نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافية إيزابيل كيرشنر، تقول فيه إن
إسرائيل استغلت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، هذا الأسبوع، للتشديد على مخاوفها حول ما تقول إنه جهود
إيران لإنتاج أسلحة متقدمة عالية الدقة في
لبنان وسوريا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله في مؤتمر صحافي مع غوتيرس يوم الاثنين: "إن إيران منشغلة في تحويل
سوريا إلى قاعدة عسكرية حصينة، وتريد استخدام سوريا ولبنان جبهتين لتحقيق هدفها المعلن باقتلاع إسرائيل"، وأضاف أن إيران "تبني مرافق لإنتاج صواريخ موجهة دقيقة لهذا الهدف في كل من سوريا ولبنان.. وهذا شيء لا تقبله إسرائيل، ويجب ألا تقبله الأمم المتحدة".
وتشير كيرشنر إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عبر خلال لقائه بغوتيرس عن مخاوف إسرائيل من إقامة مصانع للأسلحة الدقيقة، وما أسماه محاولات إيران الدائمة لتهريب الأسلحة إلى لبنان، وقال: "نحن مصممون على منع أي تهديد لأمن المواطنين الإسرائيليين".
وتقول الصحيفة إن هذه التهم ليست جديدة، لكن يبدو أن إسرائيل تريد وضعها على الأجندة الدولية، مشيرة إلى أن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هرتسي هليفي قال أمام جمهور في مؤتمر السياسات في هرتسيليا في حزيران/ يونيو، إن إيران كانت تعمل خلال العام الماضي على بناء مصانع في لبنان لتصنيع الأسلحة الدقيقة، التي تستخدم تكنولوجيا متقدمة لتوجيهها إلى أهداف محددة.
وأضاف هليفي أن المستفيد من ذلك هو
حزب الله، الذي خاضت معه إسرائيل حربا غير حاسمة لمدة شهر عام 2006. لافتا إلى أن إيران تقوم ببناء مرافق مشابهة في اليمن، حيث قال: "لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بذلك، ولن نكون".
ويلفت التقرير إلى مطالبة الزعماء الإسرائيليين لغوتيرس بالقيام بحث قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في لبنان على تنفيذ واجبها بمنع حزب الله من تعزيز ترسانته العسكرية، مشيرا إلى أن غوتيرس، الذي كان في زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، هي الأولى منذ تسلمه المنصب في كانون الثاني/ يناير، قال: "سأفعل ما بوسعي لجعل قوات (يونيفيل) تفي بما هي مكلفة به تماما.. إن فكرة أو نية أو إرادة تدمير دولة إسرائيل أمر غير مقبول تماما من وجهة نظري".
وتفيد الكاتبة بأن إسرائيل قامت بعدة غارات جوية على سوريا في السنوات الأخيرة ضد قوافل أو مخازن أسلحة متقدمة، قالت إنها مرسلة إلى حزب الله في لبنان، مشيرة إلى أن تلك الغارات الإسرائيلية لم تتسبب بانتقام من حزب الله المنشغل في دعم حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، الحليف لإيران.
وتذكر الصحيفة أن إيران تقوم بمد نفوذها في المنطقة عن طريق حزب الله وغيره من الوكلاء، وتعمل، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، على مد حزب الله بأسلحة أكثر دقة لضرب أهداف أكثر أهمية في الحرب القادمة ضد إسرائيل.
ويستدرك التقرير بأنه مع أن تصرفات إسرائيل خلال الفوضى السورية لم تقابل بأي رد، إلا أنها تخشى أن أي ضربة استباقية على الأرض اللبنانية قد تتسبب بنزاع حدودي على حدودها الشمالية، لافتا إلى أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية قالت هذا الأسبوع إنه في ظل التحذيرات الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يحاول منع إيران من بناء مصنع للصواريخ في لبنان.
وتنوه كيرشنر إلى أن الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن إسرائيل تبدي قلقا من أن ترتيبات وقف إطلاق النار ومناطق عدم التصعيد في جنوب سوريا قد تساعد إيران والموالين لها على تكريس وجودهم على حدودها.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن نتنياهو سافر الأسبوع الماضي إلى روسيا، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال لبوتين إنه يرحب بهزيمة تنظيم الدولة، لكنه لا يرحب بدخول إيران "التي تهددنا، وفي نظري فإنها تهدد المنطقة والعالم".