نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها من إسطنبول في تركيا حانا لوسيندا سميث، تقول فيه إن رئيس النظام السوري بشار
الأسد بدأ يدعو الدول الحليفة للمساهمة في إعادة إعمار
سوريا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن من يستفيد من محاولات الأسد هما الحليفان
روسيا وإيران.
وتقول سميث إنه في إشارة إلى تزايد ثقة الأسد وقدرته على استعادة السيطرة على سوريا، فإنه افتتح في العاصمة دمشق، معرض التجارة الدولي في دمشق، وهو الأول منذ خمسة أعوام.
وتذكر الصحيفة أن قاعة المعارض، التي بنيت خصيصا على الطريق السريع المؤدي للمطار، لم تحظ بالكثير من الزوار منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، خاصة أن هذا الطريق الاستراتيجي، الذي يمر جنوب شرق العاصمة، ظل محلا للمعارك الطاحنة، حيث اقتربت المعارضة ذات مرة من السيطرة على المطار عام 2012.
ويلفت التقرير إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف في الفترة الأخيرة منشآت قريبة منه، وحدث تفجير مزدوج لسيارة ليس بعيدا عنه في الشهر الماضي.
وتكشف الكاتبة عن أن مسؤولين كبارا من 42 دولة "صديقة" سيصلون اليوم؛ من أجل تقديم عروض لعمليات الإعمار والاستثمار، التي تقدر قيمتها بالمليارات، حيث سيسمح للشركات المشاركة في المعرض ببيع منتجاتها التي تعرضها، مشيرة إلى أن هذه أول مرة يسمح فيها بهذا الأمر منذ عام 1954، حيث يمنع على الشركات التعامل التجاري أثناء العرض؛ بسبب القيود المشددة على الاستيراد.
وتورد الصحيفة أن رئيس الوزراء السوري عماد خميس أشار الأسبوع الماضي إلى أن الأولوية ستعطى "للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب سوريا في الحرب ضد الإرهاب".
وينوه التقرير إلى أن
إيران وروسيا، اللتين دعمتا النظام السوري بالسلاح والمال والجنود، تستفيدان من السياسات التي تمت ممارستها في البلد، حيث حصلت روسيا هذا العام على سلسلة من العقود في مجال النفط والبناء، ووقع البلدان العام الماضي معاهدة للتجارة الحرة، التي يسمح بموجبها لسوريا بتصدير منتجاتها الزراعية.
وتفيد سميث بأن إيران، التي تشارك في معرض للصور يوثق العلاقات الدافئة بين طهران ودمشق، تسعى إلى تحقيق عدد من الطموحات الكبرى، حيث حصلت على عقد لإدارة شبكة للهواتف النقالة، وضخت المال إلى البلد لمساعدة اقتصاده.
وبحسب الصحيفة، فإن أفرادا إيرانيين وشركات يقومون منذ وقت بشراء مساحات من الأراضي والعقارات في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ويشير التقرير إلى أن هناك دولا حافظت بهدوء على علاقاتها مع النظام السوري أثناء الحرب، وتستفيد من الفرص الجديدة في سوريا، حيث وقعت الهند عام 2014 عقدا بقيمة مليار دولار؛ لإعادة بناء وتجهيز المستشفيات السورية.
وتقول الكاتبة إن سوريا تفاوضت مع الصين في هذا العام، حول صفقات استثمارية في مجال الطاقة والصناعة الدوائية والاتصالات والبناء، وقامت اليابان، التي علقت منحتها لسوريا عام 2011، باستئناف مشاريع المساعدة عام 2013، حيث ركزت على إعادة البنية التحتية، لافتة إلى أن بيلاروس القريبة من روسيا تقوم بمحادثات مع دمشق؛ من أجل بناء مصنع للسيارات في البلاد.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك عددا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي استمرت بعلاقتها مع النظام السوري رغم شجب الاتحاد للقمع الذي قام به الأسد، وفرض العقوبات على رموز في النظام، حيث حافظت دولة التشيك على علاقاتها الدبلوماسية مع الأسد، واقترحت عددا من مشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى أن قبرص استقبلت عددا كبيرا من العمالة السورية المهاجرة، حيث واصلت علاقتها الدافئة مع دمشق، رغم أن التجارة بين البلدين قد توقفت.