قالت وسائل إعلام يمنية إن مليشيات الحوثي فرضت حصار شاملا على مقر إقامة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ومقرات حزب المؤتمر الشعبي العام.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية على لسان مصادر وصفتها بالمقربة، أن
الحوثيين أخطروا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأنهم غير مسؤولين عن أمنه.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوات التصعيدية التي اتخذها الحوثيون بعد ساعات من مواجهات مسلحة مع عناصر من الحرس الجمهوري الموالي لصالح، هي بمثابة انهيار سريع لحلف صالح-الحوثي، متوقعين اشتعال المواجهات وعودة الصراع المسلح بين طرفي الانقلاب في أي لحظة ممكنة.
في سياق متصل، دعا القيادي بجماعة "أنصار الله"، حمزة الحوثي، اليوم الاثنين، إلى إعلان حالة الطوارئ في العاصمة
اليمنية صنعاء، على خلفية التوتر الأمني مع حليفهم الرئيس المخلوع علي
عبد الله صالح.
وقال الحوثي إن "إعلان حالة الطوارئ ضرورة، ومن يرفض ذلك يخالف دستور الجمهورية اليمنية".
وأضاف في تصريح نشرته صحيفة "صدى المسيرة"، التابعة للجماعة، أنه "لا يحق لأحد الاعتراض على الانتشار الأمني في العاصمة صنعاء"، في إشارة لنقاط تفتيش استحدثها "الحوثيون" قرب منزل "صالح" ومعسكرات قوات موالية له.
وحول الاشتباكات الأخيرة في صنعاء، قال الحوثي إن "الاعتداء على أفراد نقطة المصباحي في صنعاء بادرة خطيرة". مطالبا "الأجهزة الأمنية بملاحقة الجناة".
وطالب "الحكومة (المشكلة من تحالف الحوثي-صالح وغير المعترف بها دوليا) بتوفير الرواتب للموظفين، والتحقيق في إيرادات وزارة النفط والاتصالات"، وهي وزارات محسوبة على حزب صالح.
وأمس الأول السبت اندلعت اشتباكات بين مسلحي "الحوثي" وقوات موالية لحليفهم "صالح" في دوار "المصباحي" بصنعاء، أسفرت عن مقتل القيادي في حزب صالح "خالد الرضي"، وثلاثة من "الحوثيين"، وإصابة 10 آخرين.
وكشفت وثائق نشرتها وسائل إعلام محلية عن هيمنة الحوثيين على وزارة الداخلية في حكومة صنعاء غير المعترف بها، وأصدر الحوثيون قرارات إقصاء لعشرات الضباط الموالين للمخلوع صالح.
وبحسب الوثائق فإنه تم استبدال عناصر حوثيين بالعشرات من كبار الضباط في وزارة الداخلية وأمن المحافظات والدفاع الموالين للمخلوع صالح، بقرارات من صالح الصماد رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" المشكل مناصفة بين الحوثي وصالح.
ويرى المراقبون أن الحوثي يسعى لاستكمال سيطرته على مفاصل الدولة وإقصاء شريكه في الانقلاب المخلوع صالح، تمهيدا للانقضاض عليه، وهي إحدى الدلائل التي تشير إلى عمق الصدع في جدار تحالف الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح.