نشرت الصحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن الآثار الإيجابية لقرار ترامب بخصوص نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي أتاح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الفرصة لقيادة العالم الإسلامي وانتزاع الدور الذي كانت تلعبه السعودية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل شهدت الساحة الدولية موجة من الاحتجاجات من قبل وسائل الإعلام والرأي العام الدولي. ومن هنا يبدو جليا أن هذا القرار جعل ترامب في دائرة الاتهام.
وبينت الصحيفة أنه من الممكن أن توجّه لترامب تهمتان، حيث تتمثل الأولى في أن قراره ساهم في اندلاع انتفاضة جديدة في فلسطين.
فعلى خلفية هذا الإعلان، اندلعت عدة اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقامت السلطات الإسرائيلية بالرد على هذه الاحتجاجات باستعمال السلاح لتتمكن من قمع الانتفاضة وهي في مهدها.
وثانيا، يعتبر ترامب متهما أيضا بزعزعة الاستقرار في المنطقة، فقد أصبح قراره يشكل عقبة في طريق تحقيق السلم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
اقرأ أيضا : صحيفة: مصر والسعودية رفضتا السباحة مع التيار بقمة القدس
والجدير بالذكر أن التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس بالأمر الجديد خاصة وأنه يوجد كره وعداوة متبادلة بينهما منذ القدم، وبالتالي ليس ترامب المتهم الرئيسي الذي ساهم في خلق هذه العداوة وتعميقها.
ولكن، منذ سنوات، لم يبذل المجتمع الدولي أية جهود تذكر أدت إلى نتائج ملموسة بخصوص حل الأزمة الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أن قرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الأوروبي وروسيا، فضلا عن توليد احتجاجات نفذتها الشعوب العربية أمام السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم تعبيرا عن تنديدها بهذا القرار.
بالإضافة إلى موقف كل من الرئيس التركي والرئيس الإيراني اللذين أكدا أنه سيكون لهذا القرار تداعيات كارثية في المستقبل.
وذكرت الصحيفة أن القضية الفلسطينية لم تكن على قائمة اهتمامات الدول العربية، فقد كانت تحظى باهتمام نسبي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ما تشهده الساحة اليوم من اندفاع تركيا في الدفاع عن القدس وإصرارها على التصعيد يثير في الذهن العديد من التساؤلات.
وحيال هذا الشأن، للسائل أن يسأل: هل اعتمدت تركيا القضية الفلسطينية كوسيلة للدعاية؟
اقرأ أيضا : دول قمة إسطنبول تؤكد اعترافها بالقدس عاصمة لفلسطين
وبينت الصحيفة أن مساعي تركيا وحلمها في قيادة العالم الإسلامي قد كللت بالنجاح. فمن خلال اتخاذ هذه الخطوة، قدم دونالد ترامب لتركيا فرصة ذهبية. وخير دليل على ذلك أنه بعد أسبوع واحد من إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل سارع أردوغان بعقد قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول لإيجاد حل لأزمة الفلسطينية، التي تضم 57 دولة عربية.
وأفادت الصحيفة بأن انعقاد القمة في إسطنبول وليس في جدة يعتبر نتيجة لقرار ترامب الذي ساهم في تحقيق مساعي أردوغان في قيادة العالم الإسلامي منتزعا بذلك مكانة السعودية.
في الواقع، إن مقر هذه المنظمة يقع في جدة، وقد تأسست سنة 1969 للدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثل في القدس. ولكن، إثر حرب الخليج وبروز القوى الإقليمية في المنطقة تحررت منظمة التعاون الإسلامي من التوجه الذي تمليه عليها السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح أنقرة في انتزاع مقاليد قيادة العالم الإسلامي من الرياض يتجلى في ترؤس أردوغان لهذه القمة.
اقرا أيضا : هل تدفع قضية القدس الأردن للبحث عن حلفاء جدد؟
وتنقسم المنظمة إلى كتلتين، حيث نجد الكتلة المكونة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، والكتلة الأقوى التي تضم إيران وتركيا التي اكتسبت نفوذا ملحوظا بعد التدخل في سوريا.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن لدى القوى الإقليمية في العالم الإسلامي مصالح مختلفة في المنطقة وهو ما يفسر التباين في معالجة بعض القضايا، إلا أن ترامب نجح في توحيد صفوف بعض الدول العربية وقدم فرصة لتركيا لتحقيق حلمها بقيادة العالم الإسلامي، خاصة وأن أردوغان كان يقتنص الفرص ليظفر بهذا المكسب.
كيف تراجع الاهتمام بقضية فلسطين لدى العالم الإسلامي؟