تناول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس، صالح
العاروري، ملف
المصالحة الفلسطينية، في تصريحات إعلامية، أوضح فيها موقف حركة حماس من المصالحة، وإلى أين وصلت.
وأكد العاروري، في حديثه لقناة
الجزيرة القطرية، أن المصالحة مع حركة فتح "لم تنهر"، مشددا على أن حركته لن تقدم تنازلات يحصد ثمنها الاحتلال الإسرائيلي، وفق قوله.
وأوضح أن المصالحة "لم تنتكس، لكنها تباطأت، وهناك إمكانية لاستئناف الحوارات بشأنها".
وأشار إلى أن "السبب الجوهري لفشل محادثات المصالحة السابقة هو الهوة الواسعة المتمثلة في التزامات السلطة المنبثقة عن اتفاق أوسلو، وعلاقاتها مع الكيان المحتل والمنظومتين الإقليمية والدولية، والتزامها المبدئي بأنه "لا مقاومة ولا سلاح مقاومة".
وفي معرض حديثه عن العلاقة مع السلطة، قال إنها تتضمن إشكالا جوهريا؛ لأن السلطة قامت على أساس الدخول إلى فلسطين، دون الوصول إلى حل للإشكالات والقضايا الكبرى.
وقال إن السلطة "أصبحت عاجزة عن تحقيق أي إنجاز، ولم تعد السلطة قادرة على القيام بالدور المطلوب منها".
وأشار إلى أن "الاحتلال يعيش في حالة سلام بالضفة الغربية؛ نتيجة منع المقاومة بعد الانقسام".
قرار الكنيست حول "القدس الموحدة"
وعلق على قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير، بالقول إنه "لا يقل خطورة عن إعلان دونالد ترامب" بشأن القدس المحتلة، موضحا أن "هذا القرار يطلق عنان الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بلا حسيب ولا رقيب".
وكان حزب الليكود الحاكم عرض قانون "القدس الموحدة"، ووافق الكنيست عليه الأحد الماضي، بالأغلبية الساحقة، الذي يشترط موافقة ثلثي أعضائه لنقل أي أجزاء من القدس إلى الفلسطينيين في أي عملية تسوية.
وأضاف: "إننا لم ولن نتقبل الخطوة الأمريكية بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، لا نحن ولا شعبنا".
وشدد على أن المقاومة المسلحة يجب أن تكون حاضرة في مواجهة الاحتلال، وهذا الاحتلال لا شيء يؤذيه ويدفعه للتراجع سوى المقاومة، التي تهدد وجوده.
العلاقات مع سوريا وإيران
وتناول العاروري في معرض تصريحاته، علاقات حماس الإقليمية، وشدد على أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي مختلف كليا عن الاصطفافات والمحاور التي تحدث في المنطقة بين دول عربية وعربية ودول عربية وإقليمية.
وقال: "لا يمكن المقارنة بين صراعنا مع العدو الصهيوني، والصراعات التي تحدث في المنطقة".
وعن العلاقة بإيران، قال العاروري: "إن موقف إيران من القضية الفلسطينية ثابت ومعروف، وهو موقف ذو سقف عال، يقضي بعدم الاعتراف بشرعية الكيان، وهي مستعدة لتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، وعلى هذه القاعدة بُنيت علاقتنا مع إيران".
وكشف عن أن "موضوع استعادة العلاقة مع سوريا لم يطرح في دوائر الحركة، ولم تحدث أي اتصالات بخصوص الأمر في سوريا، نتيجة استمرار حالة الصراع الدامية هناك"، وفق قوله.
عن مصر، أكد حرص الحركة على علاقة قوية ومستقرة معها، مضيفا: "في كل مرحلة، يكون عند الإخوة المصريين استعداد لتطوير العلاقة، نحن جاهزون".
أما علاقة حماس بدول الخليج، فأكد حرص حماس على علاقة ممتازة مع جميع دول الخليج، ودول المنطقة، مؤكدا: "لم تصدر منا أي إساءة لأي دولة خليجية. وللأسف، في الانقسام الحاصل في الخليج، البعض أراد أن يستهدفنا".
وقال: "في الخليج، رغما عنا وضعنا في جبهة لا نريد أن نكون فيها، ونحن نريد أن نكون على علاقة طيبة مع كل دول المنطقة، شعوبا وأنظمة".