قدّم الحاخام الأكبر اليهودي ذو الأصول
المغربية، أبراهام غولاني، مقترح
مشروع خيري قال إنه سيقضي على
الفقر وسيقلص عدد الفقراء في المغرب.
وأضاف
الحاخام اليهودي في حوار مع موقع "الحرة"، أن فكرة "المشروع" تقوم على "إعادة توزيع أموال الزكاة على الأشخاص الذين يستحقونها، وبطريقة تحفظ كرامة الناس"، وذلك بعد زيارته أخيرا للمغرب بعد غياب دام 20 عاما، شاهد خلالها "مظاهر الفقر، ليس فقط في الأرياف والقرى، بل في وسط الدار البيضاء، وهي مشاهد تحز في النفس"، بحسب تعبيره.
وكشف الحاخام أنه "يتوقع أن يستفيد من المبادرة مليون مغربي سنويا"، لافتا إلى وجود "سجلات وطنية خاصة بالأشخاص المعوزين، وأتوقع أن يكون هناك تعاون بيننا وبين بعض المؤسسات التي ستسهل علينا الوصول إلى الأسر المعوزة، ولن أستسلم، قد لا يثقون في الفكرة اليوم، ولكني متأكد أن الفكرة أصلية، وقابلة للتنفيذ، صحيح قد تحتاج إلى بعض الوقت لتنزيلها على شكل مشروع، ولكن سترى النور لأن المغاربة كرماء ويدعمون كل المبادرات التي تروم تحقيق المنفعة العامة"، بحسب قوله.
وسجل الحاخام غولاني أنه "عندما كنت في المغرب ذهبت إلى أحد المتاجر الكبرى فاشتريت الكثير من الأغراض الضرورية ودفعت أقل من 200 درهم (حوالي 20 دولارا)، من هنا أتت الفكرة، وهي أن نقوم باستصدار قسيمة شراء لا تتعدى قيمتها 500 درهم (حوالي 50 دولارا)، وبها يمكن لفقراء المدن مثلا أن يتجهوا لأقرب متجر تجاري وأن يتبضعوا بحاجيات البيت الضرورية كل شهر، سنذهب إلى أحد المحلات التجارية وسنمدهم بمليون درهم مثلا، ونقول لهم وزعوا هذا المبلغ على شكل قسائم مالية لكل فرد".
وانتقد الحاخام الطريقة التي تصرف فيها أموال الزكاة بالمغرب وقال إنها "ليست ناجعة، إذ إن فيها الكثير من “التحقير” لكرامة هؤلاء (الفقراء)، وبالتالي فهذه المبادرة تروم أولا حفظ كرامتهم، فلا أحد سيميزهم عن باقي زبائن هذه المتاجر. بقسيمة الشراء يمكنهم أن يتبضعوا كأي زبون، وهذا أفضل بكثير من أن يتسولوا أمام نفس المتجر".
وأبرز الحاخام اليهودي، أنه "يتمنى أن يلتحق الكثير من رجال الأعمال والأغنياء المغاربة بهذه المبادرة، وأن يخصصوا أموال زكاتهم لدعمها، أولا لكون الطريقة التي ستصرف بها هذه الأموال هي طريقة شفافة كما أن هدفها نبيل"، موضحا أنه لحدود هذه الساعة لم يصله أي اتصال من هؤلاء.
واستدرك: "إنهم رجال أعمال وأتفهم منطق تفكيرهم، فهم لا ينخرطون إلا في المبادرات التي يرون نفعها، وأعدهم بأنها مبادرة هادفة لا تتوخى أي ربح مادي بقدر ما تهدف إلى تحقيق التكافل والتآزر بين مكونات المجتمع المغربي، فالملايين من المغاربة يتوزعون بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، نجحوا هناك وتفوقوا في مجالات مختلفة، وعليهم أن لا ينسوا بلدهم المغرب، ففقراؤه محتاجون إلى دعمهم".
وشدد الحاخام اليهودي ذي الأصول المغربية على أنه "رجل دين وكل ما يهمني هو أن أرى بلدي متقدما ومزدهرا"، وفق تعبيره.
ولاقت المبادرة ترحيبا واسعا لدى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، ونادوا بتفعيلها لتقليص نسبة الفقراء بالمغرب وحفظ كرامتهم.