نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ثلاث نسوة سعوديات عرفن باستماتتهن في الدفاع عن حقوقهن رغم تعرضهن للسجن والمهانة.
وهؤلاء المناضلات هن الكاتبة "وجيهة الحويدر" والناشطة "فوزية العيوني" ومستشارة المعلومات "منال الشريف".
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن "الناشطة الحقوقية وجيهة الحويدر قد أعلنت تمردها عندما كان عمرها سبع سنوات، إذ تعرضت لعقاب معلمتها في الفصل بعد أن مارست لعبة كرة القدم مع الذكور. ومع ذلك، لم يردعها عقاب المعلمة عن فعل ما تريد خاصة أن أمها المتفتحة سمحت لها بركوب الدراجة الهوائية، رغم اعتبار ذلك أمرا مشينا لدى البعض في
السعودية، بسبب ما قد يترتب عنه من احتمال فقدان العذرية".
وذكرت الصحيفة أن الكاتبة والصحافية وجيهة الحويدر، التي تبلغ من العمر 55 عاما، كانت منذ شبابها تمارس حقها في تقرير مصيرها. وبالتالي، أصبحت هذه المناضلة إحدى أبرز
النساء الناشطات في السعودية، وعضوا في المنظمة الحقوقية هيومن
رايتس ووتش، وممثلة المنظمة في الدفاع عن حقوق المرأة في المملكة. ورغم الصعاب، لم تستسلم علما بأنها أعربت سنة 2009 عن استيائها، حيث قالت: "لقد تعبت من الإذلال لكوني امرأة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحويدر منعت من نشر أي عمل لها خلال سنة 2003، ثم تظاهرت لوحدها في الطريق سنة 2006 وهي ترتدي الوردي رافعة شعار: "امنحوا المرأة حقوقها"، ثم سرعان ما اعتقلت من قبل السلطات السعودية. وفي سنة 2008، أثار مقطع فيديو لها وهي تقود سيارة ضجة كبيرة. ثم أعيد اعتقالها سنة 2011، وأدينت في سنة 2013 بتهمة التخبيب، أي التحريض على تحدي سلطة الزوج. وقد أرسلت ابنيها للدراسة في فرجينيا حتى لا يكبرا كأي رجل سعودي نمطي.
وتحدثت الصحيفة، ثانيا، عن الناشطة فوزية العيوني، المرأة السعودية التي خاضت مسيرة نضال طويلة ولكن بشخصية لا يعلم عنها الكثير. وقد اشتهر عنها رفع راية الدفاع عن حق المرأة في القيادة سنة 2007، وتجرأت على طلب التماس في هذا الموضوع من الملك عبد الله. ففي سنة 2008، قدمت العيوني للملك التماسا آخر أشد تماسكا، يحتوي على ألف توقيع. وقد قالت العيوني في هذا الالتماس إن "القيادة تحد اجتماعي وليس دينيا أو سياسيا، ولدينا الحق في التماسه منكم"، مؤكدة على حق المرأة في السفر دون محرم.
وأفادت الصحيفة أن العيوني تعرضت سنة 2011 للاعتقال رفقة وجيهة الحويدر، أثناء محاولتهما مساعدة امرأة كندية تتعرض لسوء المعاملة من قبل زوجها السعودي. وفي سنة 2013، كلفها هذا الفعل السجن لمدة 10 أشهر والمنع لمدة سنتين من دخول البلاد بتهمة التعدي على الشريعة لمساعدة زوجة دون علم زوجها.
وتحدثت الصحيفة، ثالثا، عن مستشارة المعلومات منال الشريف، التي خسرت عملها في شركة أرامكو ومقر إقامتها منذ أن شنت حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في أيار/ مايو سنة 2011، تحت عنوان "ويمن 2 درايف". وقد تحصلت منال على رخصة القيادة من الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة العطلة التي قضتها هناك. ثم نشرت فيديو لها خلف المقود، كلفها تسعة أيام سجن، كما تعالت أصوات بعض الدعاة مطالبة بإعدامها في الساحة العامة.
وذكرت الصحيفة أن منال تعيش اليوم كلاجئة في دبي، بعد أن نالت طلاقها من زوجها الذي يضربها. ثم أصدرت المحكمة حكما يقضي بمنعها من رؤية طفلها عبودي، الذي يبلغ من العمر ست سنوات، لأن الأب هو من يحمل الوصاية القانونية عليه.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن منال الشريف قد تزوجت في كندا زواجا مدنيا، وأنجبت في سنة 2014 ابنا ثانيا يدعى دانيال حمزة، علما بأن السعودية لا تعترف بزواجها ولا بابنها. وبسبب هذه العوائق، لم يلتق الأخوان عبودي ودانيال ولن يتعرفا على بعضهما، بل وسيبقى عبودي غريبا عن أمه.