أعلنت الحكومة الموريتانية، مساء أمس الخميس، اعتماد
السفير المغربي الجديد لدى نواكشوط
حميد شبار، وذلك بعد أشهر من
التوتر بين البلدين الجارين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية ووزير الثقافة، محمد الأمين ولد الشيخ، في مؤتمر صحفي، إنه تم رسميا اعتماد سفير المغرب الجديد بموريتانيا.
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد عيّن حميد شبار في حزيران/ يونيو الماضي سفيرا للمملكة لدى نواكشوط، إلا أن منابر إعلامية موريتانية كشفت عن رفض
موريتانيا اعتماده منذ ذلك التاريخ، مرجحة سبب المنع بإقامة محمد ولد بو عماتو الذي يعتبر أشرس معارضي نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بالأراضي المغربية، التي تطالب بترحيله إلى موريتانيا.
وحسب وكالة الأنباء الموريتانية، فقد وصف ولد الشيخ العلاقات مع المغرب بـ"الجيدة والممتازة، وتحكمها مجموعة من العوامل التاريخية والثقافية والاقتصادية والأمنية واتحاد المغرب العربي بصفة عامة".
وفي تعليقه على قضية المعارض ورجل الأعمال الموريتاني،
محمد ولد بوعماتو، الموجود بالمغرب، قال ولد الشيخ إنه "مطلوب من قبل القضاء، وجميع الدول الصديقة التي تربطها علاقات مع موريتانيا، توجد بها قنوات للتعامل مع حكم طلب القضاء الموريتاني".
وكانت مصادر دبلوماسية موريتانية كشفت عن أن "المملكة المغربية أبلغت محمد ولد بوعماتو رجل الأعمال المقيم في مراكش (جنوبا)، الصادرة في حقه مذكرة اعتقال دولية من القضاء الموريتاني بأنه شخص غير مرغوب فيه، وهو ما يفرض عليه مغادرة الأراضي المغربية".
وبحسب وكالة "الأخبار" الموريتانية (مستقلة)، فإن "المغرب أبلغ ولد بوعماتو بالقرار بعد سنوات من اختياره لمدينة مراكش كمنفى اختياري، بعد خلافه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز".
وذكر المصدر أن الخطوة المغربية من شأنها أن تساهم في "حلحلة الأزمة بين البلدين، على أن يبدأ ذلك بموافقة موريتانيا على السفير المغربي الجديد – المعين حديثا – في نواكشوط حميد شبار".
وأشار إلى أن "القضاء الموريتاني أصدر في فاتح أيلول/ سبتمبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، وفي حق مدير أعماله محمد ولد الدباغ، وذلك بتهمة تقديم رشى لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني، إضافة لنقابيين وإعلاميين موريتانيين".
يذكر أن مسؤولا موريتانيا رفيعا سبق أن سلم للمغرب ملفا يتضمن اتهامات ضد رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، الذي تتهمه نواكشوط بتقديم رشاوى والسعي للإضرار بالأمن العام في موريتانيا.
وكان موقع "ريم أفريك" الموريتاني قال نقلا عن مصادر، إن المسؤول الموريتاني سلم الاتهامات المذكورة إلى جهات نافذة في القصر الملكي، مضيفا أن ذلك جاء قبل إعلان نواكشوط إصدار مذكرة اعتقال دولية ضد ولد بوعماتو ومدير أعماله محمد ولد الدباغ.
وأشار إلى أن العلاقة بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد بوعماتو تعيش أصعب فتراتها، بعد أن تدهورت بشكل كبير منذ العام 2011 وبعد مغادرة ولد بوعماتو لموريتانيا.
وأوضح الموقع ذاته أن ولد بوعماتو نشط في الحملة الرئاسية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز في 2009، كما كان ناشطا في حشد التأييد الدولي للرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال فترة الانقلاب العسكري في 2008.