ما زالت الردود الإسرائيلية متواصلة على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والبدء في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وكان أردوغان قال في
تصريحات صحفية الأسبوع الماضي أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، إن "خطوة الإدارة
الأمريكية قد تؤدي إلى قطع علاقات تركيا الدبلوماسية مع إسرائيل"، مشددا على
أن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين.
ولم يتأخر الرد الإسرائيلي الذي
جاء على لسان قادة الأحزاب الإسرائيلية؛ فقد قال وزير التعليم في الحكومة
الإسرائيلية نفتالي بينيت إن "وجود قدس موحدة أهم من دعم أردوغان"،
إضافة إلى تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي وجهت
كلامها إلى أردوغان بالقول: "نحن لم نتدخل في عاصمتك، فلا تتدخل في
عاصمتنا".
اقرأ أيضا: هل تتسبب القدس بقطع علاقات تركيا ودول أخرى بإسرائيل؟
وفي هذا الإطار، تحدثت
الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري في مقال نشرته صحيفة معاريف الاثنين، عن مدى جدية
أردوغان في البدء بإجراءات قطع العلاقات بين تركيا وإسرائيل ردا على قرار ترامب
الأخير بشأن القدس.
وقالت بيري في المقال الذي
ترجمته "عربي21"، إن "تهديد أردوغان بنبرة عالية من أنقرة، بقطع العلاقات
مع إسرائيل ربما لا يدل على نيته الصادقة في تنفيذ ذلك"، مشيرة إلى أن هناك
مصالح كثيرة تربط الجانبين منذ عودة العلاقات قبل عام.
ورأت بيري أن "أردوغان
من الأسهل عليه أن يتنازع مع نتنياهو مقابل قرار ترامب"، مستدركة قولها:
"لكن يبدو أن نبرة الرئيس التركي ارتفعت أيضا تجاه ترامب في ظل تصريحاته الأخيرة
التي قال فيها إنه سيقاتل بكافة الوسائل القتالية ضد قرار ترامب بشأن القدس".
اقرأ أيضا: هل تنجح القمة الإسلامية باسطنبول في كبح قرار ترامب؟
وأضافت أنه منذ استئناف
العلاقات الإسرائيلية التركية قبل عام كانت المؤشرات تدلل على أن الاتفاق لن يصمد
كثيرا، منوهة إلى أنه "في الغرف المغلقة كان التحذير من أن أردوغان محب
للهزات تجاه إسرائيل، ولم يتراجع في موضوع حماس وحصار غزة وكان يبحث عن الأزمة
التالية وها هي قد جاءت بشأن القدس"، حسب تعبير الصحفية الإسرائيلية.
وأكدت بيري أن أكثر ردود
الفعل حدة التي تلقتها إسرائيل في أعقاب إعلان ترامب هو الرد التركي، لافتة إلى
ربط أردوغان القدس بأنها حق ديني للمسلمين، إلى جانب استعداده لتكريس كل جهوده من
أجل غزة، مضيفة أن "الشعب التركي مطيع اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وأردفت قائلة إنه "رغم
كل ذلك، من الصعب أن نصدق بأن أردوغان يعتزم قطع العلاقات مع إسرائيل، من خلال
استدعاء سفيره من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة".
اقرأ أيضا: أردوغان يهدد بقطع العلاقة مع إسرائيل: القدس خط أحمر (فيديو)
وذكرت أن "الجانب
الإسرائيلي لا يتمسك بتركيا، سوى لوجود مصالح متداخلة تتطلب هذه العلاقات
الملتوية"، مؤكدة أن إسرائيل تنتظر لحظة انتقام واحدة من أردوغان.
وأوضحت أن "هذه اللحظة
هي فشل القمة التي يعقدها في إسطنبول لبحث تداعيات القرار الأمريكي حول القدس،
وذلك من خلال عدم مشاركة عدد من زعماء الدول الإسلامية والعربية والاكتفاء بحضور
ممثلين بمستوى دبلوماسي أقل مما يطمح له زعيم تركيا"، وفق قولها.
هل تتبنى دول العالم قرار ترامب وتنقل سفاراتها إلى القدس؟
هكذا احتفلت الصحف الإسرائيلية بقرار "ترامب" حول القدس
"قانون التوصيات" وصفة جديدة لإنقاذ نتنياهو من تهم الفساد