كانت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مسألة طبيعية لأي أحد لديه ذرة كرامة ونقطة شرف أن يقبل باستمرار وجوده ضمن فريق يهدد وزراءه بالسلاح والابتزاز ويدعم نظاماً طائفياً بامتياز لا غرض له سوى زعزعة دول المنطقة ويفاخر بغسل الأموال وتهريب المخدرات وتمويل الميليشيات.
حزب الله منظمة إرهابية بامتياز لا مجال لها لأن تحيا بشكل محترم وشريف، وبالتالي لا مكان لها أن تستمر بشكل رسمي في الحياة السياسية اللبنانية.
إذا كان البعض في لبنان قرروا من باب الخنوع والخوف أن يقبلوا بهذا الفريق المجرم وأن "يجملوه" ويسموه بألقاب مضحكة وساخرة كفريق المقاومة أو محور الممانعة وهو الفريق المجرم المتهم بقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري والعشرات من الشخصيات السياسية والإعلامية الأخرى، ومتهم بتمويل الإرهاب ودعم الميليشيات المقاتلة في جيوب مختلفة حول العالم.
يتزعم هذا الفصيل الإرهابي بامتياز حسن نصر الله الذي يرتدي عباءة الدين والمقاومة ويدعي أنه عدو إسرائيل، بينما واقع الأمر يقول لنا إن المسألة مختلفة تماماً في واقع الأمر، وإن الحقيقة هي أن الإرهابي حسن نصر الله لم يتعرض لأي محاولة اغتيال أبداً من قبل إسرائيل، وهو الذي يتجول في شوارع بيروت ويلقي خطاباته في الميادين العامة وتحت السماء المكشوفة ودون التعرض لأي أذى أبداً.
لبنان بلد مختطف ومحتل، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، هي حلقة وصل ومنصة انطلاق عظمى لمشروع الثورة الطائفية لإيران في المنطقة وبأدوات ووسائل لبنانية لسنوات طويلة سكت العالم العربي عنها حتى توغلت إيران وأدواتها وعلى رأسها تنظيم حزب الله الإرهابي المجرم الذي يفتخر زعيمه حسن نصر الله أنه يدين بالولاء للطائفي خامنئي القابع في قم، والمحرك لمخالب الشر في المنطقة منذ أبد ليس بالقريب.
هذا مجرد نموذج لمأساة لبنان وجحيمها الذي تسبب في ارتفاع المعدل الطائفي وزيادة شرخ الفتن الاجتماعية والفساد السياسي والمالي حتى بات النظام المصرفي اللبناني نفسه في أخطر وأدق مراحل التحديات التي يواجهها بسبب إرهاب حزب الله، وليس هناك أبلغ من إرهاب حزب الله من الأدلة التي أعلنت تورط تنظيم حزب الله الإرهابي في خلية العبدلي في الكويت التي كانت تسعى بصريح العبارة إلى قلب نظام الحكم، وتماماً كما حدث في البحرين وتدخلاته الإرهابية، والشيء نفسه يقال عن الذي حصل في اليمن وسوريا والعراق.
لبنان مختطف ومحتل ومهدد من منظمة بلا ولاء ولا وفاء لها إلا لإيران. إذا كان لبنان يقاد بمجموعة مغيبة واختارت أن تغيب، فالعالم العربي ليس مضطراً لمسايرة هذا الهراء والهرطقة السياسية.