نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن شكل الجسم، ومكان تراكم الدهون فيه، الذي يعدّ العامل الأساسي في تحديد الأمراض التي تهدد صحتنا أكثر من غيرها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دراسة جديدة تم عرضها في المؤتمر السنوي العلمي للجمعية الإشعاعية في أمريكا الشمالية، توصلت إلى أن "شكل الجسم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض، من قبيل السكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو مرض السكري". وبالتالي، من المهم النظر إلى الجسم في المرآة، وتحديد مكان تراكم الدهون فيه.
وبينت الصحيفة أن الباحثين في الجمعية الإشعاعية في أمريكا الشمالية استنتجوا أنه "يجب عدم القلق إزاء كمية الدهون الزائدة التي يخزنها الجسم فقط، بل يجب أن نعير اهتماما للمكان الذي تتراكم فيه الدهون أكثر من غيره". عموما، يمكن أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطرابات صحية مقارنة بغيرهم، وذلك بغض النظر عن كون مؤشر كتلة الجسم متقاربا لديهم.
وأوضحت الصحيفة أن سبل الحماية من الأمراض الخطيرة تختلف من شخص إلى آخر، وتتداخل فيها عوامل جينية وعادات يومية. ببساطة، يمكن أن يتمتع "شخص تتراكم الدهون على مستوى بطنه لكنه يواظب على النشاط البدني"، بصحة أفضل من "شخص رشيق لكنه نادرا ما يقوم بنشاط بدني".
وكشفت الصحيفة أن هذه دراسة توصلت أيضا إلى أن التوزيع غير المتكافئ للدهون في الجسم من العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، علما أن مكان تراكم الدهون يحدد نوع الجسم. في هذا الصدد، يتميز الجسم الذي يأخذ شكل "التفاحة" بتراكم الدهون حول البطن، وهو ما يجعل البطن غير مسطحة. أما الجسم الذي يكون شكله مثل "الكمثري"، فتتراكم الدهون فيه على مستوى الوركين والفخذين.
وأفادت الصحيفة بأن مكان تخزين الدهون يحدد نوعها في هذه المنطقة من الجسم. وعموما، تعد الدهون المتراكمة في منطقة البطن أكثر خطورة، ومضرة بالجسم أكثر من غيرها. وتتكون هذه الدهون عندما تكون الخلايا الدهنية غير قادرة على تخزين المزيد من الدهون، فتعمل على توزيعها على العضلات والخلايا الحيوية مثل الكبد.
وفي هذا السياق، يوجد اختلاف كبير بين الجنسين. فبالنسبة للرجال، تميل الدهون في أجسامهم إلى التراكم في منطقة البطن، إلا أن الرجال يملكون كتلة عضلية أكبر من النساء، ما يحميهم من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضافت الصحيفة أن دهون الوركين "سطحية"، وغير ضارة بالجسم، وهي ميزة تختص بها الأجسام التي تأخذ شكل "الكمثري" دون غيرها. أما بالنسبة للنساء اللاتي يمتلكن جسما أشبه "بالتفاحة"، فيعانين من بعض المشاكل؛ نظرا لتراكم الدهون على مستوى البطن، علما أنهن لا يتمتعن بكتلة عضلية مثل الرجال.
في هذا الصدد، أكدت خبيرة في جامعة هارفارد أن "النساء يعانين أكثر من الرجال من الرواسب الدهنية العميقة المتراكمة على مستوى البطن والعضلات والكبد. وتعد هذه الرواسب ضارة للغاية بالنسبة لأجسام النساء".
وذكرت الصحيفة أن تراكم الدهون على مستوى البطن بالنسبة للنساء اللاتي يتسمن بجسم مثل التفاحة، الذي غالبا ما يترتب عنه بروز البطن، له آثار سلبية على التمثيل الغذائي. فضلا عن ذلك، تساهم هذه الحالة في الإصابة بأمراض السكري، بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الخبراء، الذي شارك في إعداد دراسة الجمعية الإشعاعية في أمريكا الشمالية، أكد أن "الدهون الحشوية، التي تتراكم على مستوى البطن، تسبب التهابات من شأنها أن تلحق الضرر بالوظائف الطبيعية للعديد من أجهزة الجسم".
بناء على ذلك، شدد الخبير على أن "الطريقة الوحيدة للحماية من هذه الالتهابات تتمثل في تبني نمط حياة صحي، تتخلله تمارين رياضية ونظام غذائي صحي يساهم في زيادة الكتلة العضلية".
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن دراسة حديثة أكدت أن تمارين كمال الأجسام تعد الأمثل لحماية الجسم من الشيخوخة والسمنة والنتائج السلبية الأخرى التي تنجر عنها. وفي الغالب، ينتج عن السمنة مضاعفات خطيرة، وهو ما يحفز الإنسان على القيام بنشاطات بدنية والمواظبة عليها.
خرافات وأكاذيب حول خسارة الوزن منتشرة بيننا.. تعرف عليها
ما هي الأمراض التي يمكن معالجتها بشرب المزيد من الماء؟
كيف تحسن صحتك النفسية من خلال عاداتك اليومية؟