انطلقت، الاثنين، جولة سابعة من المحادثات بين الأطراف السورية، بحضور المعارضة والنظام، بحضور الدول الضامنة،
تركيا وروسيا وإيران، بحضور وفد من الأمم المتحدة، وبصفة مراقبين حضرت الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد ست جولات سابقة في العاصمة الكازخية
أستانا، يأمل المجتمعون مناقشة أمور أبعد من مناطق خفض التوتر التي خرجت بها الاجتماعات السابقة، والانتقال إلى ملفات أخرى، مثل الرهائن والأسرى، ونقل الجثث، والبحث عن المفقودين، ونزع الألغام.
وكانت الاجتماعات السابقة خرجت بإنشاء مناطق خفض التصعيد في إدلب، وحمص، وضواحي العاصمة دمشق، والغوطة الشرعية، وعلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
ومن الممكن أن تمهد المحادثات في أستانا لاجتماعات
جنيف، التي من المفترض أن تعقد في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بحضور الحكومة والمعارضة، لكن دون جلوسهما على طاولة واحدة.
من جهته، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، يحيى مكتبي، إن الهدف من الجلوس في أستانا يتمثل في بحث القضايا التي تتعلق ببناء الثقة، وخفض التوتر، وملف المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق مثل الغوطة الشرقية.
وتابع مكتبي لـ"
عربي21" بأن محادثات أستانا لم تحقق الكثير، إلا أن هنالك إيجابيات لاتفاق خفض التوتر؛ لأنه خفف كثيرا الهجمات الجوية وإلقاء البراميل المتفجرة، رغم بعض الخروقات الميدانية.
أما عن جنيف، فقال إنه لم يحقق أي خطوة ملموسة؛ بسبب عدم وجود مفاوضات مباشرة، رغم مطالبة الائتلاف بذلك، لافتا إلى أن محادثات أستانا ربما تمهد لدفع العملية السياسية في جنيف، لكنه غير متفائل بذلك.
وعن إمكانية تطور رؤية أستانا لتشمل الأمور السياسية المتعلقة بانتقال السلطة، قال مكتبي إن التخلي عن جنيف يعني التخلي عن الغطاء الدولي، وإن
إيران والروس عدوّان لا يمكن الوثوق بهما في هذا المجال.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى
سوريا، ستافان دي ميستورا، قال إن الجولة التالية في جنيف يجب أن تركز على "صياغة مسودة دستور جديد، وعلى سبيل نحو إجراء انتخابات تتحقق منها الأمم المتحدة".
كما أكد الجانب الأمريكي على لسان وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، التزام واشنطن بإحياء عملية السلام في جنيف.
المحلل السياسي التركي، عبد الوهاب إكينجي، أشار إلى أن كثيرا من المتغيرات طرأت منذ بداية الأزمة السورية، وأن كل طرف من الأطراف الدولية ينظر إلى الجانب المتعلق به.
ولفت في حديثه لـ"
عربي21" أن لأستانا بعض الانعكاسات الواقعية على الأرض، بخلاف الجهود الدبلوماسية حتى الآن.
وأشار إلى أن تركيا على وجه الخصوص تراعي مصالح الشعب السوري، لكنها أيضا تنظر إلى مصالحها القومية بعين الاعتبار، في إشارة إلى أن أستانا حققت بعض ما تريد الدولة التركية.
وتابع بأن الاتفاقيات التي حصلت في أروقة أستانا ربما تفتح الباب لحل مزيد من المشاكل، وربما تصل إلى اتفاقيات سياسية ودبلوماسية.