علق الكاتب الإسرائيلي رؤوبين باركو في مقال له نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" على لقاء الملك الأردني عبد الله الثاني برئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس برام الله قبل يومين، متوقعا أن قضيتي إغلاق المسجد الأقصى، وأحداث السفارة الإسرائيلية في عمان؛ كانتا في جوهر الزيارة.
وبحسب باركو يتساءل كثيرون ما الذي دفع
الملك عبد الله لزيارة رام الله بعد غيابه سنوات طويلة عن الضفة الغربية، وأضاف: "هناك من يقولون إن السبب هو إعلان أبو مازن عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى منع خروجه إلى الأردن، وبالتالي قدم الملك. وآخرون يقولون إنه على الرغم من وقف التنسيق الأمني، فإن إسرائيل لم تمنع خروجه، وأن أبو مازن بقي في رام الله بسبب المرض".
وتابع الكاتب: "يتبين أن أزمة الحرم ودور الأردن في حلها، على حساب الفلسطينيين، إضافة إلى اطلاق سراح الحارس في السفارة بدون محاكمة، كل هذه الأمور كانت في جوهر الزيارة، وأن الملك وعباس يقومان بإرسال رسالة تنسيق مشترك ضد إسرائيل للأمريكيين أيضا، لأن إسرائيل عملت دون أخذهم في الحسبان، كما يزعمون".
وينقل الكاتب الإسرائيلي عن المحلل السياسي الفلسطيني عدنان أبو عامر قوله: "إن زيارة الملك عبد الله لأبي مازن المريض؛ كانت محاولة لدفع مبادرة أردنية كمخرج من الأزمة في الأقصى وفي السفارة الإسرائيلية في الأردن، وأيضا كدعم للسلطة الفلسطينية، وتهدف أيضا إلى تحسين شعبية الملك وتقليص غضب الجمهور في الأردن بسبب قضية الحارس".
فيما نقل عن المحلل السياسي أكرم عطالله قوله: "إن الزيارة في رام الله هي زيارة احتجاج، على خلفية تحايل وخداع إسرائيل الذي أحرج الملك في الأزمتين، مشيرا في ذات الوقت إلى ما قاله أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش؛ واعتقاده أن الزيارة نبعت من القلق على استمرار السلطة الفلسطينية، لا سيما على خلفية مرض أبو مازن، ورغبة الأردن في المشاركة باختيار وريثه.
وخلال مقابلة مع شبكة "الميادين" أشار باركو إلى ما قاله المعارض الأردني ليث شبيلات، ونفيه أن يكون الملك قد ساهم في حل أزمة الحرم، حيث هاجم الملك، واتهمه بفقدان السيطرة والمركزية الفاشلة، والخضوع، وخدمة الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج، وتطبيق خطة تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين.
وتحدث شبيلات عن الإهانات التي تعرض لها الملك من نتنياهو، الأمر الذي أضر بشعب الأردن.
ووصف الكاتب الإسرائيلي الزيارة بأنها كانت مثابة السير على حبل دقيق. وأضاف : "لأنهم لا يريدون أن يتحول الأردن وطن بديل للفلسطينيين؛ فهم يقومون بتغذية أبو مازن من خلال الوريد، ولأن مصلحة الفلسطينيين في الأردن هي الحفاظ على وضع المملكة الحالي، فمن المحتمل أن جهود الأردن للاعتماد على الركيزة الفلسطينية ستزداد".
وتابع باركو : "الملك عبد الله، مثل أبو مازن، يلاحظ أن هناك توجه في بعض الدول العربية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، وعلى خلفية الواقع المشتعل فإن اللقاء بين الزعيمين سعى إلى تخفيف الزعزعة وخلق مرساة مؤقتة تناسبهما".
وختم الكاتب بالقول بأنه يجب كبح "الثورة الإسلامية" التي قد تتسبب بضياع المملكة الأردنية، ويرى أن مسار الشراكة الأردني الفلسطيني هذا سيبنى مثل نموذج المملكة المتحدة البريطانية، "أي تاج أردني وحكم فلسطيني، في الطريق إلى الحل السياسي المأمول".