أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بيو" للبحوث، مؤشرات تدعو للتفاؤل بشأن أنظمة الحكم الديمقراطية حول العالم، لكنه أظهر أيضا مؤشرات مقلقة.
وفي البحث الذي أجرته المؤسسة في 38 دولة، واطلعت عليه "عربي21" قال أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم إن الديمقراطية التمثيلية طريقة جيدة لإدارة البلاد، لكن المقلق هو أن هنالك عددا لا بأس به كان منفتحا بدرجات متفاوتة على أشكال حكم غير ديمقراطية.
وخيّر الاستطلاع المشاركين بين عدة أنظمة للحكم، أولها الديمقراطية الممثلة التي ينتخب فيها المواطنون ممثلين لهم ليقرروا ما يصلح لأن يكون قانونا في البلاد.
والثاني الديمقراطية المباشرة التي يصوت فيها المواطنون مباشرة على قضاياهم الوطنية الرئيسية لتقرير ما يصلح أن يكون قانونا نافذا في البلاد.
وثالثا حكم الخبراء وفيه تتخذ طبقة الخبراء القرارات وفقا لما يعتقدون أنه الأفضل للبلاد.
اقرأ أيضا: دراسة: هذه هي الشعوب التي تعتبر الدين "ضارا" (إنفوغرافيك)
ورابعا سأل الاستطلاع المشاركين عن ما إذا كانوا يفضلون الحكم عبر زعيم قوي، يتخذ القرارات دون تدخل من البرلمان أو القضاء، وفقا لما يراه الأفضل للبلاد.
وأخيرا كان السؤال حول خيار الحكم العسكري للبلاد، وهو أن يتولى الجيش مقاليد الحكم في البلاد بالقوة.
وعلى رأس معارضي حكم الجيش للبلاد، إلى جانب حكم الزعيم القوي، جاء الشعب الألماني بواقع 95 بالمائة من الشريحة المستطلعة، ورأى 4 بالمائة فقط منهم أن الحكم العسكري شكل جيد من أشكال الحكم.
أما في الهند على سبيل المثال فجاء التأييد الأكبر لنظام يرأسه زعيم قوي لا يتحكم البرلمان ولا القضاء في قراراته.
أما عربيا، فقد قال 55 بالمائة في الأردن إن نظام الديمقراطية المباشرة سيكون سيئا للبلاد، فيما وافق عليه 41 بالمائة، ورفض 1 بالمائة من الأردنيين المستطلعة آراؤهم الإجابة.
وفي لبنان كانت النسبة مختلفة كليا فقد رأى 16 بالمائة فقط أنه نظام سيئ، بينما قال 83 بالمائة إنه جيد للبلاد، فيما رفض 1 بالمائة الإجابة.
وفي تونس قال 57 بالمائة إن نظام الديمقراطية المباشرة لن يكون جيدا في البلاد، وفضله 33 بالمائة، بينما رفض 11 بالمائة الإجابة.
وعن الديمقراطية التمثيلية، فقد رأى 36 بالمائة من الأردنيين أنها سيئة، وفضلها 61 بالمائة، فيما رفض 2 بالمائة الإجابة.
أما في لبنان، فقد فضلها 85 بالمائة، وقال 14 بالمائة إنها سيئة، ورفض 1 بالمائة الإجابة، وفي تونس قال 39 بالمائة إنها ستكون نظاما سيئا لبلادهم، وقال 53 بالمائة إنها جيدة، بينما رفض 8 بالمائة الإجابة.
وعن خيار الزعيم القوي الذي يحكم بسلطة مطلقة، قال 66 بالمائة من الأردنيين إن نظاما كهذا سيكون سيئا للبلاد، فيما وافق عليه 32 بالمائة، ورفض 2 بالمائة الإجابة.
وفي لبنان، قالت نسبة أكبر بلغت 84 بالمائة إنه سيكون سيئا، فيما رأى 14 بالمائة منهم أنه جيد، ورفض 3 الإجابة، أما في تونس فرأى 33 بالمائة أنه سيكون جيدا، ورفض 7 بالمائة الإجابة، وقال 60 بالمائة إنه سيكون سيئا.
وعن مجموعة من الخبراء يتخذون القرارات الأفضل لمصلحة البلاد، قال 57 بالمائة من الأردنيين إنه سيكون أمرا سيئا، ورآه 39 بالمائة أمرا جيدا، فيما رفض 4 بالمائة الإجابة.
أما اللبنانيون فقد رأى 70 بالمائة منهم أنه شكل جيد من أشكال الحكم ورفض 4 بالمائة الإجابة، بينما قال 27 بالمائة إنه سيكون شكلا سيئا من أشكال الحكم.
وفي تونس قال 57 بالمائة إنه سيكون سيئا، و 36 إنه سيكون جيدا، و7 بالمائة رفضوا الإجابة.
أما عن أبرز ما لفت في الاستطلاع فهو السؤال حول حكم الجيش للبلاد بالقوة، إذ لقي معارضة شديدة في البلدان المتقدمة، لكن عددا لا بأس به من الدول رغب بعض سكانها في أن يدير الجيش أمور البلاد.
عربيا، كانت تونس في المقدمة بنسبة 42 بالمائة من المستطلعة آراؤهم قالوا إنه شكل جيد من أشكال الحكم في البلاد، فيما قال 54 بالمائة إنه سيكون سيئا، ورفض 4 بالمائة الإجابة، أما الأردن ولبنان فكانتا في خانة واحدة حيث قال 73 بالمائة من المستطلعة آراؤهم إنه سيكون نظاما سيئا لحكم البلاد.
وعلى صعيد الثقة في الحكومة التي تدير البلاد، كان اللبنانيون الأكثر تشاؤما وفقدا للثقة بنسبة 85 بالمائة، يليهم التونسيون بنسبة 70 بالمائة، والأردنيون 48 بالمائة من المستطلعة آراؤهم.
وعن سير العملية الديمقراطية في البلاد، قال 91 من اللبنانيين إنهم غير راضين عنها، تلاهم التونسيون بنسبة 61 بالمائة، ثم الأردنيون بنسبة 58 بالمائة.
ما الأسباب التي تمنع الحريري من العودة إلى لبنان؟
كيف قرأ معارضون لبنانيون خطاب حسن نصر الله؟
قيادات سنّية في لبنان: لن نقبل بأن تصادر حقوق طائفتنا