نشرت صحيفة "الدياريو 24" تقريرا، تحدثت فيه عن خطر
النفايات الفضائية. وقد بقيت هذه المعضلة من دون حل إلى الآن على الرغم من اكتشافها منذ 60 سنة، علما أن رحلات الفضاء تعدّ المسبب الأول وراء هذه المشكلة.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن وكالات الفضاء لا زالت تخطط إلى اليوم لإرسال بعثات لاستكشاف الفضاء؛ على الرغم من أن أحد المشاكل المنجرة عن
الرحلات الفضائية السابقة، لا يزال قائما إلى الآن. ويتمثل هذا المشكل أساسا في نفايات الفضاء، التي لا تزال تخضع للمراقبة، في حين يبحث الخبراء عن الحل الأمثل للقضاء عليها.
وبينت الصحيفة أن هذه المشكلة مطروحة منذ زمن طويل. ولعل خير دليل على ذلك، تطرق الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء،
ناسا، لهذه المسألة على العلن وشرح أسبابها وإظهار مدى أهمية الوعي بها. فضلا عن ذلك، تحاول ناسا العثور على حل لهذه المشكلة وبطرق مختلفة.
وأضافت الصحيفة أنه شأنها شأن معضلة التغير المناخي، أخذ المختصون يحاولون معالجة مشكلة تلوث الفضاء، ولكن في وقت متأخر للغاية. على العموم، توجد العديد من المبادرات والمخططات المختلفة من أجل التخلص من النفايات في الفضاء الذي لوثه الكائن البشري.
وأوردت الصحيفة أن أحد طلاب جامعة تكساس، أنشأ موقعا إلكترونيا يسمح بمعاينة السحابة المنتشرة حول مدار المجموعة الشمسية، التي تتكون من مئات الآلاف من المخلفات الفضائية. ويظهر موقع "ماغنيت" مجموعة النفايات الناتجة عن اختراعات الإنسان، والأخرى التي تخلفها الأقمار الصناعية السابحة في الفضاء.
وفي هذا الصدد، كشف الموقع الأمريكي، أن هذه الكتلة غير المتجانسة من البقايا، تلحق أضرارا جسيمة بالسفن الفضائية النشطة حاليا. علاوة على ذلك، تم إجلاء طاقم المحطة الفضائية الدولية، في وقت سابق، نظرا للخطر الذي تمثله هذه النفايات.
والجدير بالذكر أن عملية المراقبة والتحكم في هذا العدد الكبير من نفايات الفضاء، أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا. وقد سلطت وزارة الدفاع الأمريكية الضوء على هذا الجانب منذ إطلاق الاتحاد السوفيتي للقمر الصناعي، سبوتنك-1، في سنة 1957. وفي هذا السياق، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تتبع هذه النفايات من خلال نظام شبكة مراقبة الفضاء. وقد وقع بعث هذا النظام من أجل الوصول إلى مدار الأرض والكشف عن الأجسام الصغيرة حوله.
وأقرت الصحيفة بأن هذا النظام الأمريكي يعد، في واقع الأمر، طريقة تعتمد على مبدأ حسابي لا غير للتعاطي مع المشكلة. ففي الحقيقة، يعتمد نظام شبكة مراقبة الفضاء على طريقة تنبؤية تحدد رسم المسارات المدارية المتوقعة للأجسام الفضائية، كي تتمكن المناظير الفلكية الأرضية من تحديد موقعها. من جهة أخرى، تعد مقترحات التخلص من سحابة نفايات الفضاء باهظة للغاية وفريدة من نوعها. وقد يكون تطبيق أحد هذه الحلول، في بعض الأحيان، غير فعال مثل ما كان متوقعا.
وأفادت الصحيفة أن من الوسائل الأخرى لمحاربة هذه المشكلة، شبكات صيد النفايات الفضائية التي قامت بتصنيعها وكالة استكشاف الفضاء اليابانية. ولكن سرعان ما تردد صدى فشل هذه الآلية بسبب مشاكل ميكانيكية.
وبينت الصحيفة أنه من الوسائل الحديثة الرامية إلى مجابهة هذه المشكلة، برنامج الحطام الفضائي الذي أنشأته وكالة ناسا. ويعمل هذا البرنامج على رصد مشاكل نفايات الفضاء والتصدي لها، على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة انطلقت في سنة 1995، حيث تحث وكالات الفضاء على المشاركة في عدم تلويث الفضاء.
وفي هذا السياق، دعت ناسا جميع الوكالات لاتباع جملة من الإجراءات الأساسية للغرض. وتتمثل أولى هذه الإجراءات في الوقاية، من خلال ضمان تسريب أقل قدر ممكن من النفايات في الفضاء. في مرحلة ثانية، فرضت ناسا صناعة أقمار صناعية أكثر صلابة لضمان عدم تحطمها في الفضاء. أما في المقام الثالث، دعت ناسا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب اصطدام الأقمار الصناعية قدر الإمكان.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن من المبادرات المستقبلية الموجهة للتصدي لمشكلة نفايات الفضاء، مشروع وكالة الفضاء الأوروبية، الذي يحمل اسم "إي. أوربيت". ومن المتوقع أن يبدأ هذا المشروع في العمل بحلول سنة 2021. ويضاف إلى ذلك، مشروع وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية. عموما، تبقى هذه المشكلة رهينة هذه المشاريع المستقبلية، على أمل حلها، أو على الأقل الحد من تفاقمها.