رفض المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، إجراء أي لقاء مع سيف نجل العقيد الراحل معمر القذافي، كون الأخير "مطلوب من القضاء الدولي"، ووضع شروطا لأنصاره إذا أرادوا المشاركة في الانتخابات.
وأكد سلامة أن "هناك فرق بين سيف القذافي وبين أنصار النظام السابق غير الملاحقين قضائيا"، مشيرا إلى أنه يلتقي مع هؤلاء الأنصار مرارا، لكنه لا يسعى للقاء سيف.
شروط
واشترط المبعوث الأممي، على أنصار القذافي كي يشاركوا في الانتخابات المقبلة، بعض الشروط، ومنها: "أن يتخلوا عن السلاح وأن يتخلوا أيضا عن الرغبة في إعادة إنتاج النظام السابق"، مضيفا: "وهنا سيكون مكانهم محفوظا في نظام مدني ديموقراطي"، بحسب تصريحات لجريدة "الحياة" السعودية، الخميس.
وأوضح السياسي اللبناني، أن الحل غير ممكن في ليبيا إلا "بتصالح حقبات ليبيا الثلاث وهي حقبة الملكية ومرحلة القذافي والحقبة الثورية التي لا يزال كل منها يدير ظهره للآخر"، فق رأيه.
اقرأ أيضا: سلامة: أطراف تريد تعديل الخطة الأممية وأخرى ترفضها.. لماذا؟
وكان سلامة قال في تصريحات سابقة إن "الانتخابات المقبلة يجب أن تكون مفتوحة للجميع، وألا يكون الاتفاق السياسي ملكا خاصا لهذا أو ذاك، فهو يمكن أن يشمل سيف القذافي، ويمكن أن يشمل مؤيدي النظام السابق".
وأثارت هذه التصريحات وعكسها عدة تساؤلات حول دلالتها في هذا التوقيت الذي يسعى فيه كل فصيل للتحشيد للانتخابات، وسط أنباء عن مشاركة سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية بعد تسوية أموره مع الجنائية الدولية، فهل تصريحات سلامة ستعرقل سيف عن المشاركة؟
"تصريحات مرتبكة"
وفي هذا الصدد قال الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل: "دلالة هذه التصريحات المرتبكة هي التماشي مع التجهيزات للعملية الانتخابية، وأن سيف أيضا لا يسعى للقاء سلامة، ويبدو أن المبعوث الأممي لا يفهم دوره جيدا، لأنه لو التقى سيف ربما كان يقنعه بتسليم نفسه للجنائية الدولية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "من الناحية العملية أنصار القذافي لا ينفصلون عن سيف، لكن ربما يقصد سلامة هنا أنصار لا توجد عليهم ملاحقات قضائية، وعموما سيف لن يتمكن من المشاركة في الانتخابات لوجود عراقيل أخرى غير تصريحات سلامة".
وبخصوص شروط سلامة لمشاركة أنصار القذافي في الانتخابات، ومنها ترك السلاح، تساءل عقيل: "أين السلاح الموجود في أيدي أتباع النظام السابق؟ ولماذا لم يطالب سلامة الميليشيات الأخرى المحسوبة على ثورة فبراير بالتخلي عن السلاح، كونها التي تشكل الخطر الأكبر"، وفق كلامه.
قفز على القانون
عضو المؤتمر الوطني العام الليبي السابق، عبدالفتاح الشلوي، رأى من جانبه؛ أن "مضمون التصريح غير مستغرب، لكن الغريب هو تشريع سلامة لمن يحق له الترشح للانتخابات من عدمها، وهذا هو ما يؤلمنا كليبيين بأن سلبت المنظمة الدولية إرادتنا السياسية"، حسب وصفه.
وأضاف لـ"عربي21": "سيف القذافي له أنصار، وطلب الجنايات الدولية يشكل عائقا أمامه، لكن لا يجب أن نغفل أن هناك من ينوي الترشح ولديه سجل إجرامي أثقل من سيف، لكن كلام سلامة يعد قفزا على قانون الانتخابات والذي قد يتجاهل الشأن الخارجي بمحكمة لاهاي".
العقبة الأكبر
وقال المدون الليبي، فرج كريكش: "لا أظن أنه يمكن تجاوز أن سيف مطلوب دوليا فضلا عن كونه شخصية جدلية رئيسية سيعيد التنازع السياسي في ليبيا إلى مربعه الأول".
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: هل تنضوي ليبيا من جديد تحت راية نجل القذافي؟
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "تواجد سيف سيؤدي أيضا إلى إعادة المطالبة بتفعيل قانون العزل السياسي الذي طال حتى بعض الموظفين الصغار في الدولة، لكن إذا تم غض الطرف عن هذا القانون المبالغ فيه ضمنا، فليس إلى درجة استثناء سيف إذا كان فعلا حي يرزق"، كما قال.
من جهته أكد العضو السابق في المؤتمر الليبي، محمد دومة، أن "تصريحات المبعوث الأممي تعبر عن رغبة دول كبرى في إقصاء سيف القذافي من لعب أي دور سياسي خلال الفترة القادمة، خاصة بعد الزخم الكبير الذي أعقب إعلان الشروع في تسجيل الناخبين من قبل أنصار النظام السابق".
وتابع: "ومن ناحية قانونية فإن الملاحقة القضائية من قبل الجنايات الدولية لسيف القذافي ستكون هي العقبة الأكبر أمامه ليس في الانتخابات فقط، لكن في لعب أي دور مستقبلي"، وفق قوله لـ"عربي21".
لماذا هاجم محمود جبريل "الإسلاميين" وسيف القذافي؟
المبعوث الأممي يلتقي حفتر في القاهرة.. هذا ما تباحثاه