المدون الليبي، جمال الكافالي، لـ"عربي21"، إن "غباء أجهزة "حفتر" الأمنية زاد من الشكوك التي كانت تحوم حول نظرة حفتر للأمازيغ، وهو ما جعله يخسرهم نهائيا".
"تهييج" الأمازيغ
وأوضح الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، أن "الخلاف بين الأمازيغ وحفتر قديم، لكن لن يصل الأمر إلى إنهاء العرق الأمازيغي فهو مستحيل ويستهجنه غالب الليبيين، لكن حفتر يريد كسب المد العروبي "الجاهلي" في الغرب الليبي، فيحاول "تهييج" الأمازيغ وإن لم يردوا بحكمة فإنه قد يكسب بعض المتنطعين".
وتابع: "لكن السؤال الحقيقي يجب أن يوجهه الأمازيغ يكون لمجلس النواب ذاته الذي نصب "حفتر" قائدا عاما، فالبرلمان هو المسؤول الأول عن إطلاق سراح الناشط الأمازيغي الجياش"، حسب كلامه.
شكوك
وقال الإعلامي الليبي، محمد علي، إن "حفتر لم يكسب الأمازيغ يوما كـ"حليف" له واحتجاز الجياش صاعد من فجوة الخلاف بين الطرفين، ولا يمكن أن يعالج حفتر هذا الأمر بسهولة والأمازيغ في ليبيا محتاطون من التعامل معه".
وأضاف: "هناك معلومات تؤكد أن "حفتر" أراد التواصل مع الأمازيغ في 2016، إلا أنهم رفضوا كونهم لا يثقون في أي وعود تفضي إلى الحصول على حقهم الثقافي في المجتمع الليبي سواء المتمثل في اللغة أو ثقافة التعايش بينهم"، وفق قوله لـ"عربي21".
ناطق باسم حفتر يدعو العسكريين للتسجيل في الانتخابات
حملة اختفاء قسري في الشرق الليبي.. من يقف وراءها؟
مبعوث ليبيا: "17 ديسمبر" لا يمس صلاحية الاتفاق السياسي