انخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى
إيطاليا من شمال أفريقيا إلى أكثر من النصف، مقارنة بأرقام العام الماضي، حيث نقلت "رويترز" أن مجموعة مسلحة تمنع قوارب المهاجرين من الإبحار عبر البحر المتوسط من مدينة غربي طرابلس، مثلت نقطة انطلاق لمهربي البشر.
ففي تموز/ يوليو الماضي، هبطت أعداد من وصلوا من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، بل إن أعداد الوافدين في آب/ أغسطس الماضي حتى الآن انخفضت بأقل من هذه النسبة.
ويشهد شهرا تموز/ يوليو وآب/ أغسطس ذروة حركة قوارب المهاجرين، لأن أحوال الطقس تكون مواتية.
وذكرت مصادر في
صبراتة على بعد 70 كيلومترا غربي العاصمة، لـ"رويترز" أن الانخفاض المفاجئ يرجع إلى ظهور قوة جديدة في المدينة المطلة على البحر تمنع المهاجرين من المغادرة، وتلجأ في معظم الأحيان لحبسهم.
وقال مصدران من مدينة صبراتة إن مليشيا ليبية تدير مركزا لاحتجاز المهاجرين الذين تعيدهم أو تأخذهم من المهربين. وأرسل أحدهما صورة لمئات المهاجرين وهم جالسون على الرمال أمام حائط مرتفع.
وقال مصدر إن المليشيا التي تقوم بمنع المهاجرين غير الشرعيين من الإبحار نحو إيطاليا تدعى الكتيبة 48.
وكشفت تحقيقات أجراها موقع "ميدل إيست إي" البريطاني، أن الجماعة المسلحة المذكورة تتلقى رشوة من إيطاليا لوقف القوارب التي تغادر
ليبيا، مقابل المساعدات، ومبالغ كبيرة من المال.
وتعتقد المصادر التي نقل عنها الموقع بأن وكالات الاستخبارات الإيطالية كانت تتفاوض مع بلدية صبراتة نيابة عن المليشيات المحلية التي تلقت مبلغا قدره 5 ملايين دولار لإبعاد المهاجرين لمدة شهر على الأقل، وعدم إطلاق قوارب مطاطية إلى إيطاليا.
وبحسب تقرير الموقع الذي ترجمه "
عربي21" فإن هيئة مساعدات خارجية إيطالية حكومية، قدمت مؤخرا 11 طنا من الإمدادات إلى مستشفى صبراتة.
وفي الوقت ذاته، قال مصدر مطلع إن اجتماعا أقيم في صبراتة بين مسؤولي المخابرات الإيطالية وأعضاء مليشيا أنس دباشي.
ولم تستطع وزارة التبية والتعليم أن تؤكد بشكل مستقل أن هذا الاجتماع قد عقد.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإيطالي فيليبو سينسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الحكومة لا تعلق على اتهامات مجهولة.
اقرأ أيضا: إيطاليا تهدد باللجوء لخيار "النووي" لمكافحة أزمة المهاجرين
وتسعى إيطاليا أيضا إلى تعزيز قدرة حكومة الوفاق الوطني على منع تهريب البشر مقابل تقديم تمويل وتدريب، ومن خلال إرسال سفينة للمساعدة في إصلاح سفن قوات خفر السواحل والبحرية التابعة لحكومة طرابلس.
ووصل نحو 600 ألف مهاجر من شمال أفريقيا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ عام 2014، وهو ما يختبر قدرة البلاد على التعامل مع هذه القضية. ولقي أكثر من 12 ألفا حتفهم خلال محاولة الوصول إلى إيطاليا.
ويرحل معظم المغادرين من ساحل ليبيا الغربي. وبعد رد فعل عنيف من سكان زوارة في غرب ليبيا ضد مهربي البشر عام 2015، أصبحت صبراتة نقطة الانطلاق المفضلة.
وتريد إيطاليا إبرام اتفاق مع ليبيا يشبه ذلك الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا العام الماضي، ونجح في وقف تدفق المهاجرين عبر اليونان ومنطقة البلقان.
وكان ناشطون من المجتمع المدني من صبراتة أفادوا بأن الجماعة الجديدة التي تسيطر على تدفق المهاجرين غير الشرعيين قد تتوقف عن العمل إذا لم تحصل على دعم من طرابلس.
إلا أن المليشيا يبدو أنها تحصل على رشاو من إيطاليا التي يتنامى القلق فيها جراء حركة
الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها.