تلقت الرياض الصاروخ الباليستي الثاني خلال أقل من شهرين، في ظل تراجع لافت للحماس الإقليمي والدولي تجاه عمل استفزازي بهذا الحجم، والذي أقدم عليه الحوثيون في الوقت الذي يتعرضون لها لخطر وجودي؛ جراء استمرار خسائرهم العسكرية الميدانية.
لم يعد الرئيس ترامب متحمساً بالقدر ذاته، ولم يعد هناك رابط حقيقي بين حرص الولايات المتحدة الأمريكية على الأمن القومي السعودي، وبين الاستعراض الإعلامي الذي قامت به مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي؛ لتثبت من خلاله أن بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد بالرياض، في الرابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هو صاروخ إيراني.
لم يعد الرئيس ترامب متحمساً بالقدر ذاته، ولم يعد هناك رابط حقيقي بين حرص الولايات المتحدة على الأمن القومي السعودي، وبين الاستعراض الإعلامي الذي قامت به نيكي هيلي؛ لتثبت من خلاله أن بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون هو صاروخ إيراني
قطف الحوثيون الثمرة السياسية لمغامرتهم الجديدة عبر التزام التحالف هذه المرة بإبقاء الموانئ التي يسيطر عليه الحوثيون مفتوحة، بل وإعادة تأهيل كبرى هذه الموانئ
النجاح لا يعني فقط أن ينتصر التحالف على الحوثيين، بل أن ينتصر معه لخيارات اليمنيين في الدولة الاتحادية المدنية الحديثة متعددة الأقاليم
آخر شيء يتمناه شخص مثلي؛ هو أن تنتهي مهمة التحالف بالفشل، ولكن النجاح لا يعني فقط أن ينتصر التحالف على الحوثيين، بل أن ينتصر معه لخيارات اليمنيين في الدولة الاتحادية المدنية الحديثة متعددة الأقاليم؛ التي لا تهددها نزعات جهوية أو طائفية، كالتي عصفت بها جراء تشكل حلف الانقلاب من حزب صالح ومليشيا الحوثي المرتبطة بإيران في 2014.
حينما رتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ لقاء في الرياض لقيادة التجمع اليمني للإصلاح، مع ولي عهد أبوظبي، استبشرنا خيراً.. ليس لأن اللقاء ينهي الجفوة القائمة بين التحالف والإصلاح، بل لأن التحالف بدأ يستعيد مصداقيته عبر التخلي عن التحفظ الذي مارسه طيلة الفترة الماضية بحق مكون مهم من مكونات الشرعية، وهو تحفظ رافقته حملة تحريض مكثفة ضد الإصلاح أدت إلى شق صفوف معسكر الشرعية الذي يقاتل إلى جانب التحالف بالميدان؛ في مواجهة عدو يفترض أنه يشكل المستوى ذاته من الخطر على الجميع.
هناك مخاوف حقيقية بشأن مآلات الحرب، ويجب على الرياض أن تأخذها على محمل الجد. فالسعودية هي المستهدف من كل هذه الترتيبات التي تحاصرها من كل حدب وصوب. فأبو ظبي لم تعد بلداً عربياً إلا من الناحية المجازية. لقد تحولت إلى ترس في الآلة الصهيونية التي تستهدف منطقتنا وهويتها.
هناك مخاوف حقيقية بشأن مآلات الحرب، ويجب على الرياض أن تأخذها على محمل الجد