أجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حملة اتصالات مع العديد من زعماء وقادة العالم؛ للتحذير من التوجهات الأمريكية بخصوص مدينة القدس المحتلة، في محاولة على ما يبدو لحشد رأي عام عربي وإسلامي وعالمي للوقوف في صفه.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أن الرئيس عباس "أجرى سلسلة من الاتصالات الهامة مع عدد من الزعماء العرب وقادة العالم؛ للتحذير من الأنباء التي تتحدث عن أجراء أمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، أو الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل".
وأضاف في تصريح صحفي له نقلته وكالة "وفا" الرسمية: "شملت الاتصالات كلا من عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم أل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون".
وحذر عباس خلال اتصالاته "وبشكل قاطع من اتخاذ مثل هذه الخطوة"، مؤكدا أنها "ستؤدي إلى تدمير عملية السلام، وستدخل المنطقة في وضع لا يمكن السيطرة عليه".
كما أوضح عباس "للزعماء والقادة، سواء من خلال الاتصالات أو الرسائل التي بعثت إلى الدول العربية، وللأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك للاتحاد الأوروبي، ضرورة العمل الفوري لمنع إمكانية حدوث مثل هذا الإجراء".
وأكد أن "مثل هذه الخطوة الأمريكية إن تمت فستدخل المنطقة في مسار جديد، ومرحلة خطرة لا يمكن السيطرة على نتائجها".
كما لفت الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إلى أن عباس "سيتابع بذل جهوده خلال الساعات والأيام القادمة، لإحباط مثل هذه الخطوة الخطيرة"، مؤكدا أن "القرار إن تم فهو مرفوض، وينهي أي أفق للمسيرة السياسية، ويدمر الجهود المبذولة للانخراط في مسار السلام، وسيزيد من التوتر القائم في المنطقة".
كما لفتت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن ولي العهد السعودي أوضح "أن هذا الموضوع يحظى بأولوية خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ولديه شخصيا، ولدى المملكة العربية السعودية، وأنه سيتابع الموضوع مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية".
واتفق عباس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال اتصاله، على "مواصلة التشاور في الأيام القليلة القادمة". وفي اتصاله مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أطلعه عباس "على المخاطر المحدقة بمدينة القدس، والمسؤولية الدولية في عدم تغيير الوضع القائم فيها، وفق الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، الذي ينص على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية".
وشدد عباس على "ضرورة عدم اتخاذ أي مواقف تجحف بنتائج مفاوضات الحل النهائي سلفا، وضرورة التحرك على كل المستويات؛ من أجل ضمان ذلك"، في حين وضع رئيس السلطة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، "في صورة ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وما هو المطلوب من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، واتفقا على استمرار التواصل خلال الأيام المقبلة، للوقوف على آخر المستجدات".
وخلال اتصالاته بأميري دولتي قطر والكويت، "استعرض المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة، وضرورة التحرك على كافة المستويات؛ لحماية المقدسات، وما هو المطلوب من أجل حمايتها".
الكشف عن الشروط الإسرائيلية بشأن صفقة ترامب للتسوية